التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

كاتب وسياسي مصري: اطماع توسعية وراء حرب السعودية لليمن 

القاهرة ـ سياسة ـ الرأي ـ

راى الكاتب السياسي المصري، كريم سعيد عضو، رابطة الادب العالمية وعضو منتدى التحرير ان الحرب السعودية على اليمن تحمل وراءها اهدافا توسعية.

قال سعيد أن كل حكام العالم حلموا لتكون لديهم إمبراطورية، مثل روسيا، ألمانيا، فرنسا، إنجلترا، حتى تركيا، إلَّا السعودية، الوحيدة التي منذ زرعها في الحجاز وهي تحلم بأن تصبح ولاية أميركية، فالعبد دائمًا يكون ولاؤه لسيده حتى لو أعتقت رقبته، لذلك قدمت عائلة آل سعود لأميركا ما لم تستطع حليفتها “إسرائيل” تقديمه، فكان لها الدور الأبرز في إسقاط العراق، واضطهاد سوريا منذ عام 2003 لرفض رئيسها بشار الأسد التخلي عن المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق، كما دعمت أي حركة مضادة للبنان، ومؤخرًا تدهورت علاقتها مع تركيا، واليوم تقتل نساء وأطفال اليمن.

والسؤال: لماذا تفعل السعودية ذلك؟ والإجابة عليه تتطلب عرض عدة سيناريوهات، الأول هو أن أميركا نجحت في تسمين حكام العرب وتأمينهم، ثم تسليحهم ليقاتلوا بعضهم بعضًا، مثلما نجد الصورة جلية في “عاصفة الحزم” التي تقودها السعودية والإمارات والكويت ضد اليمن، فأغلب حكام الدول المشاركة، يتمتعون بالملكية أو الحكم الذاتي، وفي “بطونهم بطيخة صيفي”، لإيهامهم أن أمريكا تحمي مناصبهم، ماداموا يقدمون فروض الولاء والطاعة، حتى إن أحد أعضاء الكونجرس الأمريكي قال: “طالما في الشرق الأوسط نفط وإرهاب فستظل علاقتنا بالسعودية جيدة”.

والسيناريو الثاني هو أن شركات البترول الغربية هي المسيطر الأول على نفط اليمن، كما أنها تلعب دورًا بارزًا في إنتاج السعودية للنفط، والذي يشكل 95% من الموازنة العامة للدولة، وبالتالي بعد توقف شركات البترول في اليمن، كان لابد لأميركا أن تتحرك، لكن وضعها الاقتصادي حاليًا لا يسمح بذلك، خصوصًا أنها لم تتماثل للشفاء بعد من خسائر حرب العراق والأزمة المالية العالمية، وكذلك دعم حكام الربيع العربي، لذلك أعطت أوامرها لحليفتها السعودية لتتحرك لإنقاذ شركات النفط التي بمثابة الملعقة الذهب للأسرة الحاكمة.

والسيناريو الثالث يتجسد في أن السعودية تحارب التشيع، وهو ما أعتبره استخفافًا بالعقول، لأن السعودية نفسها يقطن بها أهالي الطائفة الشيعية في القطيف والإحساء، وإذا كانت تحارب التشيع فلماذا حاربت الإخوان المسلمين في مصر، ومولت عسكر الجزائر ضد الإسلاميين، وحاربت طالبان في أفغانستان، وتحارب حماس في فلسطين؟ كما أن علاقتها بتركيا تدهورت، ومن زاوية أخرى، لماذا لم تحرر السعودية القدس من الصهاينة عوضًا عن قتال جارتها اليمن وقتل أكثر من ألف مسلم من بينهم 115 طفلً؟!

وأخيرًا رفع الغطاء وظهرت عورات السعودية، بعدما تركتها حليفتها أميركا وذهبت تخطب ود إيران، وهو ما دفع السعودية للتلميح بتوجيه ضربات لسوريا ردًّا على التقارب الإيراني الأميركي، كما اتجهت روسيا لدعم سوريا متجاهلة العروض السعودية كافة، فاليوم انهار الاقتصاد السعودي بعدما تبدد الذهب الأسود وانخفض سعره إلى 45 دولارًا بدلًا من 120 دولارًا، وأصبح دفتر الشيكات السعودي بلا جدوى، وكشفت كوارث الحج سوء إدارة آل سعود، من سقوط رافعة على المصلين، وقتل المئات من التدافع في منى، وحريق الفنادق، جميعها تدل على هشاشة الإدارة السعودية للبلاد، التي انتهت بمعاقبة الطفل علي باقر النمر، بالإعدام والصلب في ميدان عام، لمشاركته في مظاهرة عام 2012، فهل هذا هو العدل. انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق