التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 22, 2024

أين السياسات الخارجية في الفضائيات المصرية؟! 

رباب  سعيد

يؤلمني ويحز في نفسي أن أجد الفضائيات المصرية غارقة حتي أذنيها في المستنقع الداخلي . فمن حديث مستفيض عن الدستور إلي حديث مطول عن الرئاسات وشروط الترشح والانتخابات .. ولا ضير في هذا أو ذاك فالأحوال الداخلية مهمة إلي حد بعيد لكن . وهذا هو الاهم مصر لا تعيش في العالم بمفردها فهناك أكثر من 200دولة عضوا في الأمم المتحدة لنا بها علاقات وتربطنا بها صلات ومثلما نتكلم عن( الداخل )يجب أن نتكلم عن الخارج سيما أن مشكلاتنا الحقيقية هي مع الخارج .. فالرسالة التي تصل إلي الدول الخارجية تكاد تكون حكرا علي بعض الفصائل دون الأخرى.. العجيب أنه بينما(ننشغل) بالداخل حتي النخاع.. نترك الخارج للأخرين يعبثون به وقتما يشاءون!!.

الغريب اننا نشكو .مر الشكوي من هذا الأمر وكأنه جاء بطريق المصادفة.. مع انه جاء بسبب إهمالنا إنغماسنا حتي الثمالة في أمن الداخل أنت اذا تركت السيدة لميس الحديدي في حديثها من العاصمة وذهبت إلي السيدة لبني عسل في حياتها اليوم.. واذا تركتالقرموطي في مانشت الأخبار وذهبت ليوسف الحسيني والتقيت معه بالسادة المحترمين  واذا ذهبت الي الممكن مع خيري رمضان أو ثلث الثلاثة مع عمرو خفاجي أو شئت الوضوح مع عمرو الليثي يتبين ان الجميع بلا استثناء يتحدث عن الشأن الداخلي ولا شيء غير الداخل حتي لو كان أحد أطراف العملية اجنبيا مثل حادث طابا ..

سؤالي الان إلي متي سنظل نجتر الداخل ونعيد فيه ونزيد وكأن العالم ليس فيه سوانا!

إلي متي سنظل نضحي بالخارج كل الخارج في سبيل داخل معاد ومكرر؟

إننا. يا قوم نحترم كل من ذكرنا من مقدمي البرامج الفضائية ومن لم نذكر.. لن الأنغماس في الداخل سيزيد الطين بلة ويجعلنا نتوقع علي انفسنا وكأننا نعيش في العالم وحدنا وهذا غير صحيح..!

اننا نعيش مرحلة جديدة بعد ثورة 30يونيو المجيدة وقد رفعنا شعار سياسة متوازنة مع الجميع هكذا قال الوزير السابق نبيل فهمي أكثر من مرة وقام بإحداث تغيير وعمل إضافة في أقسام وزارة الخارجية. واهتم بدول الجوار العربي.. وبدول طوق الأصدقاء الأوربي .. وأكد مرارا وتكرار اننا لن نضع (موسكو) في مكان واشنطن أو بكين وانما نقف علي مسافة واحدة من الجميع ..وبعد الثورة قامت الخارجية بإرسال شرائط فيديو وسيد يهات مدمجة الي سفاراتنا في الخارج لتوثيق  هجوم (الإخوان) علي مصالح الدولة ودور العبادة.. لكن لم تفعل الفضائيات أي شيء اللهم إلا النواح علي اللبن المسكوب في الداخل ولا حديث لا من قريب ولا من بعيد عن الخارج وما ينبغي عمله هنا وهناك.

واليوم إذا أردنا الانصاف فإن التقصير الوحيد نجده في الخارج .. فبريطانيا مثلا . نجد وسائل الإعلام مقروءة ومسموعة ومرئية تري أنما حدث في مصر هو انقلاب وليس ثورة وكذلك الحال في أسبانياوفرنسا وايطاليا أما أمريكا فحدث عنها ولا حرج فهي تميل منذ اللحظة الاولي للفصيل الإخواني ولا تري غضاضة في الافصاح عن ذللك..

أما نحن فنكاد نصرخ في الداخل ونشاهد في هذه الفضائية أوتلكنفس المشاهد ونرجح كفة (المنولوج) في السياسة كما في الاقتصاد والاجتماع والنتيجةة النهائية أننا سنتكلم شيئا والاخرون يتكلمون شيئا أخر فلا تفاهم بيننا والعجيب بل الغريب ان الفضائيات المصرية لا هم لها سوي الصراخ في أذاننا حتي أصابها الوقر .. ناهيك عن أن صرخاتها لا تزيدنا علما وانما تصيب رؤسنا بالدوار !

يا قوم لا مشكلة لنا في الداخل فأحداث طابا إرهابية وكذلك الاعتداء علي جامعة الأزهر واعتصامات رابعة والنهضة جريمة .. وقطع الطرق لصوصية وهي من شيم الإخوان لا يختلف في ذلك لا القاصي ولا الداني لكن ان تكرره الفضائيات وتنسي أن تخاطب العالم الخارجيأدي الي وجود خطابين لنفس الشيئ الاول لنا والثاني لهم والغريب ان العالم الخارجي يستمع فقط لهم في ظل غياب الخطاب الأول وطبعالااحمل سوي فضا ئياتنا هذا الأمر لأنها غارقة في وحل الداخل وتحدياته وكأنها خلقت أو تأسست فقط لهذا الداخل اما الخارج فله شأن أخر

اذا كان لابد من الاعتراف بالخطأ.. فهو أن الخارج هو امتداد للداخل ومثلما نهتم بأمور الداخل وتوضيحها الي حد الملل من التكرار علينا أن نهتم بالخارج أيضا ولا نتركه سداحا مداحا) للاخرين يلونونه كما يحلو لهم ويسمونه باسماء ما انزل الله بها من سلطان.

الفضائيات المصرية القومية والخاصة .. حققت .بالفعل طفرة مهمة في دنيا التواصل .. ويحكمها جميعا. المصلحة العامة ولا غيار علي ذلك .. فقط تسير علي هوي بعض الافراد المنفلتين وكان الأولي أن نقوم بتوسيع نظرتها فتري الداخل والخارج مع بعضهم البعض .. اما القسمة الحادثة الأن بين داخل وخارج .. لا يدفع ثمنها سوي الشعب .. فقط نريد العلاقات الدولية والسياسية الخارجية تذوب كالماء في العود كما هو الحا ل مع الشأ ن الداخلي ..وإلا سندفع جميعا الثمن غاليا..

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق