فلسطين .. عندما يضحك المعتقلون للكاميرات ويخيفون المحتلين
بعد ان ادت الممارسات الاسرائيلية التعسفية ضد الفلسطينيين والتطاول على المسجد الاقصى المبارك الى اشعال عاصفة الغضب الشعبي في الضفة الغربية والاراضي المحتلة وقطاع غزة يتكهن المراقبون بأن هذه العاصفة ستكون بداية لانتفاضة ثالثة يقوم بها الفلسطينيون، وقد استطاع الشباب الفلسطينيون قتل عدد من المحتلين الاسرائيليين في عمليات استشهادية وازداد التوتر الى حد كبير بين الطرفين لكن المراقبين يعتقدون ان هذه الانتفاضة تختلف عن سابقاتها.
ان الانتفاضة الثالثة للفلسطينيين التي تظهر بوادرها الان قد اندلعت بعد مضي 10 اعوام على الانتفاضة الماضية وهب الشعب الفلسطيني مرة اخرى لرفع صوته وقد استطاع ان يكون في مقدمة الاخبار والتقارير على مستوى العالم بأسره، ان انتفاضة الفلسطينيين دفاعا عن المسجد الاقصى تبدو قادمة لامحالة وان الاشتباك بين الفلسطينيين والاسرائيليين في الاراضي الفلسطينية آت وهذا في وقت دعت فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة الى تشكيل قيادة وطنية موحدة تقود الثورة الشعبية في الضفة الغربية والقدس كما اكدت الفصائل ان هذه الفصائل يجب ان تتحول الى انتفاضة ثالثة.
ويمضي الفلسطينيون الان نحو طرد المحتلين الاسرائيليين عن المسجد الاقصى وقد اشتعلت فلسطين كلها من الشمال الى الجنوب في يوم جمعة الغضب الذي دعا اليها الفلسطينيون لكي يثبت هؤلاء بان الأقصى هو خط أحمر وان اي تطاول عليه من قبل الكيان الصهيوني سيفتح ابواب جهنم امام هذا الكيان.
وقد نشرت شبكات التواصل الاجتماعي مؤخرا صورا عن شباب فلسطينيين اعتقلتهم قوات الاحتلال وهم ينظرون الى الكاميرات التي تلتقط صورهم ويبتسمون ويضحكون واذا دققنا النظر في هذه الصور نجد ان الشيء المشترك بين هذه الصور هي ضحكة وابتسامة هؤلاء الشباب المعتقلون للكاميرات.
ورغم ان هذه الصور ليست جميعها للانتفاضة الاخيرة لكن نشرها مؤخرا في شبكات التواصل الاجتماعي يعني ان هناك موجة من الاحتجاجات ضد الصهاينة حتى في شبكات التواصل الاجتماعي.
ويقول احد الاعلاميين الفلسطينيين ان هذه الابتسامات ليست للاحتجاج فقط بل انها تدل على الفرح والسرور ويضيف “ان هذه الظاهرة هي اعمق من مجرد ضحكة اثناء الاعتقال، ان هؤلاء الشباب لم ينتظروا هذه المرة الاحزاب السياسة الفلسطينية وقرروا النشاط دون انتظار السماح لهم من قبل الاحزاب السياسية ولذلك نرى كيف يقوم هؤلاء بالتظاهر في منتهى الشجاعة والسرور”.
ويقول محمد التل وهو عالم نفس لبناني ان اول شيء تدل عليه هذه الصور هو تقبل الشباب الفلسطينيين للمسؤولية وتحديهم لقوات الاحتلال وبمعنى آخر يريد هؤلاء ان يعلنوا بأن الاعتقال لايهمهم، ويضيف التل ان هنك تناقض كثير في هذه الصور لأن الشخص الذي تم اعتقاله لايمكن ان يكون مسرورا وضاحكا ولذلك يمكن القول ان هذه الابتسامات هي لتشجيع باقي الشباب الفلسطينيين على استمرار احتجاجاتهم.
وهكذا يبدو ان هذه الصور هي ابداع جديد للشباب الفلسطينيين للتعبير عن رفضهم للاحتلال والاحتجاج ضده وان نشر هذه الصور الفوتوغرافية في شبكات التواصل الاجتماعي يمكن ان توجد موجة جماهيرية وتترك تأثيرا بالغا على الشعب الفلسطيني.
المصدر / الوقت