السيد نصر الله: العمليات الاستشهادية في فلسطين روح الجهاد، والانتفاضة بحاجة لكافة أشكال الدعم
أكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أن العمليات الاستشهادية في فلسطين المحتلة تعبر عن روح الجهاد لدى الشعب الفلسطيني المقاوم، مشيراً الى أن الانتفاضة الحالية ادخلت الرعب والخوف الى كيان الصهاينة واثرت على اوضاعهم الاقتصادية.
وفي الملتقى العلمائي الدولي لدعم فلسطين، أكد السيد حسن نصر الله على حاجة الفلسطينيون الى كل اشكال دعم لاستمرار انتفاضتهم، معتبرا ان ما يجري في فلسطين اليوم يعبر عن روح جهادية عالية، لافتا الى ان الانتفاضة الجديدة فاجأت الصهاينة لأن هذا الامر لم يكن في صلب توقعاتهم. وشدد سماحته على ان الانتفاضة تضع الامة من جديد امام مسؤولياتها تجاه فلسطين والاقصى .
واذ اعتبر السيد نصر الله أن الوضع الفلسطيني دخل مرحلة جديدة وعمليات استشهادية شبه يومية،اكد في الوقت ذاته ان الانتفاضة الجديدة فاجأت الصهاينة والعالم، حيث لم تكن في توقعاتهم، شددّ في الوقت ذاته اشار على ان مشروع اسرائيل الكبرى سقط لكن اسرائيل الجاثمة المحتلة لفلسطين ما زالت قوية وتهدد شعوب المنطقة وتستفيد من كل الفرص القادمة وعلينا ان نبذل جهدا ونقول ان هذه “اسرائيل” وهذه اهدافها وهذا يحتاج جهدا سياسيا وثقافيا واعلاميا. واشار الى ان هناك للاسف من بات مقتنعا بأن اسرائيل لم تعد تشكل خطرا كما يحصل في لبنان .
واوضح السيد نصر الله ان الكيان الاسرائيلي ليست نتاج مشروع صهيوني فقط وانما نتاج ارادة دولية ومازالت تحظى بدعم اميركي ودولي، مضيفاً أن ما يجري في فلسطين لا يعبر عن حالة من اليأس والاحباط وانما يعبر عن وعي كبير وايمان عميق بخيار المقاومة ومواجهة الاحتلال.
وأكد السيد نصر الله على استعداد الشعب الفلسطيني للذود عن قضايا الأمة العربية والاسلامية وتموضعه في الخط الأمامي، قائلاً: ” الفلسطينيون حاضرون في الخط الامامي في الدفاع عن الامة، والمعركة مع العدو الإسرائيلي مستمرة ولا تتوقف عند فصيل او جماعة معينة ” ، ميشرا الى ان العالم الاسلامي لم يفعل شيئا في الاجتياح الاسرائيلي للبنان والعدوان على غزة، ومؤكداً في الوقت ذاته أن الانتفاضة الفلسطينية تضع الامة مجددا على مسار المقاومة كما تضعها امام مسؤلياتها، مؤكدا ان الكيان الاسرائيلي هو الخط الامامي للاستعمار في المنطقة والخيار الاول لهم .
ووصف سماحاته تعاطي بعض المسلمين مع القضية الفلسطينية بموضع السلبي والعاجز، قائلاً:”اننا لو أتينا بمن ينفذ العمليات في العراق وافغانستان وباكستان وسوريا إلى فلسطين لكانت “اسرائيل” زالت من الوجود، وهناك اسلحة واموال طائلة تنفق وفتاوى تصدر لماذا لا يحصل هذا لفلسطين؟”، معتبرا ان هناك من اقتنع أن “إسرائيل” لم تعد تمثل خطراً وهناك الكثير من الناس والشعوب بات عندها قناعة أنه لا يوجد أي تكليف شرعي او واجب ديني من جانبها إزاء فلسطين.
وأكد السيد أن المعطيات الحالية تثبت أن حجم الخسائر أمام العدو الاسرائيلي قد ازداد بشكل ملحوظ، قائلاً:” ان الاحداث الجديدة زادت الخسائر في المعركة مع الكيان الاسرائيلي، وان الخطر الإسرائيلي تراجع نتيجة نضالات المقاومة في فلسطين ولبنان وإن كان مازال موجودا، معتبراً ان “ما يجري في منطقتنا نتيجة الارهاب التكفيري اعطى المعركة بعدا طائفيا”، معتبرا ان العمل على نشر الفتنة الطائفية في المنطقةهدفه حرف النظر عن القضية المركزية وهي فلسطين .
ورأى السيد نصر الله أن التراجع الحاصل حيال القضية الفلسطينية جاء نتيجة التضليل الذي مورس على مدى عقود، وان اقناع الحكومات والامة بضرورة الدفاع عن الفلسطينين بحاجة الى جهد كبير، لان الكيان الاسرائيلي الذي يهدد الفلسطينين لايزال قائما، معتبرا انه من المثير ان الامة ارسلت مجاهديها واموالها للدفاع الى افغانستان للقتال وسخرت كل امكانياتها لذلك ولكنها لم تفعل ذلك لفلسطين .
وفي ختام كلمته شدد الامين العام لحزب الله ان اخراج فلسطين من دائرة المسؤولية العربية كان هدفا تم العمل عليه بشدة، وان هناك من حول جهده لتحويل العدواة من الكيان الاسرائيلي إلى الشعب الفلسطيني وعدم التعاطف معه ومع قضيته .
قائلاً:” اننا امام هذه التضحيات العظيمة للشعب الفلسطيني ندعو لمساندة حقيقية لهذه الانتفاضة الجديدة بعيدا عن الصراعات المستجدة والخلافات، وان ننظر اليها انها مؤهلة جدا في الحد الادنى للدفاع عن الاقصى والمقدسات ويمكن اذا استمرت واذا دعمت ان تفرض على العدو وسادته ان يبتعدوا عن المسجد الاقصى.”
واعرب السيد نصر الله عن ثقته برجال المقاومة والمجاهدين والمرابطين، قائلاً:”الخير المودع بأمتنا الى يوم القيامة وان الصراع نهايته الانتصار، المهم ان نعمل لنكون ممن يوفقهم الله تعالى ليكونوا من صناع هذا النصر الآتي بحول الله.”
المصدر / الوقت