التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

الحديث الأمريكي البريطاني عن ضرورة الحل السياسي في اليمن؛ الأسباب و التداعیات 

إن العمليات العسكرية في اليمن تقترب من نهايتها، هذه العبارة هي الضوء الأخضر الغربي لقوى العدوان السعودي بالإنطلاق نحو ايقاف عدوانها على اليمن والتوجه نحو الحل السياسي، فقد صرح وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند بأن العدوان العسكري السعودي على اليمن يشارف على الإنتهاء وصار ضرورياً تسريع النقاش السياسي. يأتي ذلك مع تصريح لمساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي آن باترسون أن هناك بعض العلامات المشجعة على أن السعودية عازمة على انهاء عدوانها على اليمن، فهم يدركون اليوم جيداً أنه لا يمكن للحرب أن تستمر لفترة أطول. إذن هو ضوء أخضر أمريكي بريطاني للسعودية بالتوجه نحو إيقاف عدوانها على الشعب اليمني وتحرير العملية السياسية لتعود وتأخذ مجراها.

هذا الضوء الأخضر كان قد سبقه ضوء أخضر بشن العدوان، واليوم وبعد مضي أكثر من ثمانية أشهر على بدء العدوان، و بعد أن كانت التصاريح النارية هي لسان حال السعودية والغرب، فقد تبدل الموقف، و هذا التبدل لا شك أنه يختزن أسباب ودوافع وراءه، وفي عرض لأهم هذه الأسباب نذكر التالي:

أولاً: ينظر الغرب إلى سوريا على أنها المحور الأساس في مطامعها ومشروعها الإستعماري، ولذلك وبعد أن طال العدوان على اليمن من دون تحقيق أي من الأهداف المرسومة، فإن التوجه الغربي نحو تركيز جهود العدوان على سوريا دون غيرها هو ما يفسر التحول في الموقف، فالغرب يريد تركيز الجهود العسكرية والإعلامية على الملف السوري، بعد أن احتل العدوان على اليمن مساحة كبيرة من جهود الإعلام الغربي وإعلام الأنظمة العربية الحاكمة. كما وأن جماعات الغرب الإستعماري ونتيجة لضعف قدرة قوى العدوان السعودي على تنفيذ مخطط عدوانها على الشعب اليمني، قد اضطرت إلى الإستعانة بجزء من عناصر هذه الجماعات ونقلها إلى الأراضي اليمنية كما حدث مؤخراً، هذا أوجد ثغرة وضعف لدى هذه الجماعات في سوريا.

ثانياً: يرى الغرب أن الإستمرار في العدوان سيؤدي إلى مزيداً من توريط السعودية في اليمن، فما يقارب من ثمانية أشهر كانت كفيلة بإضعاف القدرة الإقتصادية والمالية السعودية، وبالتالي اضعاف قدرتها على دعم جماعات الغرب الإستعماري التي سيطرت على جزء من الاراضي السورية، فالغرب الإستعماري يستفيد من النظام الحاكم في السعودية على أنه الداعم الأول والرئيسي للجماعات صاحبة الفكر التخريبي التدميري.

ثالثاً: التحرك الروسي الأخير في سوريا والداعم للحكومة السورية وشعبها ولد تخوفاً غربياً من أن ينتقل بأحد أشكاله إلى اليمن، خاصة أن طائرة المساعدات الروسية الأخيرة عززت هذا القلق الغربي، يضاف إلى ذلك الضغوطات الدولية التي فرضتها طبيعة العدوان والحالة الإنسانية الحرجة التي يعانيها الشعب اليمني اليوم، في مقابل أن قوى العدوان السعودي ومن يقف خلفها من غرب استعماري لم يعد يرى من نتيجة مجدية من استمرار الحرب.

رابعاً: ينظر الغرب الداعم لقوى العدوان السعودي على اليمن أن العدوان كان كفيلاً بنبذ كل اشكال الخلافات اليمنية الداخلية، فهو وحد الجهود والإمكانات اليمنية في سبيل مواجهة العدوان، وطرح الخلافات جانباً بعد أن تبيّن خطر الأهداف التي تكمنها قوى العدوان لليمن، وألغى بعض العلاقات التي كانت ترسمها السعودية مع بعض الجهات اليمنية، وبالتالي عوامل محركة نحو اضعاف القدرة الخارجية على التحرك داخل اليمن، وهو شكّل موجة شعبية عدائية اتجاه الغرب الداعم لقوى العدوان السعودي. بل أن الخلافات الموجودة اليوم أخذت شكلاً من أشكال الخلافات بين قوى العدوان على اليمن نفسها، هذا ما يظهر أحد أشكاله من خلال التصارع الداخلي بين هادي المدعوم سعودياً وبحاح المدعوم اماراتياً وكلاهما صارا منبوذيين يمنياً من قبل كافة المكونات السياسية.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق