هل تستفيد السعودية من قمّة “أسبا” لشرعنة العدوان؟
لا ندري ما الذي أجبر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال المؤتمر الصحفي مع نظيره البريطاني فيليب هاموند للإعلان عن إقتراب موعد إنتهاء عدوان بلاده على الشعب اليمني.
ربّما تقف الضغوط الدولية بدءاً من الامم المتحدة مروراً بالحلفاء الغربيين وصولاً إلى المنظمات الإنسانية وراء هذا التراجع، الذي يبدو إعلامياً بسبب تزامنه مع سلسلة من الإجراءات العسكرية السعودية. الرياض وبالتزامن مع الحديث عن حل سياسي إستقدمت الألاف من المرتزقة من عدّة دول (السودان – الجماعات التكفيرية في سوريا- بلاك وتر- جنود متقاعدين في الجيش الكولومبي)، كما أنها بدأت حملة عسكرية عنيفة على محافظة تعز إلا أن مصادر عسكرية تتحدث عن فشل هجوم التحالف السعودي وقوات هادي على المدخل الغربي لتعز، فضلاً عن جهودها المستميتة للسيطرة على محافظة مأرب والدخول إلى أبواب صنعاء، مما يفضح الإدعاءات السعودية الإعلامية.
اذاً، يتضح أن السعودية تحاول إستثمار الوقت الذي ليس في صالحها، قبل أي إستحقاق أممي خشية صدور أي إدانة لعدوانها العسكري على الشعب اليمني، إلا أنها أيضاً، لن تتوان عن الإستفادة من أي فرصة إقليمية أو دولية لتجييرها في صالحها، وبالتالي الحصول على دعم دبلوماسي للعدوان السعودي، وهذا ما قد نشاهده قريباً في القمة الرابعة للدول العربية ودول أميركا الجنوبية قمة “أسبا” والمقرر عقدها يومي١٠ و١١ من الشهر الجاري في العاصمة السعودية الرياض.
قمة “أسبا”
تجمع قمة الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية “أسبا” بين كافة دول منظمة جامعة الدول العربية (٢٢ دولة) ومجمل دول أمريكا الجنوبية (والتي تضم١٢ دولة). ويعتبر مؤتمر قمة “أسبا” هو ملتقى للتنسيق السياسي بين دول كلتا المنطقتين (المنطقة العربية وأمريكا اللاتينية) وهي أيضا آلية للتعاون في مجالات الاقتصاد والثقافه والتربية و التعليم والعلوم والتكنولوجيا وحماية البيئة والسياحة وغيرها من المجالات ذات الصلة لتحقيق التنمية الدائمة في تلك البلدان والمساهمة في تحقيق السلام العالمي.
وكانت العاصمة البروفية “ليما”، قد استضافت شهر تشرين الأول/ أكتوبر ٢٠١٢ القمة الثالثة لمنتدى دول أمريكا الجنوبية والدول العربية أسبا “ASPA ”، وذلك بعد القمة الأولى التي عقدت فى البرازيل عام ٢٠٠٥، والثانية التي عقدت في الدوحة عام ٢٠٠٩.
العدوان السعودي
بالعودة إلى العدوان السعودي، إن الخطوات العسكرية التي أقدمت عليها الرياض مؤحراً تكشف زيف إدعاءات الجبير، وتميط اللثام عن خطة سعودية لتحقيق أي نصر ميداني قبل إجتماع الأمم المتحدة المرتقب، كما أنها لن تتوان عن الإستفادة من قمّة “أسبا” لشرعنة العدوان، فضلاً عن عدم سماجها لمشاركة أي دول عربية قد تتحفظ على البيان الختامي للمؤتمر، وفي هذا السياق تجدر الأشارة إلى النقاط التالية:
أولاً: ستحاول الرياض التطرق إلى أزمات المنطقة، لاسيّما سوريا واليمن إلا أن أي بين ختامي سيهدف لشرعنة العدوان السعودي، وهذا ما قد تستفيد منه الرياض في المرحلة المقبلة أو عند أي إدانة دولية للعدوان. بعبارة آخرى، ترى الرياض أن مؤتمر “أسبا” يشكل فرصة ذهبية للمماطلة في العدوان على اليمن دون صدور أي قرار أممي يدينها لاسيّما بعد المطالبة الأخيرة من قبل الأمين العام للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بوقف العدوان.
ثانياً: ربّما تغيب بعض الدول العربية التي أدانت العدوان السعودي على اليمن عن هذه القمّة، فقد تعزف الرياض عن دعوة بغداد إلا إذا حصلت على ضمانات بعدم تحفّظ الأخيرة على أي بيان يدين حركة أنصار الله ويدعم السعودية في عدوانها على اليمن، بإعتبار أن العراق دعا سابقاً إلى وقف “عاصفة الحزم المصوبة تجاه اليمن”، ًوطالب المجتمع الدولي بـ”انقاذ الشعب اليمني”، وقد أعربت وزارة الخارجية العراقية حينها عن قلقها للتدخل العسكري في الشأن اليمني الذي يؤدي الى تعقيد الأوضاع في اليمن أكثر من السابق ولا يسمح بتبني الحلول السياسية في الظروف المعقدة القائمة.
ثالثاً: بعد فشل الرياض في إشراك البعض من الدول الإقليمية (مصر، باكستان)، يبدو أنها ستستفيد من هذه القمّة لشراء مرتزقة من دول أمريكية جنوبية حتى تخرجها من المستنقع اليمني، فعلى سبيل المثال إستقدم التحالف العربي حوالي ٨٠٠ جندي متقاعد من الجيش الكولومبي للمشاركة في العدوان على اليمن.
رابعاً: لا نستغرب أن تلجأ الرياض لبعض الأعمال التخريبية في هذا المؤتمر وإتهام أنصار الله، بغية تأليب الرأي الإقليمي والدولي على الحركة.
المصدر / الوقت