الكيان الصهيوني يعجل بنهايته
التطورات السريعة والمستجدة والخطيرة على الساحة السورية وجاراتها المتورطات خلال الـ 48 ساعة الماضية تنبئ بحدوث تغييرات مفصلية في المنطقة ان استمرت وفق بعض التسريبات او المشاهدات على الارض. فالوضع الميداني المتفوق للجيش العربي السوري في مختلف المناطق من جهة والهزائم المتكررة للمجموعات الارهابية المسلحة ومقاتليها البينية وكذلك شلل الائتلاف المعارض بعد فشل جنيف 2 من جهة اخرى اربك بامتياز كافة الاطراف المتورطة في الازمة السورية من قوى دولية واقليمية وفي المقدمة اميركا التي باتت منهمكة في دراسة شن هجمات الكترونية ضد سوريا حسبما اوردته صحيفة الـ”نيويورك تايمز” بالامس وكذلك الكيان الصهيوني الذي يعيش هذه الايام الكابوس الاكبر لان تداعيات هذه الازمة ستأتي عليه اولا. وما سربته الصحافة الاسرائيلية بان قادة العدو المستهدفين من قبل حزب الله اتخذوا كافة التدابير والاحتياطات الامنية خشية تعرضهم لعمليات انتقامية.
الوضع الصهيوني المرتبك دفع بقادته لارتكاب حماقة جديدة ان لم نقل انه خطأهم ما قبل الاخير باستهداف قاعدة لحزب الله قرب الحدود السورية بغية مشاغلة حزب الله والضغط عليه بتصور واه بانه سيترك الاراضي السورية ليتنفس قليلا حلفاؤهم التكفيريون الصعداء بعدما بات الخناق يضيق عليهم في كامل التراب السوري.
طبعا هذه العملية لم تكن الاولى من نوعها لنصرة التكفيريين في سوريا فقد سبق للعدو الصهيوني ان استهدف مستودعات جمرايا قبل 18 شهر وبعد دخوله المباشر على تشويش الاتصالات على وحدات الجيش السوري التي كانت تواجه واحدة من اشرس المعارك التي شنتها المجموعات المسلحة انطلاقا من الاردن بدعم اقليمي ودولي مباشر.
واليوم فان التطبيل والتهويل لعمليات عسكرية مشابهة تنطلق من الاردن وقد سحق الجيش السوري وفي كمين محكم تجاوز حدود الاحترافية الدفعة الاولى لهذه المجموعات المسلحة في بركة العتيبة سحقا تاما تنظر اليها القيادة السورية وفقا للمعلومات والمعطيات على انها حركة تمويهية للتحرك في مكان آخر بهدف الحصول على مكاسب تعوض هذه المجموعات التكفيرية من خسائرها وهزائمها المتلاحقة والتي اصبحت بدورها تقلق مراكز القرار المتورطة في الازمة السورية وفي نفس الوقت تهدف الى زعزعة استقرار بعض المناطق الآمنة في الشمال الغربي.
فالقيادة السورية ومثلها قيادة حزب الله اذكى واوعى من ان ينخدعوا بهذه السيناريوهات الفاشلة والبالية.
فالجيش السوري بات يحكم السيطرة على الارض وما تبقى من المناطق التي تتواجه فيها المجموعات المسلحة تعتبر ساقطة عسكريا، فلذلك ان عينه الساهرة لن تترك الحدود لحظة واحدة سواء في الجبهة الاردنية اوالجبهة التركيةلان الحرب اساسا خدعة ومن يمتلك هذه الورقة والتكتيك الستراتيجي هو من يربح المعركة.