مخطط جديد لتقسيم العراق بدءاً من طوزخورماتو، وسط دعوات عراقية للتهدئة
تتوالى تبعات التطورت الأمنية التي شهدها قضاء طوزخورماتو شرق تكريت بعد إستشهاد ثلاثة من عناصر الحشد التركماني على يد قوات البيشمركة، حيث أعلنت اللجنة الامنية فرض حظر للتجوال في عموم القضاء، فيما أفاد مصدر امني أن “الاوضاع في القضاء تشهد هدوءاً نسبياً”، بعد بدء مفاوضات بين قوات البيشمركة والحشد التركماني لانهاء الاشتباكات .
تفاصيل الحادث:
قامت مجموعة من المسلحين الاكراد يوم الخميس ١٢/١١/٢٠١٦ بالاعتداء على خمسة من المقاتلين التركمان في الحشد الشعبي مما ادى الى استشهادهم جميعا، وبعد توجه مجموعة اخرى من المقاتلين التركمان الى المستشفى لغرض نقلهم الى الطب العدلي، قامت مجاميع اخرى متمركزة على اسطح البنايات داخل المدينة بقتل مقاتلين تركمان اخرين بالقناصات .
وبحسب مراسل موقع الوقت الاخباري، فان الاكراد قاموا بضرب المناطق المدنية في طوز بقاذفات الهاون لترعيب المدنيين في المدينة .
وذكر المصدر ان العشرات من المدنيين التركمان محاصرين داخل الدوائر ولا يستطيعون الخروج بسبب القناصات وقذائف الهاون، ونقل المصدر ايضا بان العشرات من المدنيين التركمان فيهم نساء واطفال لاقوا مصرعهم في الشوارع بسبب القصف العشوائي .
من جانبه أمر رئيس الوزراء حيدر العبادي، القطعات الأمنية المتواجدة في طوزخورماتو بفرض الأمن ومنع التجاوز على أرواح وممتلكات المواطنين، وفيما دعا القيادات السياسية والمحلية إلى التعاون وضبط النفس، حذر من “التناحر” الذي قد يشغل القوات العراقية عن محاربة تنظيم “داعش ” الإرهابي.
من جانبه، حذر رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، قوات البيشمركة الكردية من استهداف المدنيين في قضاء الطوز، فيما دعا الحكومة إلى سرعة التحرك لتطويق الأزمة ومحاسبة المتجاوزين على القانون .
من السياق ذاته قال المتحدث العسكري لحركة “عصائب أهل الحق” جواد الطليباوي، الجمعة، إن حركته تنتظر المفاوضات في قضاء طوزخورماتو الذي يشهد اشتباكات بين قوات البيشمركة والحشد التركماني، متوعدا بـ”رد قاس” في حال “عدم استجابة الكرد “.
وذكر الطليباوي، أن “الشيخ قيس الخزعلي أوعز إلى القيادة العسكرية بالجهوزية والدخول إلى محافظة ديالى وانتظار المفاوضات في طوزخورماتو “.وأضاف: “في حال عدم استجابة الكرد سيكون لنا ردا قاسيا “.
وكانت حركة “عصائب أهل الحق” هددت في وقت سابق من اليوم الجمعة، بإرسال قواتها الخاصة إلى قضاء طوزخورماتو من أجل “فرض الأمن ومنع الاعتداءات” في حال عدم تمكن الحكومة الاتحادية من السيطرة على الاشتباكات الدائرة بين قوات البيشمركة والحشد التركماني في القضاء .
إلى ذلك، دعا زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر قوات البيشمركة والحشد في قضاء طوزخورماتو الى انهاء الخلاف وتغليب لغة العقل .
وقال المتحدث باسم الصدر، صلاح العبيدي إن “السيد مقتدى الصدر دعا الحشد الشعبي والبيشمركة في الطوز لانهاء الخلاف وتغليب لغة العق، وأضاف العبيدي نقلاً عن الصدر، أن “أي خلاف في البلد يصب في مصلحة شذاذ الافاق واعداء العراق “.
المرجعية الدينية تأسف
من جانبها ، أشادت المرجعية الدينية، بالانتصارات العسكرية التي حققتها قوات البيشمركة في قضاء سنجار، فيما أبدت أسفها للمصادمات “غير المبررة” بين البيشمركة والحشد الشعبي في طوزخورماتو .
وقال ممثل المرجعية الدينية السيد احمد الصافي في خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني بكربلاء: “ندعو الى مزيد من التنسيق والتعاون بين القوات الامنية والجيش والشرطة الاتحادية والمتطوعين وابناء العشائر والبيشمركة للخروج في المعارك القادمة بانتصارات جديدة وتحرير مناطق أخرى ليتحقق في النهاية الانتصار الكامل بطرد الإرهابيين وإزالة خطرهم عن بلادنا”، وتابع: “نشيد بالانتصارات التي تحققت على أيدي البيشمركة في سنجار “.
وأبدى الصافي “أسفه للمصادمات التي وقعت في طوزخورماتو والتي لا مبرر لها”، مبديا أمله بأن “يضع العقلاء من الطرفين حدا لها وان يوجه جميع الاخوة أسلحتهم الى العدو المشترك وهم الإرهابيون الدواعش “.
وأضاف الصافي: أن “الارهاب الداعشي هو التحدي الاكبر في البلد ولابد من تسخير كافة الإمكانات لمواجهته”، مشددا على “ضرورة دعم المعركة “.
إستهداف الحشد التركماني
يذكر أن النائب جاسم محمد جعفر اعلن في وقت سابق عن إستشهاد ثلاثة من عناصر الحشد التركماني باشتباك بين الحشد وقوات البيشمركة في قضاء طوزخورماتو شرق تكريت, فيما اتهم قوات البيشمركة بـ”احتلال” القضاء .
وأوضح مصدر أمني ان “قوات البيشمركة قتلت يوم الخميس عدداً من مقاتلي قوات بدر وهم يرتدون الملابس المدنية ويستعدون لمغادرة القضاء في اجازة ، مبيناً ان الغرض من هذه العملية هو العمل على تهجير ابناء المكون الشيعي.
كما قامت قوات البيشمركة الكردية صباح الجمعة، بنصب ثلاث سيطرات على مداخل قضاء طوزخرماتو في صلاح الدين من جهات مختلقة واعتقلت عدداً من المواطنين الشيعة في القضاء .
وأضاف المصدر: إن قوات البيشمركة قاموا بأخذ جميع الشيعة الذين يمرون من خلال هذه السيطرات ولقد تم اعتقال المواطنين والشباب في القضاء ومن بين الاسماء التي تمت اعتقالهم كلا من حسن مصطفى ، طه غضبان ، سلام بيران حسن وشقيقه حيدر ، وسيد محمد وابنه الذي يعمل مصور في القناة التركمانية العراقية، واغلبهم من شباب آمرلي .
كذلك إعتبر مصدر عراقي آخر رفيع المستوى،ان احداث طوزخورماتو التي افتعلتها قوات البيشمركة الكردية ، هي جزء من المخطط الصهيو-أمريكي لتقسيم العراق، وأضاف: إن محادثات رسمية رفيعة المستوى جرت قبل ايام بين مسؤولين اكراد و نظراء لهم من الاميركان في اربيل، أفضت إلى اسناد مهمة تهجير المواطنين الشيعة من مناطق طوزخورماتو وبعض مناطق ديالى الى القوات الكردية تمهيداً لتنفيذ مشروع تقسيم العراق الى ٣ دويلات متناحرة.
المصدر / الوقت