التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, أكتوبر 6, 2024

عودة الهدوء إلى طوزخورماتو وتشكيل لجنة لمراقبة الوضع 

يستمر الجيش العراقي مدعوما بالحشد الشعبي وقوات العشائر بالعمل على استئصال تنظيم “داعش” الارهابي من الأراضي العراقية التي يسيطر عليها. ولكن ورغم حساسية الوضع خلال هذه الفترة، الا أن أخبار المواجهات التي حصلت خلال الأيام القليلة الماضية في مدينة “طوزخورماتو” بين عناصر البيشمركة والتركمان الشيعة المنضويين تحت لواء الحشد الشعبي، قد طغت على كل الأخبار الأخرى. حيث استمرت منذ الاربعاء والخميس الماضيين الى البارحة مواجهات بين الطرفين راح نتيجتها ضحايا من الطرفين.
مدينة “طوزخورماتو” تقع شمال شرق العراق (٩٠ كيلومتر شرق تكريت) وتابعة لمحافظة “صلاح الدين” ويسكنها نسيج من الشيعة التركمان بالاضافة الى الأكراد. وبعيد الأزمة قامت الحكومة المركزية في بغداد بارسال وفد لحل الازمة وانهاء القتال بين الطرفين. بمساعدة ودعم من دول صديقة للعراق في المنطقة وبمؤازرة داخلية من الأطراف الفاعلة على الأرض بما في ذلك شخصيات أساسية كهادي العامري وغيره من قيادات الحشد الشعبي بالاضافة الى التيار الصدري الذي أرسل وفدا الى المدينة للمساعدة على حل الأزمة. أما وفد الحكومة فقد ضم بعض النواب ومستشار رئيس الجمهورية خالد شواني بالاضافة الى قيادات عسكرية وأمنية كلفتها الحكومة مرافقة الوفد للمساعدة في فرض الأمن في المدينة.
وقد تم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة تضم شخصيات من الطرفين لمراقبة الاوضاع والحفاظ على الهدوء والتركيز على العدو الاساسي “داعش”. ومن بنود الاتفاق خروج القوات المسلحة من بيشمركة وغيره من داخل المدينة وتسليم أمن المدينة الى القوات الامنية المشتركة المتشكلة من أفراد من نفس النسيج الاجتماعي للمدينة. كما تعهدت الحكومة المركزية بدفع التعويضات المادية على المتضررين من الأحداث الأخيرة.
وخلال خطبة صلاة الجمعة الأخيرة في كربلاء أكد مندوب السيد السيستاني على أسف المرجعية لهذه الأحداث، قائلا: ان المواجهات في مدينة طوزخورماتو لا يمكن تبريرها بأي شكل من الأشكال. وعلى العقلاء بين الطرفين التفكير بسبل حل الخلافات فيما بينهم بالطرق المناسبة. وعلى الجميع توجيه السلاح الى العدو المشترك وهو “داعش” الذي يشكل التهديد الأكبر للعراق ويجب توفير الامكانات الكاملة لمواجهته. وطالب برفع مستوى التنسيق والتعاون بين القوى الامنية على اختلافها من جيش وقوى امنية وبيشمركة وشرطة فدرالية والحشد الشعبي. وذلك من أجل تحقيق مكاسب وانتصارات جديدة في الحرب الدائرة على الارهاب في العراق للوصول الى اقتلاع الارهاب بشكل كامل من الأراضي العراقية.
وتشير التقارير أن هذه الاحداث وغيرها من المواجهات التي وقعت بين أطراف عراقية داخلية أتت من خلال تشجيع من قبل بعض الدول الداعمة للارهاب في المنطقة. بالاضافة الى أيادي غربية خفية لا تريد الأمان للعراق والتي تسعى الى افشال ما يقوم به الحشد الشعبي والبيشمركة وغيرها من الأطراف في مواجهة تنظيم “داعش” الارهابي. وهذا الموضوع قد أكد عليه أكثر من طرف عراقي. حيث أكد مسؤولون أكراد وآخرون تركمان وجود أيدي خفية تتحرك وتسعى الى نشر الفوضى عبر اللعب على الوتر الطائفي والقومي. مما يستوجب الانتباه والحذر الشديد من الانزلاق بمغامرات لا تخدم الا أعداء العراق.
وختاما ورغم السعي الى اشعال نيران الفتنة المذهبية والقومية بين الأطراف العراقية كافة. الا أن وعي قيادات الأطراف العراقية وحكمة المرجعية بالاضافة الى الدعم والمساعدة التي تقدمها دول صديقة للعراق في المنطقة سيكون كفيلا بافشال هذه المخططات التي تهدف الى تدمير العراق وتحويله الى جبهة حرب داخلية بين العراقيين أنفسهم. هذا ما يجب على الشعب العراقي أن يلتفت له وأن يكون متنبها الى الفتنة التي تحاك للعراق لاعادته الى زمن الاقتتال الطائفي البغيض.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق