التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, أكتوبر 6, 2024

الغارات الروسيّة على الحدود اللبنانية السورية..تقديرات و أبعاد 

شنت المقاتلات الروسية في الأيام القليلة الماضية، غارات عسكرية على مواقع للجماعات الإرهابية في جرود القلمون، حيث نجحت في تكبيد هذه الجماعات خسائر في الأرواح و المعدات.

التقارير الميدانية حول وجهة الغارات الروسية شابها نوع من الترديد. ففي حين أكّدت مصادر ميدانية أن المقاتلات الروسية شنت لاول مرة غارات على مواقع للجماعات الإرهابية في في جرود القلمون الغربية المحاذية للبنان وتحديداً الجرود الفاصلة بين الجراجير وفليطة ، أكّد آخرون أن ضربات الطائرات الروسية إستهدفت مرتفعات راس بعلبك في شمال محافظة البقاع شرق لبنان، كما أن سكان منطقة وادي خالد في عكار أوضحوا أنهم شاهدوا بالعين المجردة، 3 طوافات روسية تعبر على الحد الفاصل للمنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا وتنفّذ ضربات على مواقع تابعة للتنظيمات الإرهابية.

لا شك في أن الغارات الروسية تساهم في تقويض هذه الجماعات التي تعدّ خطراً داهماً للبنان و شعبه تماماً كما هو الحال لسوريا، كما أنها تعدّ تغيراً نوعياً في التحرك الروسي ضد الجماعات الإرهابية في سوريا، فضلاً عن كونها حاجة ضرورية للشعب اللبناني الذي قدّم قبل أسبوع أكثر من 40 شهيد جراء العمليات التي تنفذها هذه الجماعات في الداخل اللبناني، بعد أن تنقل المواد والتجهيزات اللازمة عبر هذه النقاط والمواقع. بعبارة آخرى، إن الغارات الروسية تساهم بشكل كبير في الحد من عبور المجموعات الإرهابية إلى الداخل اللبناني، خاصةً أن أي تغيّر في الميدان السوري قد يدفع بهذه الجماعات للزحف نحو شمال لبنان.

كذلك، تساهم ضربات السخوي الروسية في منع تكرار حادثة عرسال 2013 على الجيش اللبناني والتي تحصل بشكل دوري في جرود القاع ورأس بعلبك حيث شنّت مروحيات الجيش اللبناني، بالتزامن مع الغارات الروسيّة، غارات عدة على مواقع المسلحين. من هنا يمكننا القول، أن الطيران الروسي يشكّل مظلّة جويّة للجيش اللبناني في مواجهة الجماعات الإرهابية، بإعتبار أن الإمكانيات العسكرية المتواضعة للقوى العسكرية اللبنانية عموماً، والجيش على وجه الخصوص، كبّدت المؤسسة العسكرية اللبنانية خسائر فادحة أمام الجماعات التكفيرية المسلحّة.

لبنانياً، لم يصدر أي موقف رسمي تجاه هذه الغارات مما يشير إلى تنسيق مسبق بين موسكو و بيروت على هذا الأمر. ما يعزّز هذه الدعوة تصريح إحدى الشخصيات السياسية اللبنانية قبل أيام لوكالة “سبونتك” الروسية، بأن “روسيا تعمل فعلياً على إعادة هيكلة سلاح المدفعية اللبناني .. و هناك تعاون بين بيروت وموسكو”. إن هذا التصريح يعزّز فرضية وجود علاقة جديدة بين روسيا و لبنان في مجال مكافحة الارهاب، ولكن لا يقتصر التنسيق الروسي اللبناني على المؤسسة العسكرية فحسب، بل “الحزب على علم مسبق بهذه الغارات، وقد ساهم في تزويد الطائرات الروسية بنقاط تموضع العديد من الحشود العسكرية لهذه الجماعات”، وفق مصدر مقرّب من حزب الله. ما يؤكد هذه المعلومات التي حاول البعض التصويب عليها في الآونة الأخيرة لغايات معروفة، هي سلسلة اللقاءات التنسيقية على الأرض السورية، بين ضباط وخبراء روس، وكوادر من “حزب الله” وضباط من الجيش السوري، والتي انتجت تنسيقاً معلوماتياً، استخبارياً وميدانياً.

سورياً، لا تختلف هذه الضربات عن تلك التي تنفذها الطائرات الروسية في مدينة الرقّة أو أي مدينة سوريّة آخرى، حيث تعتبر هذه الجماعات التي تتوحّد تحت شعار التكفير والإرهاب، تهديداً داهماً للشعب والحكومة السورية. لذلك تندرج هذه الضربات في إطار الإستراتيجية العامّة للتحالف الروسي السوري في القضاء على الجماعات الإرهابية.

اللافت في الضربات العسكرية الروسيّة إقتصارها على مواقع المسلحين فقط، سواءً على الحدود اللبنانية، أو في درعا وإدلب أو في “ولاية الرقّة” التابعة لتنظيم داعش الإرهابي. في حين أن الضربات الأمريكية التي تستهدف سوريا والعراق تحت غطاء التحالف الدولي، تطال بجزء كبير منها البنى التحتيّة للمناطق المستهدفة. تستطيع روسيا أن تضرب البنى التحتية السورية، تحت ذريعة الضغط على الجماعات المسلحّة، إلا أن موسكو تدرك جيداً أن هذه الخسائر هي بالواقع خسائر ستلقى على عاتق الحكومة والشعب السوري، وهو ما تسعى إليه واشنطن وحلفائها.

مباركة الخطوة الروسية في إستهداف الجماعات الإرهابية في سوريا ولبنان، إلا أن ما هو مطلوب اليوم تنسيق أكبر بين لحماية الدول المستهدفة سواءً في سوريا أولبنان، إضافةً إلى دخول العراق على خطّ المواجهة المشتركة مع الإرهاب، لأنه لا يستثني أحد.
المصدر : الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق