التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

المرجعية العليا تصدر توجيهات لزوار الاربعين وتحذر من فرض {الامر الواقع} في الطوز 

كربلاء المقدسة ـ محلي ـ الرأي ـ

حذرت المرجعية الدينية العليا المتمثلة بالإمام أية الله العظمى السيد علي السيستاني {دام ظله الوارف} من السعي لاستغلال الظروف الحالية في طوز خورماتو لفرض أمر واقع “,حاثة على” إدامة زخم المعركة ضد الإرهابيين ،فيما اصدرت مجموعة من التوجيهات لزوار اربعينية الامام الحسين عليه السلام.
وقال ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة الجمعة في الصحن الحسيني المقدس , “مع اقتراب موعد زيارة الأربعين التي يزحف فيها الملايين من عشاق الإمام الحسين عليه السلام مشيا على الإقدام نحو مرقده الشريف قاصدين بذلك التعبير عن شدة ولائهم وقوة ارتباطهم بالإمام عليه السلام وتجديد العهد له على مواصلة الدرب على قيمه والمبادئ الشريفة نود أن نذكر المؤمنين على ما ينبغي رعايته في هذه المناسبة ، وهي ان من اهم مقاصد هذه الزيارة الحسينية الحفاظ على مبادئ الإسلام وتعاليمه التي ضحا بها الامام الحسين واهل بيته عليهم السلام من اجل حمايتها من الضياع والانحراف ويقتضي بذلك من المؤمنين المزيد من التفقه بالدين والحرص على تطبيق تعاليمه في طاعة الله ورسوله والأئمة وأداء الواجبات واجتناب المحرمات”.
وبين ان” في هذه الزيارة كما في التي قبلها يتصدى مجموعة من فضلاء الحوزة العلمية وطلابها لبيان الإحكام الشرعية والتعاليم الأخلاقية وإقامة صلاة جماعة على طول الطريق الواصل إلى كربلاء المقدسة”.
وقال الشيخ الكربلائي “ينبغي من الزائرين اغتنام هذه الأيام ويجعلوا سفرهم الإلهي هذا فرصة لمزيد من التفقه والإحكام الشرعية والتحلي بالأخلاق الفاضلة والحرص على أداء الصلاة في أول وقتها وينبغي إن لايمنع بعضهم عن أداء الخدمة للزائرين وإقامة مراسم العزاء في أداء الصلاة فان الإمام الحسين عليه السلام من شدة عنايته وحرصه على أداء الصلاة لم يمنعه يوم عاشوراء رغم انشغاله بالحرب والقتال وهو على أشده إن يؤدي تلك الفريضة الإلهية فالله الله في الصلاة فإنها عمود دينكم ومعراج المؤمن إلى ربه وأحب الإعمال إلى الله وقرة عين النبي وأهل بيته عليهم السلام “.
ولفت الى انه” من المقاصد المهمة لهذا السفر الإلهي هو تثبيت المبدأ الأساس الذي انطلق منه الإمام الحسين عليه السلام في مسيرته من المدينة المنورة إلى كربلاء المقدسة وأراد من شيعته ومحبيه الالتزام به في أحلك الظروف وأقساها إلا وهو التضحية بالنفس والمال والولد للحفاظ على الإسلام ومبادئه من دون تغيير وتحريف والإيثار والشجاعة والصبر والصمود والعزيمة والإرادة الصلبة في هذا السبيل”.
وأوضح بالقول “لاشك ان المعركة المصيرية في هذه الأيام مع داعش تتجلى فيها تلك القيم باسمي صورها ومعانيها ولاسيما من أحبتنا الإبطال المقاتلين بمختلف عناوينهم الذين يرابطون في الجبهات وقد تركوا الدنيا ومافيها وفارقوا الأهل والأحبة لتجسيد قيم الإيثار والتضحية من اجل الحفاظ على البلد ومقدساته والمواطنين ولعل من أجلّ مظاهر الارتباط بالإمام الحسين {ع} في هذه الأيام وصدق التوجه اليه هو ادامة زخم المعركة ضد داعش وذلك بتعزيز روح الصمود وإرادة القتال ودعم المقاتلين ماديا ومعنويا الرجال الأشداء ذو البأس والعزم لتطهير ارض العراق كلها من هذه العصابات الإرهابية”.
واكد الشيخ الكربلائي ان” الشعب الذي تحدى الإرهاب وسياراته المفخخة وأحزمته الناسفة طوال هذه السنوات وحقق الانتصار انه لقادر على إدامة زخم الانتصارات في معركته الحالية لبلوغ النصر النهائي”.
وأفصح بالقول أن” المأمول من الزائرين وأصحاب المواكب الحسينية إن تكون إعمالهم وخدماتهم مرآة عاكسة لأخلاق أهل البيت عليهم السلام وذلك من خلال حرصهم على الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة سواء كانت لدوائر الدولة او لعموم المواطنين وعدم مزاحمة الآليات والسيارات الناقلة للزائرين والحفاظ على مواقعهم وعدم الإسراف في الطعام فان هذا العمل المحمود قد ينقلب إلى فعل مذموم اذا اقترن بالإسراف والتبذير”.
واكد على “ضرورة حسن المعاشرة بين الزائرين وعدم التزاحم والتنافس ولابد من إنجاح هذه الزيارة وخصوصا التعاون مع القوات الأمنية لتمكينهم لأداء مهامهم وعدم السماح بوقوع خرق امني “.
وأوصى وكيل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة الزائرات بالاهتمام بأعلى درجات الحشمة والعفاف وتجنب الاختلاط المذموم “,مؤكدا على “الشباب بالاهتمام بإظهار أنفسهم بالمظهر المناسب لقداسة المناسبة والابتعاد عن أي تصرف يخدش ذلك بالملبس والسلوك”.
واشار الى انه”سبق ان اكدنا ان التحدي الاكبر والاخطر امام الشعب العراقي بمختلف أديانهم وطوائفهم وقومياتهم هو المعركة مع داعش وفكره الاقصائي ومنهجه الدموي هذا التنظيم الإرهابي الذي شملت جرائمه جميع بقاع الأرض وكان من جرائمه الأخيرة تفجير الطائرة الروسية والتفجيرات في بيروت وباريس التي ذهب ضحيتها مئات المدنيين الأبرياء وقد قدر للعراقيين أن يكونوا في مقدمة من يقاتل هؤلاء الإرهابيين ويسعى لكسر شوكتهم وكانت لهم انتصارات مهمة في هذا الطريق ، ومن المؤكد ان النصر والظفر النهائي في المعركة مع داعش سيعود بثماره ومعطياته عل جميع العراقيين وليس لبعضهم دون بعضهم ومن هنا لابد من توحد جميع المكونات وتوظيف كل طاقاتها لمعركة واحدة للجميع ضد هؤلاء الإرهابيين “.
ودعا الشيخ الكربلائي الجميع الى عدم السماح بانحراف المعركة مع داعش عن مسارها الصحيح ولايدعوا مجالا لزراعة الفتنة والاحتراب بين صفوف الشعب فلا يستفيد من ذلك ألا داعش”.
وفي محور اخر بين الشيخ الكربلائي ان”ماحصل في الطوز من صدامات وإعمال عنف هي مؤشر خطير يدعو أصحاب العقل والحكمة من جميع الإطراف إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بعدم تكرارها والحفاظ على التعايش السلمي بين جميع المكونات على أساس سيادة القانون واحترام البعض في حقه بالعيش الكريم الذي يحفظ له آمنه واستقراره “.
واكد ان” المطلوب من بيده الأمور عدم السعي لاستغلال الظروف الحالية لفرض أمر واقع وفق أرائهم وتصوراتهم فانه سيؤدي إلى مزيد من التعقيدات ولامصلحة لهم في ذلك بل سيخسر الجميع ولاربح الا من خلال الحرص بإدامة التعايش المشترك المبني على حقوق الجميع “.
وفيما يتعلق بالمقاتلين لفت الشيخ الكربلائي الى انه”بعضهم يريد أداء زيارة الأربعينية ويتركوا مواقع القتال ولكن نقول لهم جزاكم الله خيرا ايها المقاتلين يمكنكم زيارة الإمام الحسين عليه السلام من مواقعكم التي تجسدون فيها مبادئ الإمام فانتم تجمعون بين ثوابه والثواب العظيم والمنزلة الرفيعة في هذا القتال الدفاع عن العراق ومقدساته “.
وتابع قوله”لولا الفتوى العظيمة واستجابة هؤلاء الإبطال من الرجال المضحين الذين فارقوا الأهل والأولاد والدنيا لربما مدننا قد انتهكت من هذه العصابات الإجرامية ونحن نسير إلى الإمام الحسين عليه السلام للحفاظ على مبادئه وقيمه ألا وهي الدفاع عن الإسلام والمقدسات “.
وخاطب الشيخ الكربلائي المقاتلين بالقول ” فانتم أيها المقاتلون تجسدون هذه المبادئ على ارض الواقع في أعظم صورها بميادين القتال ونقول لهم جزاكم الله خيرا ونحن نقبل إقدامكم ونتشرف بها على هذه التضحيات وتجسيدهم لمبادئ الامام الحسين عليه السلام ونهيب بكم بان تؤداوا الزيارة في مواقعهم القتالية وتحافظوا على هذه المبادئ وان لاتجعلوا ثغرة لداعش .انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق