ظريف يقترح “سُبل الخروج من الأزمة السورية”
اعتبر وزير الخارجية الايرانية، محمد جواد ظريف، أن الأزمة السورية دخلت مساراً جديداً إثر التطورات الأخيرة وبعد اجتماعي فيينا (١ و٢)، مؤكداً على مواقف بلاده الثابت فيما يتعلق بدعم الحليف السوري.
وفي مقالة نشر الاثنين ٢٣ تشرين الثاني، في جريدة السفير اللبنانية، حمل عنوان “سبل الخروج من الأزمة السورية”، أكد ظريف أن طهران التزمت في سياستها بما يتعلق بالأزمة السورية قامت منذ بدايتها على أساس مبادئ ثلاثة، أهمها احترام ارادة الشعب السوري، وعدم التدخل الأجنبي في شؤونه، ورفض استخدام الإرهاب كأداة لبلوغ أهداف سياسية.
واعتبر ظريف في مقاله أن “الأزمة السورية دخلت مساراً جديداً إثر التطورات الأخيرة وبعد اجتماعي فيينا (١ و٢)، ولاحت لأول مرة في الأفق بوادر أمل، ولو ضعيفة، لوضع نهاية لواحدة من أكبر الكوارث البشرية في الحقبة المعاصرة ” ، ورأى ان حل هذه الأزمة المستمرة منذ خمس سنوات ينبغي ان يقوم على مبادئ، أبرزها يتعلق بضرورة احترام ارادة الشعب السوري ورأيه، و”لا يحق لأي من اللاعبين الأجانب التحدث باسم هذا الشعب “.
وأشار ظريف في مقاله الى دور السعودية ودول أخرى في تنمية الارهاب ودعمه وتمويله، قائلاً:” إن الدول التي تفتقد إلى أبسط البنى والمبادئ الديمقراطية مثل الدستور والانتخابات الحرة، تبادر بدعوى دعمها لمطالب الشعب السوري لنيل الديمقراطية إلى فرض شروط غير عملية وغير مقبولة لدى هذا الشعب، وتسببت عملياً بالحيلولة دون التوصل إلى حلول سياسية واستمرار الحرب طوال الأعوام الأربعة الماضية، وعملت على اتساع العنف والإرهاب بالمنطقة والعالم، بأمل إحراز النصر العسكري العاجل ومهدت لتفاقم الأزمة السورية واستمرارها”.
واعتبر رأس الدبلوماسية الايرانية أن رسم مسار لوضع نهاية للأزمة السورية يستدعي النظر في جذور نشأة واستمرار الأزمة. وعلى هذا الأساس، نعتقد ان أي شكل من أشكال حل الأزمة السورية يجب أن يقوم على المبادئ التالية :
الأول: إن حل الأزمة السورية يأتي فقط من خلال إرادة ورأي الشعب السوري، ولا يحق لأي من اللاعبين الأجانب التحدث باسم هذا الشعب.. فالشعب السوري شعب حر ومستقل وليس بحاجة لوصي عليه، والوصاية على الشعوب قد ولت حقبتها .
الثاني: إن الخطوة الأولى في مسار حل الأزمة تتمثل في الوقف الفوري لإطلاق النار ووضع نهاية لإراقة الدماء، والتنسيق الدولي الشامل لمكافحة الإرهاب والتطرف، وهذا سيمهد للخطوات الموازية اللاحقة .
الثالث: إن اللاعبين الأجانب، وبدلاً من السعي للتدخل وفرض إملاءاتهم، عليهم ضمن المجابهة غير المشروطة ضد المجموعات التكفيرية الإرهابية المعروفة، مد يد المساعدة للحكومة والمعارضة السورية لتبدآن مسيرة الحوار السوري-السوري، والعمل على اتخاذ الخطوات الأولى للتوافق السياسي بهدف تحقيق المصالحة الوطنية والتحرك باتجاه الخروج من الأزمة الحالية باللجوء إلى الرأي العام السوري .
الرابع: إن جميع اللاعبين، الشركاء في مسيرة وضع نهاية للأزمة، عليهم وضع حد للسياسات العقيمة وغير الفاعلة القائمة على أساس إستغلال الإرهاب، وفرزه إلى جيد وسيئ، ويجب اعتبار كل أشكال الإرهاب منبوذة.. وعلى اللاعبين الذين أنفقوا المبالغ الطائلة وقدموا الدعم للمجموعات الإرهابية وجعلوا، بممارساتهم وسياساتهم، سوريا والمنطقة والعالم تعيش في حالة من عدم الاستقرار وانعدام الأمن، عليهم وضع نهاية لسياساتهم في هذا الصعيد .. الأولوية هنا هي الامتناع عن شراء النفط الذي يبيعه (داعش)، ووقف التحويلات المالية لهذا التنظيم الإرهابي، والحيلولة دون دخول الإرهابيين الأجانب إلى المنطقة.
وحذر الوزير الايراني أيضاً من حالة الإسلاموفوبيا وتوجيه الإهانة للمقدسات الإسلامية في الغرب، الأمر الذي أدى إلى تهميش ونفور المجتمعات الإسلامية، مضيفاً “وفي الوقت ذاته من الضروري وضع نهاية للترويج للأسس الثقافية للفكر التكفيري الذي تصرف الأموال الطائلة لتسويقه إلى أرجاء العالم باسم الدين الإسلامي”.
المصدر / الوقت