سياسي سوري: تفجيرات باريس أرست ضرورة الإسراع في القضاء على الإرهاب
سوريا ـ سياسة ـ الرأي ـ
قال عضو المكتب السياسي والقيادة المركزية في الحزب الديمقراطي السوري نبيل أحمد صافية إنّ اجتماع فيينا انتهى بالاتّفاق على خطّة سياسيّة تمهّد لقرار من مجلس الأمن لوقف إطلاق النّار دون أن يشمل ذلك جبهة النّصرة و داعش، ولمرحلة انتقاليّة لفترة سنة ونصف دون أن تتطرّق لموضوع رئاسة الجمهوريّة أي بقاء السّيّد الرّئيس في سدّة الحكم.
ورأى صافية ان المجتمعين أكدوا أنّ داعش هي منظّمة إرهابيّة وإن اختلفوا حول أحرار الشّام وجبهة النّصرة ، وهذا أمر تُرِك للأردن لتقديمه بياناً أو قائمة بأسماء المنظّمات الإرهابيّة لرفعها لمجلس الأمن ، ومن الواضح أنّ ممثّل الحكومة السّوريّة قد غاب عن الاجتماعات ، وهذا أمر أعتقد أنّه مهمّ ، وحضوره كان أمراً ضروريّاً وملحّاً بما أنّ الاجتماعات تخصّ الأزمة السّوريّة ، فكان لابدّ نتيجة ذلك من حضور تمثيليّ للجانب السّوريّ رغم أنّ الجانب الرّوسيّ يعمل بمصداقية والتّوازي مع الحكومة السّوريّة ودول المنطقة وخصوصاً مع الأشقّاء في إيران لدعم صمود الجمهوريّة العربيّة السّوريّة ومنع سقوطها، واستمرارها بما يخدم مصالح الشّعب العربيّ.
وأضاف صافية عضو اللجنة المنبثقة عن مؤتمر الحوار الوطني في سوريا: بداية قبل أن أتحدّث عن هذه التّفجيرات مفصّلاً فإنّنا في سوريّة وفي الحزب الدّيمقراطيّ السّوريّ ندين مثل هذه الأعمال الإرهابيّة في كلّ مكان تقع فيه كونها تهدف إلى قتل الأبرياء ، وهي لأهداف سياسيّة محضة ، وكما علمنا فإنّ عدد القتلى في هذه التّفجيرات قد وصل إلى مئة واثنين وسبعين ومئات المصابين في سبعة تفجيرات متفرّقة في باريس وبتوقيت واحد ، وقد أعلن الرّئيس الفرنسيّ إلغاء مشاركته في قمّة العشرين تَبَعاً لها ، وإعلان حالة الطّوارئ لثلاثة أشهر , ولعلّ المتتبع للأحداث الأخيرة يجد أنّنا في سوريّة كنّا ندين مثل هذه الهجمات الإرهابيّة ولاحظنا كيف قام السّيّد الرّئيس بتقديم العزاء للشّعب الفرنسيّ بعد وقوع الضّحايا نتيجة الفعل الآثم الذي قام به الإرهابيّون في أوربا ونخصّ بالذّكر فرنسا .
وقال صافية: ولا يغيب عن الأذهان قول سيادة الرّئيس :”ما عانت منه فرنسا أمس من وحشية الإرهاب يكابده الشّعب السّوريّ منذ أكثر من خمس سنوات “. وقد حمّل السّيّد الرئّيس السّياسة الفرنسيّة الخاطئة مسؤوليّة تمدّد الإرهاب وفق ما ذكرته وكالة الأنباء السّوريّة سانا ، فيما قاله سيادته أمام وفد فرنسيّ برئاسة عضو الجمعيّة الوطنيّة النّائب تيري مارياتيان مشيراً سيادته إلى أنّ الإرهاب واحد أينما يقع بمعزل عن الحدود ولا يمكن فصلها عن بعضها بما أنّها أعمال إرهابيّة ، ولعلّ الدّعم الفرنسيّ للإرهاب أو المنظّمات الإرهابيّة قد انعكس عليهم وجنوا ما زروعوه ، ورغم مشاركة فرنسا في الضّربات الجوّيّة التي يقوم بها التّحالف الأمريكيّ لكنّ ذلك لا يكفي ، ولا بدّ من وضع استراتيجيّة حقيقيّة والانضمام للتّحالف الرّوسيّ السّوريّ الإيرانيّ منعاً لتنامي الإرهاب في المنطقة والعالم ، وأعتقد أنّ الهجمات ضدّ فرنسا توازي في وقعها أحداث الحادي عشر من أيلول ، مع فارق الأهداف والمنفّذين ، ففي أحداث أيلول قامت أمريكا بالعمل أو وفق الرّغبة الأمريكيّة والتّطلعات الاستعماريّة لها وهذا ما كشفته الأحداث العالميّة المتعاقبة إن كان في أفغانستان أو العراق وسواهما ، ولكنّ أحداث فرنسا ستكون بداية مرحلة جدّيّة ضدّ الإرهاب في المنطقة ، وإن عملت فرنسا في البداية على الإشارة لسوريّة من خلال جواز السّفر لسوريّ مهاجر فهل يترك من يريد أمراً ما دليلاً خلفه أو أنّ بعض الأيادي الخفيّة سعت لخلق ذرائع ضدّ سوريا ، وقد تقدّمت فرنسا بمشروع قرار ضدّ داعش إلى مجلس الأمن الدّوليّ مساء الخميس .
وأكمل صافية، المحاضر في جامعة دمشق، أنه من الواضح أنّ الموقف الفرنسيّ تجاه سوريا بدأ يتراجع شيئاً فشيئاً خصوصاً بعد إعلان الرّئيس الفرنسي هولاند اتّهامه لداعش كمنظّمة إرهابيّة تقف خلف التّفجيرات الأخيرة التي وقعت في بلده ، كما أنّه بدأ يتراجع في مواقفه الدّاعمة للمنظّمات الإرهابيّة التي يطلق عليها معتدلة أو غير معتدلة ، وبدأ يفكر جدّيّاً بحلّ سياسيّ للأزمة السّوريّة ، وظهر واضحاً أنّ المعارضة السّوريّة الخارجيّة والمنظّمات الإرهابيّة التي تمثّلها والدّول التي تدعمها غير قادرة على فعل شيء في المساحة أو الأرض السّوريّة و السّياسة السّوريّة على حدّ سواء علماً أنّها غير فاعلة أساساً ولا تمتلك أفقاً سياسيّاً أو برنامجاً سياسيّاً كونها منظّمة إرهابيّة عدوانيّة لا همّ سياسيّ واضح لها سوى القتل وسفك الدّماء ويمكن أن نسمّيه القتل السّياسيّ ، وهو بعيد عن البرنامج السّياسيّ العقلانيّ الذي يمكن أن يجد صدى له على الأرض أو السّاحة السّوريّة ، وبات لزاماً عليها العمل على محاربة داعش وفق أسس سليمة واستراتيجيّة سياسيّة وعسكريّة جدّيّة ولاسيّما عقب إرسالها حاملة الطّائرات ” ديغول ” للمشاركة في غارات التّحالف ، ولعلّ مشروع القرار الذي تقدّمت به يمثّل إشارة صريحة منها لبداية تغيير واضح المعالم ، والأهمّ وقف التّمويل والدّعم اللوجستيّ للإرهابيين.
وتابع: بعد هذه العجالة فإنّ من الملاحظ أنّ دور الحلفاء سيكون حتميّاً في تسريع عمليّة القضاء على الإرهاب ، وأن يأخذ بعداً أكثر عمقاً وشموليّة بعد تفجيرات فرنسا ، ولاحظنا كيف تقدّمت فرنسا بمشروع قرار لمجلس الأمن ، وهذا له مدلوله ومؤشّراته ، فهي لم تتّهم سورية أو إيران كما فعلت بعض الدّول العربيّة وعلى رأسها المملكة العربيّة السّعوديّة أو قطر ، وإنّما وجّهت أصابع الاتّهام لتنظيم داعش ، ولا يغيب عن الأذهان ما قالته وزيرة الخارجيّة السويديّة عندما وجّهت أصابع الاتّهام إلى اسرائيل واتُّهِمت بنتيجتها بمعاداة السّامية ، وإنّني أعتقد جازماً أنّ الأيّام القادمة ستأخذ طابعاً أكثر جدّيّة في مسألة حسم الصّراع العسكريّ في سوريّا قبل أن يبدأ الحلّ السّياسيّ أو المرحلة الانتقاليّة وستُشكّل غرفة عمليّات في الأردن للقضاء على الإرهابيين في درعا من خلال القوّات الرّوسيّة ، وقد تمّ استدعاء عبد الله ملك الأردن لزيارة الأراضي والحكومة الرّوسيّة خلال الأسبوع الحالي .
وأضاف صافية: ممّا لا ريب فيه أنّ الضّربات الرّوسيّة كان لها قدرتها التّدميريّة لتنظيم داعش الإرهابيّ ومواقعه الاستراتيجيّة الحسّاسة وهذا ما دفعه ليترك مواقعه في الأراضي السّوريّة والعراقيّة هرباً إلى ليبيا من سوريّا وقد أشار لذلك وزير الخارجيّة الليبيّ إذ بلغ عدد الهاربين من سوريّا ما يربو على خمسة آلاف إرهابيّ .انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق