التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

من هو سليمان فرنجية الذي بات قاب قوسين من سد فراغ الرئاسة في لبنان 

يعيش لبنان منذ أيار\مايو ٢٠١٤ فراغا في سدة رئاسة الجمهورية خلفها الخلاف السياسي الحاد بين فريقي ٨ و ١٤ آذار فالفريق الأول سمى ميشال عون للرئاسة أما الفريق الآخر فكان يعلن تكررا بأن مرشحه الرسمي للرئاسة هو سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية. و بعد أكثر من سنة و نصف على الفراغ يبدو أن الدخان الأبيض قد يتصاعد مجددا معلنا انتخاب الرئيس.. رئيس هو من صلب ٨ آذار و لكنه أعلن أنه لو جلس على كرسي الرئاسة فسيعمل طبق الواجب الوطني و ينفتح على الجميع دون استثناء. إنه ابن زغرتا سليمان فرنجية النائب و الوزير و السياسي العريق الذي بدأ رحلته السياسية في ريعان الشباب.

ولد سليمان فرنجية في طرابلس التي كانت تسكنها العائلات الزغرتاوية (الجبلية) في الشتاء، و أنقذته دراسته في العاصمة اللبنانية بيروت من مجزرة “اهدن” المروعة و التي قادها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي كان عضوا كتائبيا حينها، مرشح ١٤ آذار لرئاسة الجمهورية قبل التسوية المفروضة، و راح ضحية تلك المجزرة والده النائب والوزير طوني فرنجيّة و والدته فيرا و اخته ابنة الثلاث سنوات جيهان.

تزوج سليمان فرنجية في سن ١٨ من السيدة “ماريان سركيس”، أما عمله السياسي فیعود إلى سنة ١٩٨٧ أثناء الحرب الأهلية عندما كان في عمر ٢٢ سنة و ذلك حين أسس كتيبة من ٣٤٠٠ شخص، واتخذ له من بنشعي مقرًا كما كانت مقرًا لوالد هطوني فرنجيّة، و استلم فعليًا القيادة يوم ٢٠آب\ أغسطس ١٩٩٠ من عمه روبير، و بعد استلامه للقياده سارع إلى وضع تصور سياسي من رؤية واضحة متكئًا على إرث كبير، فمتن العلاقة مع سوريا مكملاً علاقة الرئيسين سليمان فرنجيّة و حافظ الأسد، و تربطه حاليًا علاقة شخصية قوية مع الرئيس السوري بشار الأسد.

وفي سنة ١٩٨٩ قبِل باتفاق الطائف كدستور جديد، و قام بتسليم سلاح «ميليشيا المردة» للدولة، كما قام بدعم ترشيح الرئيس رينيه معوض مما شكل علامة فارقة في تاريخ العلاقات بين أهل السياسة في المنطقة الواحدة. وقد عين بعد اتفاق الطائف عضوًا في المجلس النيابي و ذلك بعام ١٩٩١ و كان حينها أصغر نائب بالبرلمان، كما دخل المجلس النيابي بانتخابات الأعوام ١٩٩٢ و١٩٩٦ و٢٠٠٠، بينما خسر المقعد النيابي بانتخابات عام ٢٠٠٥، وعاد إلى عضوية البرلمان في انتخابات عام ٢٠٠٩.

و اليوم يتداول اللبنانيون اسم سليمان فرنجية كمرشح بات قاب قوسين من ملأ الفراغ الذي انعكست سلبياته على الكثير من الملفات الاقتصادية و الاجتماعية. عاد التداول باسم فرنجية بعد زيارته القصيرة الى العاصمة الفرنسية باريس حيث التقى برئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري الغائب عن لبنان منذ أكثر من أربع سنوات، و على ما يبدو فإن السعودية قد أعطت الضوء الأخضر للتيار الأزرق الموالي لها في لبنان (تيار المستقبل) باجراء تسوية ترضي فريق الثامن من آذار لسد الفراغ الرئاسي. ما أغضب حليفهم “سمير جعجع” الذي أبدى استياءه و تحفظه على المبادرة أحادية الجانب من قبل تيار المستقبل و الرئيس سعد الحريري.

و أمس أعلن رئيس «تيار المردة» في لبنان النائب سليمان فرنجية في مقابلة تلفزيونية أن اسمه مطروح لرئاسة الجمهورية، لكنه أكد أنه سيكون مع رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية اذا تم الاتفاق على اسمه، معتبرًا أن عون هو المرشح الاقوي مسيحيا لرئاسة الجمهورية، وبالتالي لن يترشح للرئاسة من دون موافقته، لافتًا إلي قناعته بخيارات عون السياسية تفرض عليه هذا الموقف .

واعتبر فرنجية أن أي رئيس جمهورية جديد يجب ان يكون موضوعياً و براغماتياً و صادقاً مع نفسه ضمن الوفاق الوطني، مشيرا الي انه اذا انتخب رئيساً للجمهورية يكون الموضوع نتيجة تسوية، موضحا انه لا يمكن لاحد ان يصل الي رئاسة الجمهورية دون تسوية سياسية، واليوم لديه حظ صفر بالمئة بالوصول الي رئاسة الجمهورية .و لفت فرنجية الي ان رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط لديه موقعه في البلد، و أنا لدي حلفاء في ٨ اذار اثق بهم، ويجب احترام حيثية جنبلاط، ولكن لن اتخذ خطوة تجاه احد، واذا كان جنبلاط من يريد ان يجعلني رئيسا للجمهورية فلا اريد ان اكون رئيسا .

و من المعروف عن فرنجية مواقفه الداعمة لحزب الله و المقاومة الاسلامية و هو مقرب من بعض مسؤوليه العسكريين و السياسيين، كما كانت تجمعه صداقة مع القائد العسكري السابق للحزب الشهيد الحاج عماد مغنية المعروف بالحاج “رضوان”. كما قال فرنجية خلال ندوة أقامها الطلاب في الجامعة اللبنانية سابقا بأننا سوف نفخر بأننا عشنا في زمن فيه “السيد حسن نصرالله”.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق