التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

نيويورك تايمز: تحالف وثيق بين بحرينيّي داعش و آل خليفة 

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية مقالاً للكاتب البحريني السيد احمد الوداعي، قال فيه “أن المجنّدين من البحرين في صفوف تنظيم داعش الإرهابي لا يأتون من المعارضة و لكن من صفوف الحكومة”، موضحاً أن بعضهم ينحدر من أسرة تحتفظ بتحالف “وثيق” مع عائلة آل خليفة الحاكمة.

وقال الوداعي، المدير في معهد البحرين للحقوق والديمقراطية (BIRD)، في مقال له نُشِر الأربعاء (25 نوفمبر 2015) في صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية بعنوان “مؤيدو تنظيم داعش في البحرين”؛ إن “الطائفية لا تأتي من المعارضة بل من داخل الدولة نفسها”.

و إنتقد الوداعي، ادعاءات وزير الخارجية الأمريكي حول جذور المشكلة الطائفية في البحرين، حيث دعا “جون كيري” خلال مؤتمر صحافي جمعه مؤخرا بوزير الخارجية الخليفية، خالد الخليفة، إلى الحد مما وصفه “بالإنقسامات الطائفية في البحرين و التي أدّت إلى مقاطعة الإنتخابات” على حد قوله. وجاء ذلك في معرض حديثه عن التعاون العسكري لمواجهة تنظيم “داعش” الإرهابي.

وقال الوداعي في مقاله إن “وصف مقاطعة جماعات المعارضة للإنتخابات العامة التي جرت في البحرين في نوفمبر من العام الماضي بالطائفية؛ أمر خاطيء من أساسه”، مضيفا بـ”أن الطائفية الموجودة في البحرين لا تأتي من المعارضة السياسية، بل من داخل الدولة نفسها”.

الوداعي أوضح أن سبب مقاطعة الإنتخابات يعود إلى عدم تنفيذ السلطات لتوصيات اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق و التي أصدرت تقريرها في نوفمبر 2011، والتي قبلها (الملك) و وعد بتنفيذها. و أشار إلى تقرير مفصّل جديد صدر عن منظمة “هيومن رايتس ووتش” أكّدت فيه على “مواصلة قوى الأمن في البحرين تعذيب المعتقلين باستخدام أساليب مماثلة لتلك التي وثقتها لجنة تقصي الحقائق في العام 2011، فضلا عن الإعتقالات التعسفية”.

ووصف الوداعي مطالب الجمعيات السياسية المعارضة في البلاد بـ”البسيطة” وتتمحور حول المطالبة بـ”قضاء مستقل ذي مصداقية” و”خطوات جادة نجو الديمقراطية”.

لكن الوداعي أوضح أن السلطات لم تلبِ أيا من تلك المطالب، وهو ما دعا الجمعيات إلى مقاطعة الإنتخابات.
وقال الوداعي “إن مقاطعة الإنتخابات أعطى الحكومة تفويضا مطلقا لسجن قادة المعارضة، وكما حصل مع الشيخ علي سلمان وابراهيم شريف”.

وأشار الوداعي إلى المضايقات التي يتعرض لها المدافعون عن حقوق الإنسان في البحرين، كما حصل مع الحقوقي نبيل رجب الممنوع من السفر، و عبدالهادي الخواجة الذي يقضي حكما بالسجن مدى الحياة، و كذلك الحال مع الأكاديمي الدكتور عبدالجليل السنكيس.

وبشأن مشاركة البحرين في التحالف الدولي لمحاربة داعش؛ قال الوداعي “إن المفارقة المريرة هي أن المجنّدين من البحرين في صفوف داعش لا يأتون من المعارضة و لكن من صفوف الحكومة”، مشيرا إلى الضابط تركي البنعلي و أخيه محمد البنعلي اللذين ينحدران من أسرة تحتفظ بتحالف “وثيق” مع عائلة آل خليفة الحاكمة، على حد قوله.

وأضاف الوداعي إن “ذلك على العكس مما هو عليه حال الملتحقين بتنظيم داعش من أمريكا و بريطانيا و فرنسا؛ إذ ينحدر معظمهم من صفوف الشباب المغتربين”.

وقال الوداعي “إن الضابط عيسى البنعلي الذي التحق بصفوف داعش كان يعمل في سجن جو، وقد شوهد وهو يشرف على سوء معاملة السجناء الشيعة قبل أن يلتحق بتنظيم داعش في العام 2014”.

واعتبر الوداعي في مقاله أن “التطرف في البحرين من صنع أيدي الحكومة”، وشدّد على أنه “وليد لحملة تدمير المساجد الشيعية و للّغة الطائفية التي تستخدمها الحكومة في محاولة لتقويض مصداقية المعارضة الديمقراطية”.

وأعرب الوداعي عن خشيته من أن “تسير البحرين على خطى المملكة السعودية، حيث تعزيز السلفية المتطرفة و الطائفية و الإرهاب”.

وفي معرض إشارته إلى سحب جنسيته أوائل هذا العام، جنبا إلى جنب ناشطين و عدد من الإرهابيين، قال الوداعي “كيف يمكن لبلد لا يفرق بين الإرهاب و بين الدعوات السلمية للديمقراطية و حقوق الإنسان أن يتعامل مع التطرف الطائفي؟”.

واختتم مقالته بالقول “إنه وبعد وعد (الرئيس الأمريكي) أوباما في وقت سابق من هذا العام؛ إجراء محادثات صعبة مع دول الخليج (الفارسي) حول هذه القضايا؛ يأتي (وزير الخارجية) كيري اليوم ليعطي البحرين تمريرا للطائفية في الداخل سيغذّي داعش في الخارج”.

يذكر أن الوداعي يعمل مديرا في معهد البحرين للحقوق والديمقراطية(BIRD) وهي منظمة حقوقية تُعنى بتعزيز قيم حقوق الإنسان في البحرين، و تتخذ من العاصمة البريطانية مقرّا لها.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق