التحديث الاخير بتاريخ|السبت, أكتوبر 5, 2024

التوتر بين روسيا وتركيا .. الى أين؟ 

هل يسكت بوتين عن تركيا ويخمد التوتر بين الجانبين؟ سؤال يمكن الاجابة عليه سلبيا وبوضوح لأن من يعرف بوتين وتعامله مع المسلحين في الشيشان والقضية الاوكرانية واستخدامه الاسلحة الاستراتيجية ضد تنظيم داعش الإرهابي في سوريا يمكن ان يستنتج فورا بأن الرجل لن يترك الاعتداء التركي في اسقاط الطائرة الروسية يمر من دون رد، ومن جهة اخرى يجب ان نعلم بأن سكوت بوتين عن هذه القضية سيضعف شعبيته وقدرته على ادارة شؤون بلاده وهذا ما لايريده.
ورغم ان طبيعة الاوضاع في المنطقة ستحددها كيفية تعامل اللاعبين الرئيسيين فيها ومنهم روسيا وتركيا يبقى السؤال المطروح الان هو “كيف ستكون ابعاد وتداعيات قضية اسقاط الطائرة الروسية وما اثرها على طبيعة العلاقات بين البلدين؟” وهنا يعتقد الخبراء ان ابعاد القضية ستكون كالتالي:
١- استمرار الحرب الكلامية بين روسيا وتركيا
نظرا لعدم اعتذار المسؤولين الاتراك من روسيا فإن الحرب الكلامية بين البلدين سيستمر، وقد بدأت هذه الحرب الكلامية عندما اتهم بوتين تركيا بانها تواطأت مع الارهابيين وطعنت من الخلف بلدا يحارب الارهابيين.
٢- خفض التبادل الاقتصادي بين البلدين
شهد التبادل الاقتصادي بين تركيا وروسيا ارتفاعا ملحوظا خلال السنوات الاخيرة حيث كانت روسيا تعد الشريك التجاري الثاني لتركيا وقد وصل حجم التبادل الاقتصادي بين البلدين الى ٣٢ مليار دولار في عام ٢٠١٤ لكنه تراجع الى ١٤ مليار دولار في عام ٢٠١٥ ويتوقع ان ينخفض ايضا في الفترة المقبلة بشكل كبير من منع استيراد المنتجات الغذائية التركية الى روسيا.
٣- وقف الاستثمارات الاقتصادية والمشاريع العمرانية
لقد شهدت السنوات الاخيرة استثمارات روسية وتركية متقابلة ومتبادلة في اراضي كلتا الدولتين ومن المتوقع ترك هذه المشاريع في منتصف الطريق ومنها مشروع بناء مفاعلات نووية في تركيا على يد الروس.
٤- تراجع عدد السياح والتشدد في اصدار تاشيرات الدخول
لقد اعلنت موسكو انها ستوقف العمل بنظام الغاء تأشيرات الدخول بين البلدين مع بداية شهر يناير القادم كما طلبت روسيا من مواطنيها عدم اختيار تركيا كمقصد سياحي وحذرت الخارجية الروسية الرعايا الروس من السفر الى تركيا واوصت الروس الموجودين في تركيا بمغادرتها والعودة الى روسيا.
وكان عدد السياح الروس الذين يزورون تركيا في عام واحد يبلغ قبل الآن اربعة ملايين وخمسمئة الف شخص في السنة وان وقف الرحلات السياحية هذه سيحرم الاقتصاد التركي من ١٠ مليارات دولار.
٥- استخدام سلاح الطاقة
تستورد تركيا ٦٠ بالمئة من حاجاتها من الغاز من روسيا وان وقف تصدير الغاز يعني اصابة الصناعات التركية الكبرى بالشلل وازمة كبرى في فصل الشتاء وقطع للكهرباء في المدن التركية في وقت لايمتلك الاتراك اي بديل للغاز الروسي فالغاز الايراني والغاز الاذربيجاني لايلبي هذا الحجم الكبير من حاجات تركيا لكن يجب القول ايضا ان موسكو لن تستخدم هذا السلاح بسهولة لانها تعاني من ازمة اقتصادية جراء هبوط اسعار النفط التي تصدرها والعقوبات التي فرضت عليها بسبب ازمة اوكرانيا ورغم ذلك فإن استخدام سلاح الغاز ضد تركيا يبقى محتملا على كل حال.
٦- الاستفادة المتبادلة من الجماعات الارهابية والاعمال التخريبية
هناك احتمال بأن تلجأ كل من روسيا وتركيا الى الاعمال التخريبية ضد الطرف الآخر بواسطة جماعات تابعة لهما وهنا يجب الاشارة إلى ان تركيا لديها علاقات تاريخية مع الجماعات الانفصالية القوقازية وكذلك مع القومية التترية ومع الباشقيريين في جنوب روسيا وفي المقابل هناك بعض التيارات التركية من اليساريين المتعاطفين مع روسيا بالاضافة الى حزب العمال الكردستاني وجبهة تحرير الشعب الثورية الذين يمكن ان يتعاونوا مع روسيا لاحداث بلبلة في تركيا كما احدثوها في السابق.
وفي المجال الاقليمي سيزيد الروس من حجم الاسلحة التي جلبوها معهم الى سوريا وهذا سيقلب موازين القوى لصالح الحكومة السورية وقد ارسلت روسيا سفينة حربية مزودة بالدفاعات الجوية الحديثة الى اللاذقية كما نصبوا صواريخ اس ٤٠٠ الحديثة المخصصة للدفاع الجوي قرب قاعدة حميميم الجوية السورية على بعد ٥٠ كيلومترا من الحدود التركية.
ان الاعتداء التركي على الطائرة الروسية زاد من عزم موسكو على محاربة الارهاب وهذا يتسبب بمزيد من التقارب بين موسكو وطهران، وفي المقابل سيزيد الدعم الامريكي والاطلسي المقدم لتركيا في مواجهة روسيا من الشرخ الحاصل بين انقرة وموسكو، وهذا يعود بالنفع على محور المقاومة والممانعة في المنطقة.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق