التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, أكتوبر 6, 2024

تصاعد الخلافات بين صناع القرار في الكيان الإسرائيلي إزاء الإنتفاضة الفلسطينية الثالثة 

منذ إنطلاق الإنتفاضة الفلسطينية الثالثة في اكتوبر الماضي حاولت سلطات الکیان الاسرائیلي و أجهزتها الأمنية، القضاء عليها و وأدها بشتى الوسائل دون جدوى، ما أدى الى بروز خلافات عميقة بين المسوولين الإسرائيليين سياسيين و عسكريين حيال هذا الموضوع.
واتخذت حكومة الاحتلال سلسلة من الاجراءات لقمع هذه الإنتفاضة بينها إعتقال المئات من الشباب الفلسطيني و تشديد العقوبات على ملقيي الحجارة و الزجاجات الحارقة باتجاه المركبات و الحافلات الإسرائيلية، و فرض غرامات مالية على عوائلهم أو هدم بيوتهم، و زيادة القوات الأمنية لمواجهة عمليات الطعن و الدهس التي يقوم بها الفلسطينيون بين الحين و الآخر ضد جنود الاحتلال و المستوطنين الإسرائيليين لاسيما في القدس المحتلة و الضفة الغربية.
و بعد عجز السلطات الإسرائيلية عن وضع حد لهذه الإنتفاضة التي كبدت كيان الاحتلال الكثير من الخسائر زادت التراشقات السياسية بين مسؤولي هذا الكيان بشأن طريقة التعامل مع هذه الإنتفاضة، حيث دعا عدد منهم و من بينهم وزير الحرب موشيه يعلون الى إجتياح المناطق التي تتركز فيها الإنتفاضة خاصة مدينتي الخليل و رام الله و عزل مناطق أخرى عن طريق وضع جدار يفصلها عن بقية المناطق، فيما دعا آخرون الى إطلاق يد السلطة الفلسطينية بزعامة محمود عباس و تزويدها بالأسلحة و السيارات المحصنة لقمع المنتفضين و تكثيف عمليات الإعتقال في صفوفهم لاسيما الداعين لاستمرار الإنتفاضة.
كما دعا العديد من أعضاء الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) الى التعامل مع الإنتفاضة بقسوة أكثر من السابق و قتل أو إعتقال كل فلسطيني يشتبه بأنه يشكل خطورة على كيان الاحتلال، فيما طالب آخرون برفع بعض الحواجز الإحتكاكية، لتخفيف حدة التوتر بين الفلسطينيين و المستوطنين و القوات الأمنية و فتح باب المفاوضات مع السلطة الفلسطينية في محاولة لإسقاط الإنتفاضة من جهة و امتصاص الغضب الفلسطيني و منع تفاقم الأوضاع داخل الأراضي المحتلة من جهة اخرى، في وقت دعا فيه العديد من مسؤولي السلطة الفلسطينية الى تفعيل ما يسمونه الخيار السلمي رغم علمهم بأن سلطات الاحتلال لن تلتزم بأي إتفاقيات تنجم عن مفاوضات التسوية كما حصل في السابق.
ومن الإقتراحات الأخرى التي قدمها عدد من القادة الإسرائيليين لمواجهة الإنتفاضة الدعوة مجدداً لإعتماد حل الدولتين و فصل الفلسطينيين بشكل نهائي عن الكيان الإسرائيلي، معربين عن إعتقادهم بأن الإسرائيليين باتت تسيطر عليهم حالة الهستيريا بعد إزدياد حالات الطعن بالسكاكين التي ينفذها المنتفضون الفلسطينيون ضد المستوطنين وقوات الاحتلال.
و كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن في وقت سابق خلال لقائه الرئيس الأمريكي باراك أوباما في واشنطن إستعداده لإعتماد حل الدولتين و تنفيذ إنسحابات من بعض المناطق الفلسطينية في تراجع واضح عن سياسته السابقة التي كانت تؤكد على ضرورة مواصلة بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة والسعي لتهويد الأماكن المقدسة لاسيّما المسجد الأقصى المبارك.
وعند قراءة هذه التباينات في مواقف المسؤولين الإسرائيليين إزاء الإنتفاضة الفلسطينية تتبين بوضوح حالة الهلع و التخبط و الإرتباك التي إنتابت كيان الاحتلال و التي أدت الى تعميق الإنقسام بين صناع القرار في هذا الكيان. و يعتقد المراقبون أن الأيام القادمة ستشهد المزيد من التطورات لصالح الشعب الفلسطيني و الذي ينبغي لجميع فصائله المقاومة تعزيز التلاحم فيما بينها و ترك الخلافات جانباً، فلم يعد هناك مجال للترف الفكري و السياسي الذي ينتهجه بعض الساسة الفلسطينيين، وهم يحاولون إجتراح الحلول الترقيعية عبر البقاء في دائرة السلطة الفلسطينية. كما يجب على كافة الشعوب العربية و الإسلامية دعم هذه الإنتفاضة و الضغط على المجتمع الدولي و منظماته لاسيّما الأمم المتحدة و مجلس الأمن الدولي لإنصاف الشعب الفلسطيني و تمكينه من إستعادة حقوقة المغتصبة في الأرض و الوطن و في مقدمتها حق العودة و تشكيل الدولة الفلسطينية المستقلة و عاصمتها القدس الشريف.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق