التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, أكتوبر 6, 2024

أسباب مشارکة ألمانیا في الحرب ضد الإرهاب 

بعد تعرض باريس لسلسلة من الهجمات الإرهابية الشهر الماضي اعلنت ألمانيا إستعدادها للوقوف إلى جانب فرنسا لمواجهة الجماعات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم “داعش”.

ووافق مجلس النواب الألماني (البوندستاغ) على إرسال قوة ألمانية قوامها 1200 عسكري للمشاركة في “التحالف الدولي” الذي تقوده واشنطن لمواجهة الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط. كما قررت برلين إرسال طائرات إستطلاع من طراز “تورنيدو” وفرقاطة بحرية تحمل اسم “زاخن” للمشاركة في هذا التحالف، و الإستمرار بهذه المشاركة لعام واحد بتكلفة تُقدر بحوالي 134 مليون يورو، وهي تمثل أكبر مهمة عسكرية خارجية لألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية.

من جانب آخر حذّر عدد من المسؤولين الألمان بينهم نائب المستشارة انجيلا ميركل ورئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك بالائتلاف الحاكم زيغمار غابرييل؛ حذّر النظام السعودي من الإستمرار بتمويل التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها “داعش”، كما طالب السلطات الألمانية بإتخاذ إجراءات حاسمة ضد الجماعات السلفية والمتطرفة التي تشجع على العنف والكراهية داخل المجتمع الألماني.

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا قررت ألمانيا التدخل عسكريا في الحرب ضد الإرهاب، وفي هذا الوقت بالذات؟
للاجابة عن هذا التساؤل تجدر الاشارة إلى ما يلي:
1 – تسعى ألمانيا إلى لعب دور أكبر في رسم المعادلات الدولية و عدم الاكتفاء بالبقاء كقوة اقتصادية وسياسية مؤثرة وفاعلة، خصوصا بعد التطورات الكثيرة التي حصلت في العديد من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لاسيما في سوريا والعراق وليبيا.
2 – بعد وقوع تفجيرات فرنسا التي أودت بحياة العشرات من الأشخاص بدأت ألمانيا تشعر بأن خطر الإرهاب أخذ يقترب أكثر فأكثر من حدودها ولابد لها من إتخاذ خطوات عملية للحيلولة دون نفوذ الجماعات الإرهابية إلى اراضيها، ووجدت أن أفضل وسيلة لتحقيق هذا الهدف تكمن بارسال قوات عسكرية لمحاربة هذه الجماعات التي تعشعش في الشرق الأوسط وشمال افريقيا والحيلولة دون إنتقالها إلى عمق القارة الأوروبية خصوصاً بعد انتشار تقارير موثقة تشير إلى زيادة أعداد المتطرفين المدعومين من قبل أنصار الفكر الوهابي السلفي وباقي التيارات التكفيرية في هذا البلد.
3- بعد تفاقم أزمة اللاجئين في العديد من البلدان الأوروبية بسبب تزايد أعداد النازحين من الدول التي تشهد نزاعات وصراعات دموية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا منذ فترة طويلة لاسيما العراق وسوريا وليبيا، وجدت ألمانيا نفسها في مقدمة الدول التي يجب أن تتحمل أعباء هذه الأزمة اقتصادياً واجتماعياً ولهذا قررت المشاركة عسكريا في ضرب الجماعات الإرهابية في تلك الدول كي تحد من إستمرار ظاهرة اللجوء و تزايد أعداد النازحين إلى الدول الأوروبية وفي مقدمتها ألمانيا.
4 – تعتقد برلين ان التصعيد الأخير بين أنقرة وموسكو والذي نجم عن إسقاط المقاتلات التركية لاحدى الطائرات الروسية من طراز (سوخوي 24) في 24 نوفمبر الماضي يتطلب الإستعداد الكامل والجهوزية العالية لمواجهة أي تحركات عسكرية من شأنها أن تهدد الأمن والاستقرار إقليمياً ودولياً والتي يرى معظم المراقبين أن آثارها ستنتقل بشكل سريع ومباشر إلى معظم الدول الأوروبية ومن بينها ألمانيا.
5 – تهدف الإجراءات والتحركات العسكرية التي إتخذتها ألمانيا مؤخراً لمواجهة الجماعات الإرهابية إلى إمتصاص نقمة الشارع الألماني والأحزاب السياسية المناهضة لسياسة المستشارة انجيلا ميركل التي سمحت باستقبال مئات الآلاف من اللاجئين من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خصوصا بعد تعالي الصيحات من قبل العديد من هذه الأحزاب والتي تتهم السلطات الألمانية بتسهيل حركة الجماعات المتطرفة في داخل البلاد والتنقل عبر حدودها إلى الدول الأوروبية الأخرى.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق