التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, أكتوبر 6, 2024

انتفاضة الدفاع عن الأرض بوجه المحتل أم أعمال شغب داخلية!!! 

مع توسع دائرة عمل الإعلام و تأثيره، أصبح المجتمع الغربي أكثر إهتماماً بقضايا المنطقة و فهم وقائعها، و قد ازداد هذا الإهتمام أكثر مع اتضاح الوقائع لدى هذه المجتمعات من سياسة إعلامهم التي تعمد إلى اخفاء الوقائع و تشويهها، يضاف إلى أن حركات الممانعة و المقاومة في المنطقة و من خلال تحركاتها المقاومة بوجه الإستعمار الغربي على جميع الأصعدة سواء الإعلامية و الثقافية منها أو تلك العسكرية زادت من وعي الناخب الغربي. من القضايا التي عمل المجتمع الغربي و سياساته على تشويهها بل و أحد أهم هذه القضايا و العمدة فيها هي قضية فلسطين، و التي اريد على مر السنوات منذ اختلاق الكيان الاسرائيلي في المنطقة إلى يومنا هذا محو فكرة الإحتلال و ترسيخ مفهوم أن المسألة الدائرة على هذه الأراضي ما هي إلى خلافات و اختلافات و من حق كل منهم الدفاع عن نفسه، عبارة الدفاع عن النفس هذه هي العبارة الأكثر شهرة و تردد على لسان المسؤولين الغربيين حيال أي عمل عدواني يشنه الكيان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
سياسة الكيان شرعنة الإجرام و العدوان
اخر سياسات الإعلام الغربي و الترويج الاسرائيلي هو الحديث الذي أدلاه قائد القوات الإسرائيلية ريولين في مؤسسة بروكينغز في واشنطن، فقد اعتبر أنه يلزم تقوية العلاقات و تعزيز التعايش بين الاسرائيلين وعرب الأراضي المحتلة كخطوة أولى نحو تعزيز الأمن و الصلح في المنطقة. و هو اعتبر أنهم يعيشون في مجتمع فيه اختلاف في التطلعات يفرض علينا التعايش و التعاون مع الأخرين.
يتعامل الكيان الاسرائيلي و لطمس حقيقة أنه كيان و عصابات احتلت الأراضي الفلسطينية، و لإخفاء جرائمه التي يرتكبها بحق الفلسطيني، على أنه مالك للأراضي الفلسطينية و أن الفلسطينين الموجودين على هذه الأراضي هم جزء منه، و بالتالي فالمراد ايصاله لشعوب العالم أن ما يحدث في فلسطين ليست انتفاضة شعب صاحب الأرض بوجه كيان احتل أرضه و سلبه اياها، و إنما زرع مفهوم بأن ما يحدث عبارة عن مشكلة داخلية و تمرد من قبل مجموعة على هذه الأراضي و بالتالي فمن حق الكيان الإسرائيلي قمع هذه المجموعة و قتل الفلسطينين، سياسة شرعنة القتل هذه هي السياسة عينها التي يلجأ إليها الكيان في كل اعماله العدوانية على شعوب المنطقة.
قضية فلسطين قضية حق و ملك شعوب العالم أجمع
نشأت الكيان الاسرائيلي لم تكن بعيدة عن ما يحدث اليوم في عالمنا العربي من دخولها جماعات الفكر التدميري، فالكيان بدأ عبارة عن عصابات عمل الإستعمار الغربي آنذاك و المتمثل ببريطانيا على نقلهم إلى الأراضي الفلسطينية، و من خلال امدادهم بالسلاح تمكنوا من تشكيل كيان لهم و طردوا جزء كبيراً من الشعب الفلسطيني من أراضيهم، و اليوم لا زالت ترتكب أبشع المجازر بحق هذا الشعب، و مع ذلك و بالرغم من ضعف الإمكانيات و بهدف استرجاع الأرض، لجـأ الشعب الفلسطيني للإستفادة من كافة الوسائل المتاحة بغية استعادة حقه. انتفاضته اليوم أصبحت شعوب العالم أجمع شريكة فيها، فهي انتفاضة الإنسانية بوجه الظلم قبل أن تكون مختصة بشعب دون غيره. و توجه الإتحاد الأوروبي الأخير لفرض عقوبات على الكيان في منتوجاته و صناعاته، و إعلان شركات تجارية كبرى إيقافها التعاون و التبادل التجاري مع الكيان، بالإضافة إلى جامعات و معاهد عالمية اعلنت ايقاف تعاونها العلمي معه ما هي إلا في سياق هذه الإنتفاضة التي فرضها حق الشعب الفلسطيني و قضيته الإنسانية.
البرازيل مؤخراً أعلنت عن رفضها استقبال سفير الكيان الإسرائيلي الجديد لديها، و جاء ذلك من خلال إعلان رئيس جمهوريتها ديلما روسف عن ذلك، هذه الإنتفاضة الشاملة تضع الشعب الفلسطيني في مكانته الصحيحة بأنه صاحب الأرض، و هي تضع الكيان الإسرائيلي في انزواء يفرضه التحرك العالمي أجمع، و في الوقت الذي كنا نشهد فيه تحركات دولية لفتح معابر تجارية مع الكيان و إنشاء علاقات دبلوماسية معه و فتح السفارات فيما مضى من الأعوام، نرى اليوم تحركاً عالمياً ولو أولياً نحو قطع هذه العلاقات بل و فرض قيود و عقوبات عى الكيان، لا شك أن إنتفاضة الشعب الفلسطيني و استمراره فيها هو بوابة الإنطلاق نحو تحرير القدس و فلسطين أجمع من تجاوزات السياسات الدولية الغربية على أيدي الكيان الإسرائيلي.
الكيان الإسرائيلي و بمنهجيته التي قام عليها بنهب ممتلكات الأخرين لا زالت مستمرة، و حتى أنها اليوم تطال جثث شهداء الإنتفاضة، و تفيد التقارير الصادرة من جمعيات و مستشفيات فلسطينية بأن الكيان الإسرائيلي يعمد إلى سرقة اعضاء بدن الشهيد بعد استشهاده، أو حتى عدم تحويل جثة الشهيد إلى ذويه.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق