عائلة الفقيد احمد الجلبي تقيم الجلسة التأبينية لذكرى رحيله
ثقافة – الرأي –
استذكرت عائلة الفقيد احمد الجلبي الذكرى الأربعينية لوفاته بمجلس تأبيني في منزل الراحل ببغداد مساء يوم الأربعاء الموافق 16/12/2015.
وبحضور الممثل رئيس البرلمان السيد “عماد الخفاجي” والممثل عن رئيس الجمهورية العراقية “السيد حسين الصدر” والممثل عن المرجعية السيد ” محمد السنجر” ووزير المالية السيد “هوشيار زيباري” ووزير النفط “عدل عبد المهدي” وممثلة لجنة الثقافة والإعلام البرلمانية “ميسون الدملوجي” والوكيل الأقدم لوزارة الثقافة السيد “جابر الجابري” والسفير الإيراني السيد “حسن دنائي” والعديد من البرلمانيين والسياسيين العراقيين والفنانين والمثقفين والإعلاميين ورجال الدين، أقيمت مراسيم الأربعينية لذكرى الفقيد بتلاوة أية من الذكر الحكيم ووقفة حداد لقراءة سورة الفاتحة.
وقدم الوكيل الأقدم لوزارة الثقافة العراقية السيد “جابر الجابري” متخذاً من صوته الجهور وكلمته الشعرية ليكون عريفاً لمجلس العزاء التأبيني للجلبي عرفاناً لرفيق دربه الطويل واختار عنوان رثاءه ” في ليلة الظلماء يفتقد البدرُ”
وقال السيد حسين الصدر الممثل عن رئيس الجمهورية في كلمته ” إن شخصية احمد الجلبي عانت من الظلم المزدوج والذي تمثل بأنه ظلم في حياته وبعد مماته ومن المعروف إن الظلم يرفع عن المظلوم بعد مماته ولكن سمعنا وقرءانا كلمات مغموسة بالحقد والضغائن والإلغاء لكل الحقائق والثوابت والحقيقة إن احمد الجلبي عانى من أصدقائه قبل أن يعاني من أعدائه”
وأضاف “لا أذيع سرا إذا قلت إن الجلبي هو يعد طاقة وتجربة وخبرة كان يمكن للوطن أن يستفيد منها كثيراً إلا انه أبعد عن هذه المقامات كلها ثم تكمن الروعة في إن هذا الإبعاد لن يتشكل إلى ضيق في النفس والإبعاد من العمل ولكنه بقي إلى أخر يوم في حياته يخطط ويعمل لخدمة البلد”
وأشار الصدر ” إن الجلبي ساورته حالة شعر من خلالها انه قريب من الرحيل عن سطح هذا الكوكب فأودع اخطر تقرير كتب عن النهب لثروة العراق الوطنية واعده بشكل شخصي من خلال كونه رئيس للجنة المالية في مجلس النواب وأودع عدة نسخ منه في جهات مختلفة”
وأوضح الممثل عن رئيس الجمهورية ” إن التقرير الذي قدمه الجلبي لم يكن تقرير عادي وإنما في الحقيقة هو يحوي على كوارث وفواجع في ما رآه العراق وما زال يراه من نهب منظم للثروة الوطنية العراقية وبُعد حيتان الفساد عن المسالة والحساب أما صغار الموظفين والمختلسين فهم من تلاحقهم المسائلات والمراقبات”
وبين ممثل المرجعية الرشيدة في النجف الاشرف السيد محمد السنجر “ان الجلبي كان من رجال السياسة ومن أبناء الأسر المحترمة في العراق وذات يد بيضاء على العراقيين وقد عمل جاهداً في سبيل رفع الظلم عن الشعب العراقي وتحمل أعتى الحملات التسقيطية وكانت له مواقف عظيمة في دعم ثورة البحرين وضد الإرهاب الذي طال العراق وسوريا وشكل لجان خاصة لملاحقة كبار المختلسين ومد المرجعية الدينية بالنجف الاشرف بمختلف التقارير وقد تحقق الكثير منها وبعضها ظهر للسطح وتبين انه كان على حق في تقاريره ضد الفساد في العراق وساعد الكثير من المؤمنين وناصر المرجعية في مراحل متعددة وهو رجل يستحق التكريم، ومن الشجاعة أن لا يظلم هذا الرجل بعد أن توفاه الله ويذكر بإنصاف في أمر الإصلاح وإبعاد الفساد إذ كان أكثر الناس فرحاً بموته هم المفسدين”
وألقى كلمة رئيس مجلس النواب السيد عماد الخفاجي ممثلاً عنه إذ قال ” لقد خسر العراق خبير وسياسي كبير وبارع ومن تدابير القدر يرحل عنا الدكتور احمد الجلبي ونحن نخوض مهمة انجاز الموازنة لنعلم بالدليل الملموس حجم الخسارة التي منينا بها برحيل الجلبي فأدركنا حجم الخسارة والفراغ الذي حصل ونحن نمر بمرحلة ليست بسهلة إذ نحاول فيها إعادة رسم خارطة الطريق ونتلمس الحل من خلال التشاور والتحاور وتقليل المسافة من اجل تجاوز المرحلة فالعراق يقف على مفترق الطريق من خلال مرحلة تجاوز الإرهاب وبناء الدولة وتجاوز المشكلات الاقتصادية وطموحات التنمية ومحاولة تامين حياة الناس واحتياجات النازحين والتخطيط للأعمار فالعراق خسر الكثير واستنزفت أمواله وأبناءه في المرحلة الماضية لكن من الممكن استعادة كل هذه الخسائر السابقة فلا زال يمتلك ثروات طائلة بيد السراق والفاسدين ونحن قادرين على استعادتها لكن لا يمكن تعويض الشباب والكوادر المهاجرة خارج العراق وكذلك خسارة الكفاءات ومن ضمنها كفاءة الدكتور احمد الجلبي”
ودعا الخفاجي وزارة المالية والتخطيط إلى استحداث مركز الدكتور احمد الجلبي للخبرة الاقتصادية ليعمل هذا المركز على تقديم المشورة المالية والاقتصادية النوعية للدولة ويحترف في مجال التخطيط الاستراتيجي لتلاقي الهفوات الاقتصادية التي وقعت فيها الدولة بالمرحلة الماضية ونبدأ أيضا بدراسة جادة للمشكلات السابقة وأسبابها ونتائجها التي أفضت إلى الخلل الذي نراه اليوم حيث وقعنا في فخ أحادية المدخلات بالاعتماد على النفط بتامين موازنة الدولة على النفط فقط.
وقدم الدكتور احمد الجعفري ممثل رئيس مجلس النواب الإيراني السيد الريجاني تعازيه لعائلة المغفور وللحضور والشعب العراقي وحكومته نيابةً عن المجلس النيابي الإسلامي
وأكد الدكتور احمد الجعفري “انه شاهد خلال مسيرته الجهادية الكثير من رموز العراق لكن كانت شخصية الدكتور احمد الجلبي أكثر الشخصيات الساطعة والبارزة خصوصاً انه كان يعرف بإلمام الأحداث لإنقاذ الشعب من براثن النظام السابق”
مشيراً إلى إن الصمت المطبق الذي قام به العالم اتجاه الحرب الكيمياوية التي حصلت بحق حلبجة باستثناء الجلبي اتخذ من هذا الصمت صوت يصدح للإعلان عن جرائم النظام السابق تجاه الشعب العراقي والسعي لإنقاذه.
ونقل وزير المالية العرقي السيد “هوشيار زيباري” تعازي قيادات ورئاسة إقليم كردستان إلى عائلة الفقيد مشير إلى إن الإعلام الذي كان معارض لتغيير النظام السابق هو من شوه صورة الجلبي والإعلام الداخلي أيضا لم ينصفه ورغم كل هذا التشويه إلا انه لم يأبه بهذا التشويه لأنه كان صاحب قضية”.
كما ورد من سماحة اية الله الإمام الشيخ احمد القبلان نائب المجلس الشيعي في لبنان برقية تعزية وكذلك وصول برقية تعزية من شيخ عام المسيحيي في العراق العميد المهندس “هيثم سعيد حلبية”
وألقت النائبة ميسون الدملوجي مسؤولة لجنة الثقافة والإعلام كلمة تعزية ورثاء بينت فيها ذكريات الجانب الثقافي من شخصية الجلبي
واستذكر الدكتور عادل عبد المهدي وزير النفط مقتطفات من حياة الراحل والمواقع التي كانوا يجتمعون بها
فضلاً عن عرض فلم وثائقي من إنتاج قناة أسيا يستذكر فيه ابرز محطات الراحل وأعماله وانجازاته
وفي الختام شكر الدكتور حسين الجلبي عميد ال الجلبي الحضور للجلسة التأبينية.
وعلى صعيد متصل تعذر على دولة رئيس الوزراء وممثله ورئيس مجلس النواب الدكتور سليم الجبوري الحضور لمناقشة الموازنة لعام 2016
وتخلل الحضور للجلسة التأبينية شخصيات مهمة من البرلمانيين والسياسيين والمرجعيات الدينية كان منهم ( وفد المرجعية الرشيدة في النجف الاشرف ، ووزير النفط الدكتور عادل عبد المهدي ، ونائب رئيس الحشد الشعبي الحاج أبو مهدي المهندس ، والسيد قاسم داود عضو سابق في البرلمان، ووفد جمعية الصداقة العراقية الإيرانية ، والسيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى، والسيد بليغ أبو كلل المتحدث الرسمي للمجلس الأعلى ، والدكتور محمد جعفر ممثل عن جمهورية إيران الإسلامية ، ووزير المالية السيد هوشيار زيباري، وخالد العطية رئيس هيئة الحج والعمرة ، والسفير الإيراني السيد حسين دنائي ، والبرلمانية ميسون الدملوجي عضو لجنة الثقافة والإعلام ، محمد الربيعي عضو مجلس محافظة بغداد، والبرلماني إبراهيم بحر العلوم ، والدكتور صالح المطلك ، وممثل رئيس البرلمان العراقي السيد عماد الخفاجي ، والقاضي ملة حداد ، وممثل جمهورية إيران الدكتور احمد الجعفري ، والنائب الأول لرئيس البرلمان الشيخ همام حمودي ، والسيد عزت الشهبندر)
– ومن الجدير بالذكر إن احمد الجلبي كان من ابرز المعارضين لنظام صدام حسين السابق، وهو من مواليد 1945 وغادر العراق عام 1958 وعاش في بريطانيا ثم عاد إلى العراق عام 2003 بعد سقوط النظام الحاكم وتصدر المشهد السياسي في العراق وشغل منصب رئيس اللجنة المالية في البرلمان العراقي حتى توفي عن عمر ناهز السبعين اثر نوبة قلبية مفاجأة .انتهى
تغطية وتصوير / إنعام عطيوي