التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

النار ستحرق اصابع من يشعلها 

 

مسار وتاريخ الحراك الشعبي في البحرين لاسترداد الحقوق المشروعة خلال السنوات الثلاث الاخيرة وان كان مثقلا بالجراح والتضحيات والانتهاكات الفظيعة، الا انه بقى حراكا حضاريا سلميا لم يحرج النظام الخليفي ويفضحه امام العالم بل وضع داعميه خاصة من الدول الغربية في موضع الاتهام لقمع هذا الحراك الشعبي الذي لا يطالب باكثر من حقوقه المشروعة على غرار ما حصلت عليه شعوب العالم من حق الاختيار والانتخاب وحق تقرير مصير. استمرار هذا الحراك الشعبي وبقوة اكبر في الذكرى السنوية الثالثة لانطلاق انتفاضته في 14 فبراير احرج النظام الخليفي بشدة وعراه امام الرأي العام العالمي لدرجة ان البرلمان الاوروبي لم يعد يتحمل تبعات الدعم الاعمى لبعض دوله للنظام الحاكم في البحرين وممارساته القمعية والوحشية ربما حفاظا على سمعته وليس من مطلق انساني. ومن البديهي فان تحدي الحراك الشعبي وصموده امام النظام الخليفي خلال هذه المدة خلق وضعا معقدا وشائكا له وبات محاصرا من كل الجهات وان كل اساليبه الجهنمية التي تعتمد الحل الامني الصارم لم توصله الى مبتغاه في قمع تحرك الشارع البحريني والتخلص من استحقاقاته لذلك جرى التخطيط لتدبير انفجار في منطقة الديه شمال العاصمة امس الاول اثناء تفريق قوى الشرطة لتظاهرة المحتجين قتل فيها ثلاثة من افراد الشرطة استغلتها السلطة ذريعة لتعميق الحل الامني وشن حملة مداهمات واعتقالات واسعة شملت عشرات المواطنين اذ حولت العاصمة الى ثكنة عسكرية وخلقت حالة من الذعر والرعب المريع عسى ان تستطيع من خلاله تبرير خطواتها القادمة بإسكات الحراك الشعبي والصاق صفة الارهاب عليه من خلال اتهامه بالتفجير المذكور. اكثر من علامة استفهام وتساؤل باتت تلف هذا الانفجار المريب الذي تشير اصابع الاتهام الى السلطة اولا والمخابرات الغربية والموساد المتواجد اليوم على الارض البحرينية ثانيا، لانه من غير المعقول والمنطقي ان يخرج الحراك الشعبي عن اطاره السلمي والانساني المرسوم واذا اضطر هذا الحراك ان ينتقل يوما الى مرحلة الصدام بعد ان يلقي الحجة على العالم ومنظماته فانه سيستهدف اصحاب القرار المجرمين والمستبدين وليس افراد الشرطة المساكين الذين هم جزء من الشعب البحريني المضطهد. والامر الاخر الذي يزيد من الشكوك بان الانفجار كان مدبرا من الجهات المتضررة من استمرار الحراك الشعبي هو وقوعه وسط تجمع لسيارات القوى الامنية المحاصر. فالسؤال الذي يطرح نفسه أي متظاهر يستطيع اختراق هذا التجمع من القوى الامنية ليفجر بينهم وما المصلحة في ذلك. ومازاد من هذه الشكوك ان جهة مجهولة اعلنت عن مسؤوليتها عن الحادث في وقت ادانت جميع الاوساط والتيارات السياسية والشخصيات البحرينية وفي مقدمتهم آية الله الشيخ قاسم والسيد الغريفي هذا الانفجار واي كان مصدره. واذا تصور النظام البحريني انه يستطيع من خلال هذه التفجيرات المدبرة ان يذهب بحله الامني حتى النهاية للقضاء على هذا الحراك الشعبي فانه واهم ولم يقرأ التاريخ لان الشعوب لا تقهر ولم يسجل لنا التاريخ حتى حالة واحدة بان نظاما مستبدا استطاع قهر شعبه والتغلب عليه. لذلك ينبغي على النظام البحريني ان لا يلعب بالنار لانها ستحرق اصابعه اولا، وان اصراره على انتهاج سياسة الهروب من الاستحقاقات الشعبية لن تجديه نفعا ولن توصله الى اية نتيجة يستطيع انقاذ نفسه من المصير المحتوم الذي ينتظره، وان تعويله على الدعم الغربي في البقاء على الكرسي ليس اكثر من سراب فاذا وصلت ساعة الصفر فان الغرب سرعان ما سيتنصل ولن يعرف صديقا او عميلا كما فعل مع شاه ايران وصدام ومبارك وزين العابدين وغيرهم.

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق