التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, أكتوبر 6, 2024

لماذا اختيرت الاردن لتسمية الجماعات الارهابية في سوريا 

بعد ان أفضى اجتماع فيينا ٢ بشأن سوريا الى رسم خطة عامة لانهاء الازمة السورية تقرر ان يترافق اعلان وقف اطلاق النار مع انطلاق العملية السياسية في سوريا لكن بيان اجتماع فيينا ٢ كلف الاردن بوضع قائمة الجماعات الارهابية فلماذا تم انتخاب الاردن لهذه المهمة وما هي خلفيات هذا القرار؟
ان بيان اجتماع فيينا ٢ ينص على بدء حوار سوري سوري لكن يجب قبل ذلك تحديد الجهات المعارضة السورية التي تحظى بالشرعية وكذلك تحديد المعارضين الارهابيين الذين يجب ان يستمر القتال ضدهم، وقد ورد في البند السادس من بيان فيينا ان داعش وجبهة النصرة هما من الجماعات الارهابية التي يجب الحاق الهزيمة بها لكن تم تكليف الاردن بوضع اسماء باقي الجماعات الارهابية التي لايشملها وقف اطلاق النار الذي سيدخل حيز التنفيذ خلال الاشهر الـ ٦ المقبلة وقد اعتبر المحللون بان انتخاب الاردن لهذه المهمة له معانٍ عديدة لأن الاردن هي حليفة للدول الغربية وتقع بجوار السعودية والكيان الاسرائيلي وقد تحولت الاردن سريعا الى اداة لتنفيذ المآرب الغربية والعربية ضد سوريا منذ اندلاع الازمة السورية.
ان السعودية قدمت الدعم الاقتصادي للاردن لكي تحول هذا البلد الى قاعدة للارهابيين في جنوب سوريا كما ارسلت امريكا وحدة عسكرية الى الاردن لتستقر على الحدود الاردنية السورية ومن المعروف ان جهاز الامن العام الاردني هو الذراع الامني الامريكي الرئيسي في المنطقة وهو اقوى جهاز امني في العالم العربي وقد لعب دورا بارزا في جمع المعلومات والسيطرة على الجماعات المسلحة في سوريا والعراق ودعمها، وقد اكدت منظمة الامن الروسية ان الحكومة الاردنية تتولى مسؤولية تدريب عناصر داعش والنصرة والعناصر الامنية في هذين التنظيمين الإرهابيين، لكن مع مرور الوقت ادركت الاردن ان التطورات الجارية في سوريا ستترك تاثيرا مباشرا عليها وان تعزيز قدرات الجماعات المتطرفة في سوريا سيعزز قدرات الجماعات المثيلة في الاردن مع العلم بان داعش قد وضع الاردن ضمن اهدافه الاستراتيجية.
وقد اتخذت الاردن سياسات مختلفة عن باقي دول الحلف العربي المتشكل ضد سوريا نظرا للاسباب التي ذكرناها لأن الاردن باتت تعيش التناقضات فهي تشعر من جهة ان بقاء النظام السوري يفيدها لكنها من جهة أخرى مجبرة على تنفيذ المخططات السعودية بسبب الدعم السعودي لعمان.
وقد غير الملك الاردني سياساته من ارسال السلاح الى سوريا وتدريب معارضي بشار الاسد الى التأكيد على الحل السياسي للازمة السورية واعتبار سقوط بشار الاسد وتقسيم سوريا كارثة، وقد اتفقت الاردن مع روسيا بعد دخول موسكو الحرب السورية على التنسيق العسكري بين الجانبين وفتح مكتب للتنسيق بشأن سوريا في عمان واعتبر الملك الاردني التدخل العسكري الروسي في سوريا فرصة رئيسية للتوصل الى حل سياسي في سوريا.
ان سبب اختيار الاردن لوضع قائمة الجماعات الارهابية يعود الى المواقف الاردنية المختلفة عن المواقف التركية والسعودية كما ان العلاقات الوثيقة الموجودة بين الاردن وامريكا والكيان الاسرائيلي قد تسبب بحصول اجماع على تسمية الاردن لهذه المهمة ولذلك يمكن القول ان اختيار الاردن كان اختياراً سياسا ليكون حلا وسطيا بين الدول الداعمة للجماعات المسلحة في سوريا والدول الداعمة للنظام السوري مع علم الجميع بدعم الاردن للجماعات المسلحة وعدم حياديتها في الازمة السورية والثقة بأن الاردن ستضع الجماعات المسلحة التي يمكن ان تشكل في المستقبل خطرا على المصالح الامريكية والاسرائيلية في قائمة الجماعات الارهابية.
الاردن هي دولة منتمية الى الحلف الغربي العربي في الازمة السورية ولها مواقف غير بناءة ساهمت في تشديد الأزمة السورية لكن شعور عمان بخطر انتشار الازمة السورية ووصول الازمة الى داخل الاردن وكذلك دخول روسيا على خط الازمة السورية قد تسبب بتعديل المواقف الاردنية بعض الشيء لكن الاردن لاتزال تسير وفق المصالح الغربية ولذلك تم اختيارها لوضع قائمة الجماعات الارهابية في سوريا بعد ان رضخت جميع الجهات للحقائق الميدانية الموجودة في سوريا وتقبّلت اهمية الحفاظ على النظام في سوريا.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق