من هو ممثل داعش السياسي في العراق؟
ساهمت العديد من الأصوات السياسية الداعشية “الشاذه” في تعقيد العملية السياسية في العراق، مما سمح للتنظيم الإرهابي بالإستفادة من هذه الأصوات، وتجييرها لصالحه على الساحة العراقية، الأمر الذي دفع بالعديد من أبناء الشعب لإتهامها بـ”ممثلية داعش السياسية” في البلاد، فمن هي آخر هذه الوجوه؟
عاد النائب عن اتحاد القوى ظافر العاني، أمس الخميس (٢٤ كانون الأول ٢٠١٥)، “لترنيمته الداعشية” وتصريحاته الفتنوية حيث قال “إن عدم مشاركة الحشد الشعبي في تحرير الرمادي جعل المعركة “نظيفة”، فيما دعا المخلصين في الحشد الى السماح بتحرير المحافظات من دون “تدخلات سياسية “.
لم يكتفي العاني هذه المرّة بمهاجمة “خصمه اللدود” الحشد الشعبي، بل شتم في حوار له من على قناة “الشرقية” كافّة المطالبين من أبناء الشعب بتشكيل تحالف رباعي يضم العراق وايران وسوريا وروسيا، لمجابهة تنظيم داعش الإرهابي، كما خوّن السياسيين المطالبين بذلك، معتبراً “الانضمام الى التحالف مع ايران وروسيا يرقى إلى “جريمة الخيانة العظمى”، ويتعارض مع قوانين الدولة العراقية النافذة”.
الرد على تصريحات العاني جاء سريعاً حيث أنصفه محاوره، السياسي العراقي عزة الشابندر، بالقول: “انك بعثي بامتياز، ومن جاء بك، هم البعثيون والدواعش”. تصاريح العاني التحريضية، شهدت ردود فعل واسعة على الساحة العراقية، فقد ردّت “كتائب سيد الشهداء”، الخميس، على تصريح العاني، مخاطبة اياه بالقول “ستهزمون مهما تعددت عناوينكم”. وقال الأمين العام للكتائب أبو الاء الولائي في بيان، رداً على العاني، إن “ابناء الحشد هم ذاتهم أبناء الأجهزة الأمنية والنصر واحد في الرمادي”. وأضاف الولائي مخاطباً العاني “ستهزمون مهما تعددت عناوينكم”.
عشائر الأنبار تتبرأ من العاني
إلى ذلك، رد المتحدث باسم مقاتلي عشائر محافظة الانبار غسان العيثاوي، الخميس، على تصريحات النائب ظافر العاني معتبراً ان العاني “لا يمثل محافظة الانبار”.
وقال العيثاوي إن “تصريحات العاني الاخيرة بخصوص معارك الرمادي وعدم مشاركة الحشد الشعبي فيها ووصفها بالنظيفة، لا تمثل اهالي الانبار”، مشيرا الى ان “من يمثل محافظة الانبار ويتكلم باسمهم، هم المقاتلون المرابطون على السواتر والقادة الميدانيون الذين لم يغادروا المحافظة، وليس من يسكن الفنادق في كردستان والدول الاخرى”.
واضاف العيثاوي، أن “الساكنين في فنادق اربيل نرفض تصريحاتهم رفضا قاطعا ولا يمثل محافظة الانبار، وانما يمثل نفسه والدولة الداعمة له، لانهم تجار حروب ويعتاشون عليها”، لافتا الى “اننا لن نسمح لامثال هؤلاء بالتكلم باسمنا والتخرس الاصوات الداعية لتقسيم العراق”
وتابع العيثاوي، ان “الحشد الشعبي من المحافظات الجنوبية قاتلوا قتال الابطال واعطوا المئات الشهداء في سبيل تحرير اراضي العراق في محافظات صلاح الدين وديالى”، مبينا “انهم غير مضطرين للقتال في محافظات بعيدة عن محافظاتهم”.
من جانبه، أهان رئيس مجلس العشائر المتصدية للإرهاب في محافظة الأنبار الشيخ عبد الوهاب سرحان، النائب العاني بقوله إن هذا النائب يحاول للحفاظ على ما تبقى من داعش في الانبار.
وقال سرحان إن تصريحات عضو اتحاد القوى ظافر العاني وأمثالها أضعفت النسيج الوطني وأوصلت محافظة الانبار الى ما وصلت اليه اليوم.
في السياق ذاته، أصدر مكتب الاعلام المركزي لمنظمة بدر، مساء امس الخميس، بياناً يرد فيه على تصريحات النائب ظافر العاني جاء فيه: ” إنه ‘كعادة المأزومين دوماً الذين لايدعون مناسبة تمضي دون ان يضعوا فيها وصمة سوء وخبث لإرباك المشهد تارة ولخلط الأوراق تارة اخرى، جاءت تخرّصات ظافر العاني الذي أراد بها النيل مجدداً من أبناء الحشد الشعبي وتشويه إنجازاتهم وبأسلوب مفضوح يعبر عن نواياه المريضة وانحيازه الى أعداء العراق وشعبه وفي مقدمتهم تنظيم داعش الاٍرهابي’، مؤكدة أن ‘العاني استحق وبامتياز ان يكون ممثل الدواعش الرسمي في أروقة السياسة العراقية ‘.
وأكد البيان أن ‘(رجال المؤسسة العسكرية العراقية الباسلة) الذين يثني عليهم العاني وهم يستحقون ذلك سواء أقر هو بذلك او لم يقر هم أنفسهم الذين لطالما وصفهم العاني بأنهم (طائفيون وصفويون وجيش المالكي) وحرض على قتلهم كثيراً’، مضيفاً ‘نحن متأكدون انه سيعود حتماً لنفس ديدنه الذي جبل عليه اذا ما انتهى هؤلاء الرجال البواسل من تحرير مدينة الرمادي’.
العاني ليس وحيداً في دواعش السياسية العراقيين، بل هناك العديد من الأصوات، التي تقتات على فتات عطايا الدول الإقليمية لاسيّما الخليجية منها، تشاطره الأمر ذاته لإطالة أمد “داعش” في العراق ريثما يكتمل مشروع التقسيم الأمريكي، إلا أنه لحسن الحظ العديد من هؤلاء معزولون في مجتمعاتهم قبل أن يكونوا معزولين في الشراع العراقي.
المصدر / الوقت