وزير النفط :الشركات الصينية تساهم بنصف الإنتاج العراقي للنفط
اقتصاد ـ الرأي ـ
بين وزير النفط عادل عبد المهدي أن الشركات الصينية تساهم اليوم بحوالي نصف الإنتاج العراقي للنفط، مشيرا الى ان هذه استطاعت ان تصبح الشريك الاول للعراق نفطياً.
وقال عبد المهدي في كلمة نشرت له اليوم السبت ” زرت الصين عام 1978، في اطار تنظيم الدعم العالمي للشعب العراقي للتخلص من الاستبداد والظلم والتخلف.. وزرتها للمرة الثانية قبل ايام برفقة رئيس مجلس الوزراء لتعزيز العلاقات بين البلدين.. وخلال الأعوام الـ 37 التي مرت لا يمكن للمرء الا ان يعجب لهذا الشعب المثابر، المنظم، الخلاق كيف استطاع الانتقال من واقع متخلف فقير، مستويات المعيشة فيه متدنية الى واقع عصري متقدم وذلك منذ بدء حركة الإصلاحات عام 1978″.
واضاف انه”حيث ارتفع الناتج الوطني الإجمالي إلى 10.356 ترليون دولار في عام 2014 بعد الولايات المتحدة التي حققت لنفس العام 17.416 ترليون دولار. تعتمد الصين على التنمية الداخلية وسياسات الاستثمار والتصدير للخارج. فارتفع مستوى دخل الفرد من 195.6 دولاراً في 1981، الى 7590 دولار عام 2014، بمعدل نمو 10.5% {2001-2010} سنوياً.. لشعب تعداده 1.4 مليار نسمة {20% من سكان العالم تقريباً البالغ 7.35 مليار}. فالصين هي الثاني عالمياً في الاقتصاد وتتقدم بسرعة لتكون الاولى”.
وبين “لعلها الفلسفة للمعلم “كونفوشيوس”، كما يسمونه.. وهو عقل واقعي ومتدبر وبعيد النظر يعتمد الفضيلة والاخلاص والايثار والنظام، الذي تعايش مع مختلف العصور والانظمة والافكار والديانات، والذي ربى أجيال الصينيين مانحاً إياهم تقاليد العمل والصبر والانضباط والحكمة.. ولعله ايضاً شجاعة الصينيين وتواضعهم ورغبتهم الدائمة للتعلم من الاخرين ولنقل التجارب الناجحة والاستفادة منها.. فمعدلات الغرور والتبجح هنا قليل.. والنظر للمستقبل والسعي لتحقيق الأهداف الطموحة لمعالجة أخطاء وانحرافات الماضي ولتحقيق واقع افضل هو المنهج “.
واكد عبد المهدي انه” بهذا استطاعت الصين الانتقال من بلد مغلق الى بلد منفتح دون ان تفقد هويتها وتقاليدها وعزتها ووحدتها.. ومن نظام شيوعي الى اقتصاديات السوق، لكن تحت القبعة الحمراء للحزب الشيوعي الذي يضم اليوم حوالي 80 مليون عضو.. ومن بلد زراعي الى بلد صناعي دون ان يفقد امنه الغذائي، حيث ما زال 60% من الشعب الصيني يعيش في القرى والأرياف”.
ولفت الى ان” منجزات الصين عظيمة وكبيرة.. لكنها منجزات بتضحيات هائلة سواء في صراعاتها الداخلية عبر التاريخ، او في مقارعتها للاستعمار، او للحفاظ على وحدتها رغم وجود 56 قومية معترف {7 منها مسلمة} و292 لغة حية و 22 مقاطعة.. 5 مناطق حكم ذاتي شبه مستقلة.. و2 منطقة بادارات خاصة تحكم نفسها وهما هونغ كونغ وماكاو، عدا تايوان ومشاريع ضمها للصين الام.. وتمثل مساحة الصين البالغة 9.6 مليون كم2 ثاني مساحة لبلد في العالم وثالث او رابع بلد بالمساحات التي تسيطر عليها “.
وتابع “نتمنى ان يكون رفع مستوى العلاقات بين العراق والصين الى مستوى الشراكة الإستراتيجية خطوة كبيرة وعملية ستساعد -ان خُدمت بالشكل الصحيح- على مساعدة العراق للنهوض بدوره كما تفعل معظم الدول والشعوب الاسيوية”.
واعطى عبد المهدي مثالا ان” الشركات الصينية استطاعت –بهدوء- ان تصبح الشريك الاول للعراق نفطياً، اذ تساهم اليوم بحوالي نصف الانتاج العراقي للنفط، بعد ان كانت بعيدة تماماً عن هذا القطاع قبل 7 سنوات.. فالشرق ينهض من جديد، وهو قد صحح ويصحح علاقاته بالغرب.. وكمثال كانت حصة الولايات المتحدة واوروبا من الصادرات السلعية 63.2% عام 1948، وتراجعت الى 49.5 عام 2013، في حين تقدمت اسيا والشرق الاوسط من 16% {1948} الى 38.5% في 2013، من مجموع صادرات عالمية تبلغ قيمتها 18.3 ترليون دولار {2013} حسب منظمة التجارة الدولية، بكل ما يعنيه ذلك من تطور تكنولوجي وعلمي وحضاري وسياسي وامني.. فالشمس تظهر من الشرق.. والعراق بلد شرقي.. ونقطة ارتباط وتواصل هامة بين الشرق والغرب وشكر خاص للسفارة وسفيرها على الجهد المميز الذي بذلوه اثناء الزيارة.انتهى