شبح سمير القنطار.. يطارد الصهاينة حياً وشهيداً
كل العالم وخصوصاً الكيان الاسرائيلي ينتظر الرد الحتمي لحزب الله على عملية اغتيال الشهيد القائد سمير القنطار، خاصة بعد كلام الأمين العام السيد حسن نصر اللّه، فمتي سيكون الرد؟ وما هي الاجراءات التي اتخذتها سلطات الكيان الاسرائيلي على طول الحدود الشمالية وفي الداخل؟
“الوطن أو الموت… سننتصر ولن يغلق الحساب! المجرمون سيدفعون الثمن وهم يعرفون ذلك جيدا”. كلنا يعرف صاحب هذه الكلمات انه القائد سمير القنطار. في هذه الأيام يعيش الكيان الاسرائيلي هاجس شبح سمير. شبح سمير يطاردهم أينما ذهبوا، طاردهم عندما كان حياً وهو يطاردهم بعد استشهاده. جن جنون الاعلام الاسرائيلي، أين وكيف سيكون الرد؟ متى؟ هل أخطأنا في اغتيال سمير؟ أسئلة كثيرة يطرحها الكيان الاسرائيلي على نفسه بعد ارتكاب هذه الحماقة. قلق وتوتر يسيطران على سكان المستوطنات الشمالية، واستنفار وحالة تأهب قصوى يسودان في صفوف الجيش الإسرائيلي على طول الحدود الشمالية مع سوريا ولبنان. فيما يحذّر الإعلام العبري من أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله هدّد في السابق ونفّذ، هو يهدد الآن وسينفّذ، وإذا تحدث نصرالله فلنصغِ إليه جيداً.
قبل اغتيال سمير القنطار كانت التقديرات بأن الرد سيكون رمزيا لأن حزب الله مشغول بالحرب الدائرة في سوريا. ولكن كلمة الأمين العام لحزب الله الذي يثق به الاسرائيليون أكثر من حكومتهم، أتت لتغير الموازين وتكون نقطة عطف في مسير الصراع ما بين المقاومة والكيان الاسرائيلي. حيث یدرك الكيان جيدا بأن كلام “السيد نصر الله” وتوعده بالرد سيأتي لا محالة. وهذا ما يؤكده مراسل الشؤون العسكرية في القناة الثانية العبرية “روني دانيئيل” والمعروف بأنه يعبر عن توجهات الأجهزة الأمنية الاسرائيلية حيث قال تعليقا على الحادث وقبل كلمة السيد نصرالله “إن الجيش الاسرائيلي يصغي جيداً إلى كل ما يصدر عن حزب الله، وتحديداً ما صدر في تشييع القنطار، الأمر الذي دفعه إلى اتخاذ خطوات احترازية”. مضيفا تطمينا للداخل الاسرائيلي بأن الرد سيكون محدودا على اعتبار أنه لا مصلحة بالانجرار الى حرب في هذا الوقت. ولكن الواضح أن هذه التطمينات لم تلق الصدى المطلوب في الداخل الاسرائيلي حيث أعلنت مستوطنات في شمال فلسطين عن فتح الملاجئ استعدادا للأسوأ.
الصحافة العبرية
بعد خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، استفاق الكيان الاسرائيلي من «سكرة» تقديراته الخاطئة، وبات أمام حقيقة واقعة غير قادرة على النقاش فيها تجاه ردّ حزب الله على جريمة اغتيال الشهيد سمير القنطار ورفيقيه.
مدى الارتباك الذي تعيشه تل أبيب بدا واضحاً مما نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت»، والتي أكدت فيه تحذير الكيان الاسرائيلي من “هجوم قاتل” قد يشنّه حزب الله رداً على اغتيال القنطار. وبحسب مصدر في الجيش الاسرائيلي “يرون إمكان الاعتقاد بأن حزب الله سيستخدم ساحة مزارع شبعا لتنفيذ هجوم انتقامي، والجيش يريد منع ذلك لمصلحة جميع الاطراف”. وأشارت الى أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن “يرى أن هذه المنطقة أرض لبنانية محتلة، وأنها ملعب شرعي يمكنه أن يشنّ هجمات من خلالها، ضد إسرائيل”. ولكن، بحسب مصادر أمنية إسرائيلية أخرى أوضحت أنّ “الوضع اليوم مختلف تماماً وإسرائيل لن تكبح نفسها”.
وقال غيورا سالز رئيس المجلس الإقليمي في الجليل الأعلى، إن “الاخبار الجيدة هي أن حزب الله، على نقيض من التنظيمات الاخرى، يفهم جيداً أهمية أن يكون جزءاً من الحكومة في لبنان ويدرك شدة ردّ الجيش الاسرائيلي. إلا أن الاخبار غير الجيدة هي القدرات العسكرية والموارد الموجودة لدى حزب الله. صحيح أننا قد لا نكون قادرين على منع ما قد يحصل، لكن ينبغي لنا بذل كل الجهود لاستيعاب المسائل ومحاولة العودة في أسرع وقت الى الحالة الطبيعية”. كلام غيورا لا يعني سوى أن الكيان الاسرائيلي يعيش التخبط والخوف من رد حزب الله.
اجراءات الكيان الاسرائيلي على الحدود الشمالية مع لبنان
مخاوف الكيان الاسرائيلي من عملية الرد دفع به الى اجراءات شديدة على طول الحدود الشمالية:
1- مصادر في الجيش الاسرائيلي أعلنت لصحيفة يدعوت أحرنوت أنّ “هيئة الاركان العامة يعقدون جلسات تقدير وضع بشكل متواصل، ويعملون على تقدير الشكل الذي ينوي به حزب الله إخراج تهديده الى حيّز التنفيذ”.
2- عمّم الجيش الاسرائيلي على وحداته العسكرية المنتشرة في المنطقة الحدودية مع لبنان البقاء على درجة عالية من الحذر والحيطة، حيث صدرت أوامر للجنود بارتداء الخوذ والسترات الواقية من الرصاص. كذلك شدد على ضرورة الامتناع عن الظهور العلني غير الضروري وعدم توفير “أهداف سهلة” لحزب الله.
3- امر الجيش الاسرائيلي المزارعين في مستوطنات منطقة المطلة بالقرب من الحدود مع لبنان، والجليل عموماً، بضرورة الامتناع عن التحرك على الطريق المحاذي للسياج الحدودي. ونقل عن مصادر عسكرية أنه “يمنع بشكل كامل ومطلق التنقل عبر الطريق المحاذي للحدود مع لبنان”، مع الترجيح بأن هذه الاوامر ستبقى سارية المفعول خلال الايام المقبلة.
4- فتح الملاجئ أمام المستوطنين في شمال فلسطين استعدادا للأسوأ.
هكذا ختم القائد سمير القنطار وصيته: “هذا العدوُ يتوهمُ أنهُ بقتلِنا قد يجرُ المقاومةَ الى مواجهةٍ هوَ اختارَ زمانَها ومكانَها، من هنا أؤكدُ لكلِ محبي المقاومة أن الانتقامَ لدمائِنا يكونُ من خلالِ التمسكِ بهذه المسيرةِ ومن خلالِ تنامي قوةِ الردع التي تمتلكُها المقاومة، ومن خلالِ أيضا استمرارِ رفعِ جهوزيتِنا التي تضمَنُ تحقيقَ النصرِ على هذا العدوِ الصهيوني في أيِ مواجهةٍ قادمة، إن النصرَ على هذا العدو هوَ الإنتقامُ الأكبرُ والأهمُ لكلِ الدماءِ المظلومة، وقيادةُ المقاومة وعلى رأسِها سماحةُ الأمينِ العام السيد حسن نصر الله تَعرِفُ وبدقةٍ متى وكيفَ تردُ على جرائمِ العدو”، وبانتظار كلمة الأمين العام لحزب الله “الأمين على الدماء” المرتقبة نهار اليوم الأحد في أسبوع الشهيد، يظل السؤال متى أين وكيف سيرد حزب الله؟
المصدر / الوقت