التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, أكتوبر 6, 2024

تركيا وقطر والسعودية .. اصطفاف الخاسرين في الشرق الاوسط 

عندما استهدفت تركيا قاذفة السوخوي الروسية كان ذلك تعبيرا عن السخط التركي من الاوضاع الجديدة الى جانب عدم الرضا عن اشياء أخرى وكانت قطر والسعودية شريكتان ايضا في هذا السخط لأنهم جميعا سخروا كل طاقاتهم السياسية والاستراتيجية طيلة ٥ سنوات من اجل الاطاحة بالرئيس السوري لكنهم لم يفلحوا.

اما مصر فهي ايضا ساخطة لكنها بطريقة أخرى فعبدالفتاح السيسي الذي كان يقبل بالتماشي مع السعودية بسبب احتياجات مصر الاقتصادية بات لايطيق التنسيق السعودي مع تركيا التي تعتبره السيسي سببا لكل ازمات المنطقة.

وهناك ايضا لاعبين آخرين مثل كردستان العراق والاردن اللتين تريدان الحصول على مكانة استراتيجية عبر مد جسور العلاقات مع القوى الاقليمية الرئيسية لكن ستظل تركيا والسعودية وقطر اللاعبين الرئيسيين في المنطقة في مقابل المحور الايراني السوري وكذلك لاعبين آخرين مثل مصر والامارات ولكل من هؤلاء اللاعبون اهداف خاصة بهم.

ان تركيا التي كانت تقول انها تسعى لتصفير المشاكل مع الجيران قد خسرت مكانتها عندما ادعت لنفسها القيادة وسعت الى احياء الاحلام العثمانية من جديد، ان انقرة التي أحست بالغرور بعد وصول محمد مرسي الى الحكم في مصر والنهضة في تونس وبن كيران في المغرب وصورت نفسها قائدة لحركة اخوانية تشمل كل المنطقة اتجهت لمعاداة الاسد في سوريا وبعد سقوط مرسي اتجهت ايضا لمعاداة القاهرة ولم تكسب شيئا من هذا العداء بل على العكس باتت تواجه اتساع رقعة الانتشار الكردي في جنوب تركيا كما خسرت انقرة ايضا حلمها في ايجاد منطقة عازلة في شمال سوريا من جرابلس الى اعزاز بسبب اسقاطها للطائرة الروسية لكن الاتراك يمضون في ارتكابهم للاخطاء التكتيكية ويدفعون اثمانا استراتيجية ولم يغيروا نهجهم حتى الان.

ان السعودية المتورطة في اليمن تسعى الان الى تقليل الاثمان الاستراتيجية التي تدفعها في باقي مناطق الشرق الاوسط فخمسة سنوات من الجهود لم تسقط النظام السوري وزاد دخول روسيا على الخط من التكلفة التي تدفعها السعودية وقد اجبر الحلفاء الغربيون الرياض على الجلوس مع ايران على طاولة المفاوضات في فيينا لكن الرياض حاولت الالتفاف على ذلك و دعت الجماعات المسلحة الارهابية في سوريا مثل جيش الاسلام وغيره الى اجتماع في داخل السعودية وبات جليا ان السعودية لاتملك خيارا آخر سوى التشبث بمثل هذه الجماعات الارهابية واصبحت نتيجة الحرب السورية بالنسبة للسعودية اما الربح واما الخسارة ولا ثالث لهما.

اما في اليمن فقد شعر السعوديون انهم وقعوا في الفخ وباتوا اكثر يقظة من السابق واصبحوا يعلمون بعجزهم عن انهاء الحرب عبر الحاق الهزيمة باليمن ولذلك يسعى السعوديون الى تشتيت الانتباه العالمي نحو اليمن وتركيز هذا الانتباه على الحرب السورية وفي نفس الوقت يبدون استعدادا اكبر للدخول في حل سياسي للقضية اليمنية.

اما قطر التي تجاري السعودية في مغامراتها فهي ايضا لم تحصد شيئا رغم انفاق المليارات من الدولارات لكنها تمضي قدما في سياساتها العمياء في سوريا ومصر وتشارك السعودية في سياساتها في هذه المرحلة على الاقل، فالدوحة تعتبر مجرد مجاراتها لتركيا والسعودية دورا كبيرا لنفسها وهكذا يعتبر حكام الدوحة بانهم حققوا شيئا ما.

ان التحالف بين قطر والسعودية وتركيا بلغ ذروته بعد مجيء “الملك سلمان” الى الحكم و في مقابل هذا الحلف هناك حلف مصر والامارات والاردن المعادي للاخوان المسلمين وذلك بالاضافة الى محور المقاومة والممانعة الموجودة في المنطقة ولكل من هذه المحاور الثلاثة استراتيجيتها وسياساتها الخاصة بها فمحور السعودية وقطر وامارات يعادي ايران وسياساتها بقوة ومنذ زمن بعيد وهو يسعى الى اسقاط الاسد والسيطرة على اليمن وقيادة التيار الاخواني في المنطقة لكن محور مصر والامارت والاردن يسعى الى اضعاف الاخوان ومكافحة تنظيم داعش و رغم ذلك هناك بعض التواطؤ بين اعضاء هذا المحور مع السعودية فالامارات على سبيل المثال تقاتل في اليمن الى جانب السعودية وتساير السعودية ايضا في مسألة اسقاط الرئیس السوري “بشار الاسد”.

ورغم الدعم الامريكي لمحور السعودية وقطر وتركيا في المنطقة تسبب الدخول الروسي على خط المواجهة في سوريا بايجاد حالة من التوازن في هذه المنطقة ستحد من مغامرات الرياض وانقرة والدوحة التي كانت تذكي نيران الخلافات الطائفية وتقود الامور نحو الكارثة ولذلك يجب على الدول الساعية للسلام ان يدعموا هذا التوازن الموجود الان في المنطقة.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق