التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, أكتوبر 6, 2024

استمرار الإجرام بحق شيعة نيجيريا في ظل صمت المجتمع الدولي 

المجزرة الأخيرة بحق شيعة نيجيریا هو ما خرج بوضوح إلى العلن نسبة إلى حجم المأساة والفاجعة، حيث تجاوز عدد الشهداء المئات فضلاً عن الجرحى منهم، ولكنها ليست المجزرة الأولى، فالسياسة المتبعة من قبل النظام النيجيري وعلى مدى الأعوام المنصرمة تحكي عن سيناريو كامل لإضعاف الحركة الفكرية الشيعية هناك من خلال استهدافهم ورموزهم، ومن خلال فتح المجال أمام دعوات التكفير والفكر الإلغائي من جهة أخرى، فاستهداف الشيعة من جهة والمسلمين عموماً من جهة أخرى وإذكاء روح الفتنة بينهما من خلال دعم حركات خارجية معادية إلى اذكاء روح الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، هذه السياسات هي ما حذر منها الشيخ “الزكزاكى” مراراً وفعاليات أخرى أيضاً. فالحديث ليس بالسياسة المتبعة من قبل النظام النيجيري مع وجود الأدلة و إنما خلفياتها وتداعياتها من جهة وسكوت المجتمع الدولي من جهة أخرى.
صمت المجتمع الدولي تشجيع لجرائم النظام النيجيري
في موازاة المجزرة الأخيرة بحق شيعة نيجيريا شهدنا صمت دولي مريب وبالأخص من قبل منظمات حقوق الإنسان بالرغم من كل التقارير التي صدرت عن الوضع هناك، اخرها الحديث عن أن عشرات الجرحى اللذين سقطوا نتيجة المجزرة قد استشهدوا فيما بعد نتيجة عدم اسعافهم بل و زجهم في السجن وتعرضهم للتعذيب. هذا الصمت يشير إلى ازدواجية واضحة المعايير، وهو بالدرجة الأولى تشجيع لفتح الأبواب في نيجيريا أمام جماعات الفكر الإرهابي وبالتحديد |”بوكوحرام”، بل أن ما يجري من صمت دولي مؤشر واضح على أن ما يجري هو رعاية من قبل الغرب الإستعماري، و رؤية من قبله بنقل النموذج الذي خلقه في العراق وسوريا وليبيا إلى نيجيريا، ولهذا لن نستبعد أن تشهد السنوات القادمة اعمال في نيجيريا شبيهة بتلك التي في ليبيا.
تجاهل المجتمع الدولي للمجازر في نيجيريا بحق الشيعة خصوصاً والمسلمين عموماً يكشف كذب شعارات الغرب حول حقوق الإنسان والمواطنة والحرية والعدالة، فلطالما تدخل الغرب ويتدخل في شؤون بلداننا العربية والإسلامية بحجة انقاذ الأقليات والحريات، لكن لا نرى هذا التدخّل لها في فلسطين ونيجيريا والبوسنة والهرسك والشيشان، بل أنها تدعم اشعال الفتن فيها وتقف إلى جانب مشعليها، وإذا ما تدخلت فهي لأجل تثبيت فعالية وديمومة مشروعها الفتنوي حال احست بأنه في خطر. وخير أمثلة على ذلك ما نشهده على الساحة العراقية والسورية والتي جاء التدخل فيها بحجة ضرب الإرهاب أما الحقيقة والوقائع تشير إلى أن المخطط رسم خطوط تماس بين هذه الجماعات الغربية والحركة الشعبية وبالتالي فرض المشروع التقسيمي وجعله امراً واقعاً، فالعراق مثالاً لولا التدخل الامريكي الجوي فيه لكان الحشد الشعبي قد طرد الجماعات الإرهابية الغربية منه منذ حين.
الأولوية لنهب الخيرات، اينما حل الغرب حل الإرهاب
نيجيريا تعد أكبر بلد في افريقيا تحتوي على مخزون من النفط، هذا الأمر هو ما يفسر بوضوح سياسات العنف ودعم “بوكو حرام “هناك، فالغرب الإستعماري وعلى رأسه امريكا قامت و على مر السنوات الماضية بدعم مختلف انواع الهجمات الإرهابية ضد السكان فيها، و غطت سياسات الإعدام والتعذيب والقتل، وهي من وضعت سياسات نشر الأوبئة فيها و تلويث المياه و الهواء، واحراق الغابات والمزروعات فيها، لإنهاك الشعب وشل حركته بالنهوض والمطالبة بحقوقه، فالشركات الأمريكية في نيجيريا تدير اعمال استثمارية نفطية تصل الى الأكثر من ٧.٤ مليارات دولار. وعليه تأتي المجازر ليس فقط من دعم امريكي غربي بل و اشراف مباشر عليها. وأمريكا والغرب الإستعماري أنشأ في نيجيريا العديد من الشركات الأمنية تحت عناوين وهمية لتغذية الصراعات، و الحديث الأخير عن مسعى امريكي لإنشاء قاعدة عسكرية لها في هذا البلد هو ما صب في خانة الحفاظ على مصالح نهبها نفط نيجيريا وتغذية الإرهاب، وكانت السفارة الأمريكية مؤخراً قد اعلنت عن تواجد قوات لها على الأراضي النيجيرية تحضيراً لإقامة قاعدة عسكرية.
الإنتظار للتحرك العربي الإسلامي لا الغربي
اذن ليس الإنتظار من الغرب أن يتحرك، لأن سياسات الغرب اتجاه عالمنا العربي والإسلامي هو اصل المشكلة وصانعها، وما أغلب المنظمات الإسلامية إلا صناعة غربية استعمارية يتم توجيهها متى ما اقتضت المصلحة، واينما توفر النفط، ولذلك فالتحرك الذي ينبغي أن يكون من قبل شعوب عالمنا العربي والإسلامي في وجه الأنظمة الحاكمة والمتسلطة عليه بالدرجة الأولى، هذه الأنظمة التي ذرعها الغرب في بلداننا و وكلها بتنفيذ مشروعها الإستعماري.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق