التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, أكتوبر 6, 2024

إيران نموذج حي للوحدة الإسلامية 

باتت الوحدة حاجة ملحة للشعوب الإسلامية في وقتنا الراهن، وخاصة مع انتشار الفتن والحروب التي يروج الكثيرون لها و يعطونها منحًا طائفيًا بعيدًا كل البعد عن الواقع وعن حقيقة ماهية هذه الحروب، وهناك من يحاول إظهار النزاع في المنطقة على أنه نزاع شيعي-سني متهمًا إيران بتأجيج الطائفية والعمل على إشعالها، كما أن هناك من يحاول إلصاق تنظيم داعش الإرهابي بأهل السنة خدمةً لتأجيج الصراع الطائفي وتسعيره.
لا يمكن اتهام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالطائفية، فهذا كلام بعيد عن الواقع، إذ أن إيران دولة اختلط فيها دم الشهداء، ومنذ الثورة الإسلامية إلى يومنا هذا يعيش السنة والشيعة في خندقٍ واحد ومعهم سائر الأديان والمذاهب، إذ قدم المسيحيون ١٠٠ شهيدًا والزرتشتيون ٤٠ شهيدًا، والسنة ١٠,٧٧١ شهيدًا بالإضافة إلى ما يقارب ٢٢٠ ألف شهيد من الشيعة سقطوا خلال السنوات الأولى للثورة، وهذه الأرقام ليست قليلة إذا ما قارناها بنسبة هذه الأديان والمذاهب في إيران.
وجود السنة والشيعة في خندقٍ واحد خلال حرب الثمان سنوات التي فُرضت على إيران يمثل أعلى قيم الوحدة الإسلامية، ولم تنهِ هذه الظاهرة بانتهاء الحرب، بل استمرت في الحروب الراهنة التي تخوضها إيران ضد الإرهاب، وقد أشار مستشار قائد الثورة الإسلامية، “علي أكبر ولايتي”، إلى أن هناك العديد من الشهداء من أهل السنة من محافظتي سيستان وبلوشستان الإيرانيتين استشهدوا في سورية في محاربة الإرهاب الذي لا يمت للإسلام بأي صلة.
وتعتبر إيران رائدة في الدعوة إلى الوحدة الإسلامية، فرغم الحملات الإعلامية الكثيرة لتشويه صورتها، إلا أنها استطاعت أن تحافظ على دورها البناء في الدعوة إلى الوحدة الإسلامية، وقد خطت خطوات عديدة وهامة على هذا الدرب من أهمها مؤتمر الوحدة الإسلامية الذي تستضيفه سنويًا في ذكرى المولد النبوي، والذي يحضره عدد كبير من علماء المسلمين من شتى المذاهب و البلدان.
المؤتمر الذي تستضيفه إيران والذي بدأ أعمال دورته الـ٢٩ تحت عنوان “التحديات التي تواجه العالم الإسلامي”، يهدف إلى تفنيد المخاطر التي تهدد الأمة الإسلامية و وضع خطة لمواجهتها، باللإضافة إلى بحث ملفات المنطقة والقضايا الإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية والظلم الذي يعيشه الشعب الفلسطيني بالإضافة إلى انتهاك الكيان الإسرائيلي حرمة المقدسات الإسلامية وعلى رأسها المسجد الأقصى وذلك من خلال الانتهاكات المستمرة والاستيطان.
يشارك في مؤتمر الوحدة الإسلامية المنعقد حاليًا قرابة ٤٠٠ مفكر إسلامي من ٧٠ بلداً في إطار ١٤ لجنة عمل، وسيبحث المؤتمر الثلاثة أيام التي ينعقد فيها الأخطار المحدقة بالعالم الإسلامي وخاصة الهجمة الشرسة التي يشنها الإرهاب والتطرف على الإسلام والمسلمين، وقد قال الرئيس الإيراني “حسن روحاني” في الكلمة الافتتاحية: “هل كنا نتصور بأن يقوم العدو بتعريف الإسلام دينا للعنف براية مكتوب عليها اسم الجلالة ورسول الله (ص)، وأن يقوم البعض ولو كانوا قلة في العالم الإسلامي بتقديم الإسلام قولا وعملا، كدين لارتكاب المجازر والعنف والظلم؟”.
وأكد الرئيس الإيراني “أن لنا هوية واحدة وهي الهوية الإسلامية”، وتابع “ولقد قلت من قبل أيضًا بأن ما يعرف باسم الهلال الشيعي الذي يطرحه البعض خطاب مريض خاطئ، فليس لنا هلال شيعي وسني بل بدر إسلامي”، وأشار الرئيس روحاني، إلى أنه “في مثل هذا العالم لا سبيل أمامنا نحن المسلمين سوى أن نضع أيدينا بأيدي البعض و دعا روحاني “جميع الدول الإسلامية في المنطقة وخارجها وحتى تلك التي تصب حتى اليوم حمم قنابلها وصواريخها على رؤوس جيرانها، للإقلاع عن ذلك و انتهاج الطريق الصحيح”.
هذه الشواهد والعديد من الشواهد الأخرى تشير إلى أن إيران تعتبر من الدول السباقة في الدعوة إلى الوحدة الإسلامية، هذه الوحدة التي يجب أن تكون الهدف الأول لجميع الشعوب والدول الإسلامية حتى تتخلص الأمة من معاناتها و تسترجع بريقها الذي فقدته إثر العنف والإرهاب الذي شوه صورة الإسلام والمسلمين.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق