التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, أكتوبر 6, 2024

دور السعودية في نشر الفتن الطائفية في البلاد الاسلامية 

“اقتل وسنضمن لك الجنة ! ” هو شعار من صناعة الوهابية السعودية. اليمن، العراق، سوريا، ليبيا، مصر وغيرها من الدول العربية، هم ضحايا هذه الشعارات الوهابية الهادفة الى تفرقة المسلمين واشعال الحروب فيما بينهم من أجل البقاء والاحتفاظ بالسلطة. العارف بالتاريخ السعودي والمطلع عليه يعلم أن السعودية تأسست على مبادئ وقيم وأعراف بدوية صحراوية، كانت سائدة في القرن الثامن عشر. ويعلم أنّه ورغم التطور الهائل الذي حصل في السعودية من الناحية المالية بسبب الثروات النفطية، إلا ان هرم السلطة بقي يعامل الدولة في القرن الحادي والعشرين كما يعامل شيخ القبيلة أبناء قبيلته البدوية وقيمها. ورغم أميته الثقافية، فالملك السعودي هو الحاكم المطلق، يمتلك ثروات البلاد كملكية خاصة له ولأفراد العائلة الحاكمة، يصرفها كما يشاء، ويعامل الشعب كعبيد. فما هي الأسباب التي دفعت بالسعودية الى نشر الفتن بين الشعوب العربية؟ ولماذا؟
الأسباب
قرع طبول الفتنة مجدداً على امتداد المشرق العربي، ثمة ما يلفت الى الدور السعودي في الفصل الجديد من محنة العراق. ولأن السعودية تجد نفسها اليوم معنيّة بصورة مباشرة بقلب المعادلات الجيوسياسية في المنطقة، فما توافر لديها من معطيات يجعلها طرفاً مستهدفاً في المرحلة المقبلة. ويمكن هنا رصد أهم المعطيات:
أولاً: الخسائر المتعاقبة التي لحقت بالسعودية في سوريا والعراق واليمن وفي لبنان، الذي سجّل انتصاراً كبيراً لمصلحة المعسكر الآخر الممتد من ايران مروراً بالعراق وسوريا وصولاً الى لبنان ومعه فلسطين، الى جانب روسيا والصين بطبيعة الحال.
ثانياً: انتخابات العراق الأخيرة التي حقق بها ائتلاف دولة القانون في العراق انتصاراً ساحقاً، في مقابل هزيمة حلفاء السعودية مثل إياد علاوي وأسامة النجيفي.. بكلمة أخرى، وفي المحصلة ترى السعودية نفسها أكبر الخاسرين في انتخابات العراق الأخيرة.
ثالثاً: بات معلوماً ما تمثله عودة المقاتلين السعوديين الى الديار من خطورة على السعودية وعلى أمن المنطقة بصورة عامة.
رابعاً: حكام آل سعود يعرفون أنهم خارج الزمن، وأن شعبهم لا بد وأن يطالبهم يوماً بحقوقهم الوطنية كبشر، لذلك، ولضمان بقائهم مدة أطول جاثمين على صدور الشعب السعودي، فلم يبق أمامهم سوى العمل على إثارة الطائفية وتخويف السنة الذين يشكلون نحو ٨٠% من الشعب السعودي، من الشيعة والبعبع الإيراني، ونشر التطرف الديني لدى السنة في العالم الإسلامي، وتكريس الكراهية والعداء ضد أتباع الديانات الأخرى.
الأهداف
الهدف الأول: عندما حصلت انتفاضات ما سمي بالربيع العربي، قامت الحكومة السعودية بتوزيع المال والمساكن على العاطلين، وفي نفس الوقت دعمت التطرف الديني والإسلامي السياسي في بلدان الربيع العربي لسرقة انتفاضاتهم، كما حصل في ليبيا ومصر… كذلك بتصدير الإرهاب الوهابي المتمثل في القاعدة وداعش وإثارة الفتنة الطائفية في العراق لنشر الفوضى فيه، وليقول لسان حالهم لشعبهم: هذه هي الديمقراطية التي تريدونها، فهي تعني الفوضى والخراب وحروب الإبادة الجماعية والدمار. لذلك أبقونا على صدوركم أفضل لكم. فالحكمة تفيد أن النظام والأمن مع الاستبداد أفضل بكثير من الحرية والديمقراطية المنفلتة مع الفوضى وفقدان الأمن.
الهدف الثاني: كما ذكرنا في المقدمة أن آل سعود هم عالقون في الماضي وتقاليده البدوية، فكما يعامل الملك السعودي المواطنين السعوديين، يريد لسوريا والعراق وليبيا واليمن أن يكونوا عبيداً له.
شواهد على زرع الفتنة
هناك شهادات موثقة تؤكد دور السعودية في إثارة الفتنة الطائفية ونشر الفوضى في العراق منذ سقوط حكم صدام حسين وإلى الآن. وعلى سبيل المثال:
١- تسريبات عن السفير الأمريكي الأسبق في بغداد كالتالي:
كشفت صحيفة الغارديان البريطانية، …عن “مجموعة برقيات أمريكية سرية تعود الى العام ٢٠٠٩ تتحدث عن علاقة العراق بجيرانه، وعدَّت السعودية بأنها “التحدي الأكبر والمشكلة الأكثر تعقيدا للعراق”، وعزت السبب الى “المال السعودي والمواقف المعادية للشيعة وهواجس تعزيز نفوذ إيران الإقليمي عبر الحكومة العراقية الشيعية”، وبينت أن السعودية كانت “ترعى التحريض الطائفي وتسمح لشيوخها بإصدار فتاوى تحريضية على قتل الشيعة”. وقال السفير الأمريكي السابق في العراق كريستوفر هيل، في مجموعة برقيات سرية بعثها الى وزارة الخارجية الأمريكية، ونشرتها صحيفة (الغارديان) البريطانية، إن “السعودية وليس إيران تشكل التحدي الأكبر والمشكلة الأكثر تعقيدا بالنسبة الى الساسة العراقيين الذين يحاولون تشكيل حكومة مستقرة ومستقلة”، وعزا السبب الى “المال السعودي والمواقف المعادية للشيعة والهواجس بأن العراق بقيادة شيعية يعزز نفوذ إيران الإقليمي”.
٢- معارك الرمادي تكشف حجم الدعم السعودي لـ “داعش”. حيث أكدت مصادر أمنية رسمية عراقية، أن جهاز مكافحة الإرهاب عثر على جوازات سفر وبطاقات هويات احوال مدنية ولوحات ارقام سيارات سعودية في عدد من اوكار تنظيم داعش الإرهابي التي تركتها عناصر التنظيم ولاذت بالفرار بفعل الضربات القاصمة التي وجهتها لها القوات العراقية. وتعد تلك الوثائق دليلا دامغا آخر على الدور السعودي الخطير في الوقوف وراء الإرهاب في العراق ودول اخرى.
٣- منع الحشد الشعبي العراقي من المشاركة في تحرير البلاد وذلك تحت ذريعة الفتنة السنية-الشيعية.
خلاصة القول، في ضوء كل ما سبق من معطيات، باتت السعودية اليوم في وضع لا تحسد عليه، ما يرغمها على المراهنة بكل شيء وعلى كل شيء. وعلى ما يبدو فإنّ السعودية لن توقف بث السموم طالما أن أياً من الأهداف السالفة الذكر لم يتحقق، لأن ذلك يضع وجودها ومصيرها على المحك.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق