التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

المؤتمر الشعبي العربي لمواجهة الإرهاب؛ أهداف و رسائل 

جهود مواجهة المخطط الغربي الإستعماري بشكلها المشترك لا زالت مستمرة، فالإعلان مؤخراً عن تأسيس المؤتمر الشعبي العربي لمواجهة الإرهاب في سورية والعراق والذي عقد في بغداد هو ما يمكن وضعه ضمن دائرة التعاون المشترك بين البلدين في مواجهة جماعات الغرب الإستعماري، فهذه الجماعات ضربت المنطقة العربية الإسلامية ككل سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وحيث أن ثقلها ارتكز في البلدين سوريا والعراق هو ما اقتضى رفع مستوى التنسيق بينهما، خاصة مع وجود الحدود المشتركة بينهما. فالتوجه في تعزيز و رفع مستوى التنسيق كان قد سبقها تشكيل لجنة أمنية سورية عراقية في إطار وضع خطة مشتركة برعاية إيرانية و روسية. الإجتماع بين فعاليات شعبية عراقية وسورية في بغداد والإعلان عن تأسيس المؤتمر الشعبي لمواجهة جماعات الإرهاب يحمل في طياته العديد من الرسائل التي سنتداولها في بحثنا و خاصة في هذا التوقيت بالذات.
أولاً: شهدت الأشهر الأخيرة القليلة الماضية تكثيف النظام السعودي الحاكم دعواته لعقد مؤتمرات لتنظيم دعمه جماعات الغرب الإستعماري كان آخرها مؤتمر الرياض الذي دعي إليه ممثلين عن هذه الجماعات التي دخلت الأراضي السعودية بالإضافة إلى الحلف الأخير، وعليه فإن المؤتمر الشعبي العربي يأتي كرد على أنشطة الرياض الإرهابية، كما وأن الشخصيات التي ضمها المؤتمر من شخصيات شعبية وأحزاب وحركات وطنية وقومية ومؤسسات جامعية ومنظمات واتحادات مهنية ونقابية وشعبية وشخصيات دينية وعشائرية هو ما يبرز دور التشكيلات الشعبية في صناعة القرار والتأثير في مقارعة الغرب الإستعماري وجماعاته الإرهابية. فمواجهة المخططات التدميرية سواء في سوريا والعراق أو أي بلد أخر هو مسؤولية وطنية وقومية، وبالتالي فإن المخططات التدميرية العابرة للحدود تتطلب توحيد الجهود العابر للحدود.
ثانياً: بعد الإنتصارات الكبيرة التي حققها العراق في مواجهة الإرهاب، فإن الأيام القادمة ستكون فيها توجهات عراقية لخلق وقفة عربية شعبية حقيقية دفاعاً عن سورية، والتحرك في عملية استنهاض شعوب المنطقة للتمسك الجاد بالهوية والتركيز على الإستفادة من كافة الإمكانات التي تتطلبها المرحلة لمواجهة المشروع الغربي، هذا ما يعكسه طبيعة الشخصيات المشتركة بين الحزبية والجامعية والمهنية والدينية والعشائرية. هذا يعطي طابع ومفهوم أن المواجهة مسؤولية الجميع ولا تقتصر على أحد دون غيره.
ثالثاً: الوفود المشاركة من محافظة الأنبار والتي كان على رأسها ممثل المحافظة “ابراهيم الديلمي” يلغي كل الحملات والطابع الإعلامي الذي يحاول الغرب والأنظمة المتعاونة معه من نشره بأن الأنبار بسياسيها وعسكرييها وعشائرها لديهم الجنوح نحو التصرف وأخذ القرارات خارج دائرة التنسيق مع الحكومة المركزية في بغداد، هذه الحملة الإعلامية هي ما يراد تثبيتها بهدف فرض واقع يمكن الإستفادة منه فيما بقعد لتحقيق مشروع التقسيم والتفتيت لوحدة العراق.
رابعاً: جاء المؤتمر في نتاجه واستخلاصه على ضرورة تكثيف النشاط الإعلامي والفكري والثقافي لتحطيم مرتكزات الإرهاب وتعرية كل القوى الدولية والإقليمية التي اسهمت في هذا الخراب الذي لحق بالبلدان العربية جراء الفعل الإرهابي وتكثيف الجهود والخبرات القانونية لملاحقة تلك القوى والاقتصاص منها. وتوسيع آفاق التعاون بين ابناء شعبنا في سورية والعراق كمنظمات واتحادات مهنية وشعبية وتبني المبادرات الخلاقة لمواجهة المؤامرة و وقف تدفق و انتشار الأفكار الظلامية التكفيرية الإقصائية ومناهضة كل وسائل التضليل الإعلامي وتعرية اهدافها الخبيثة التدميرية والحيلولة دون تفشي اباطيلها .
المؤتمر تخلل مجموعة من الكلمات التي ألقاها ممثلين عن الفعاليات المشاركة، فقد القى “سعدي الزكم” عضو الامانة العامة لحركة النهرين الوطنية اعتبر خلالها من أن مواجهة الإرهاب في سورية والعراق مسؤولية وطنية و قومية تحتم على ابناء امتنا العربية اداء واجبهم فيها لإنقاذ الأمة والإنسانية من شرور الارهاب العابر للحدود والقارات مشددا على عمق الروابط التاريخية والأخوية بين الشعب العربي الواحد في سورية والعراق . كما وألقيت كلمات ضمت رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر “مشعان السعدي” و القيادي في الحشد الشعبي العراقي الشيخ “اوس الخفاجي” والذي دعا فيها إلى مواجهة الارهاب في سورية على جميع الاصعدة لانقاذ البشرية من شروره . واعتبر رجل الدين العراقي علي الشوكي أن الدفاع عن سورية و العراق واجب شرعي ووطني و قومي يجب على كل الشعوب العربية المساهمة فيه .
من جهته طالب ممثل محافظة الأنبار “ابراهيم الدليمي” المؤتمرين ببذل أقصى الجهود والامكانات للدفاع عن سورية التي حمت العراقيين في أوقات المحنة و آوتهم وشاطرتهم رغيف الخبز . وطالب الروائي “شوقي كريم حسن” ممثل المركز الوطني العراقي للاعلام بالخروج إلى دائرة الفعل على الارض دفاعا عن موطني الابداع والمبدعين في سورية والعراق . وفي ختام المؤتمر القى “عبد الرضا الحميد” رئيس اللجنة الشعبية العربية لنصرة سورية والمقاومة وعضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر البيان الختامي والذي أكد على ان الحرب الدولية الارهابية التي تشن ضد العراق وسورية تستهدف وحدة شعبنا في البلدين الشقيقين وامنه واستقراره ورخاءه بتخطيط ودعم اميركي غربي صهيوني وتمويل طائل من اموال النفط العربي في مشيخات وممالك الخليج للتنظيمات الإرهابية .
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق