التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

الشيخ النمر .. منار للثوار رغم كيد الحاقدين 

مع بداية اليوم الثاني من العام الميلادي الجديد هز خبر مفجع العالمين الاسلامي والعربي وهو بالتأكيد سيكون من أغرب الاخبار وأمرها في هذا العام وهو اعدام السلطات السعودية للعلامة الجليل والمجاهد الشجاع آية الله الشيخ نمر باقر النمر الى جانب 46 شخصا آخرين ما يكشف عمق الحقد الدفين الموجود في صدور مسؤولي نظام آل سعود تجاه هذا العالم الرباني والقائد الشعبي وكذلك المسلمين الشيعة بشكل عام.

وكانت السعودية قد أصدرت حكمها التعزيري بإعدام الشيخ نمر النمر اواخر عام 2014 وتم تحويله إلى الملك السعودي ليوافق على التنفيذ أو يرفض حيث تم تنفيذ الحكم كما أعلنت وزارة الداخلية السعودية، ويأتي اعدام الشيخ نمر النمر في وقت كان الكثير من قادة الدول ومؤسسات حقوق الانسان في العالم يبدون ردات فعل تجاه حكم الاعدام الذي صدر بحق الشيخ وكانوا يطالبون بالغائه كما ارجات السلطات السعودية تنفيذ الحكم لشهور خشية حدوث ردات فعل قوية في داخل السعودية وخاصة في المنطقة الشرقية التي يقطنها المسلمون الشيعة لكن السلطات السعودية فاجأت العالم بنشر هذا الخبر الذي تصدر جميع وسائل الاعلام اليوم السبت، والان لانريد ان نتساءل من كان الشيخ نمر النمر وما كانت مناقبه، بل نريد التذكير بعظمة هذا الثائر الجليل الذي يعرفه كل العالم لأن الذكرى تنفع جميع الثوار والاحرار.

يعرف الشيخ النمر كأحد أبرز الوجوه المعارضة للفساد والتمييز المنتشر في السعودية ضد المواطنين الشيعة، وهو كان من مواليد عام 1959م من منطقة العوامية في السعودية حيث ينتسب إلى عائلة رفيعة القدر في منطقة القطيف برز فيها علماء أفذاذ أبرزهم آية الله العظمى الشيخ محمد بن ناصر آل نمر (قده)، وحجة الإسلام الشيخ حسن بن ناصر آل نمر ومجموعة من الخطباء أشهرهم الحاج علي بن ناصر آل نمر.
أنهى الشيخ دراسته الاساسية في مدينته العوامية ثم انتقل عام 1989 إلى ايران لمتابعة دراسته وللتقرب أكثر من مفاهيم الثورة الاسلامية، وبدأ بدراسة العلوم على يد السيد محمد تقي مدرسي الذي كان قد أنشأ المدرسة العلمية حضرت قائم (عج) ليتنقل بعدها ليكمل علومه في الحوزة العلمية في السيدة زينب (ع) في العاصمة السورية دمشق.

وساهم الشيخ النمر في توسيع عمل حوزة الإمام القائم (عج) العلمية وتطويرها في طهران وسوريا لعدة سنوات.

ومثل الكثير من المسلمين الشيعة في العالم تأثر الشيخ النمر بأفكار الامام الخميني الراحل(ره) وقائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي واصبح ثائرا وقد قال لتلاميذه انه اذا منحه السيد المدرسي اذنا بالاجتهاد ويطلب مني التخلي عن الثورة الاسلامية والامام الخميني (ره) فإنني سأمزق هذا الاذن بالاجتهاد وسأستمر في نشاطاتي.

عاد الشيخ النمر إلى السعودية بعد غياب سنوات وأسس في مسقط رأسه العوامية مركز الامام القائم (ع) المذهبي وهو حجر أساس المركز الاسلامي عام 2011.

وبدأت مرحلة المضايقات التي تعرض لها الشيخ النمر من قبل رجال الأمن بالدولة، حيث وضع مسكنه تحت المراقبة الدائمة، وتعرض لاستدعاءات متكررة وبدون إذن مكتوب لعدة سنوات، إلا أنه اعتقل للمرة الأولى عام 2006 وهو عائد من البحرين من (مؤتمر القرآن الكريم) التي أقامته ممثلية آية الله العظمى السيد محمد تقي الحسيني المدرسي ، واقتيد من على جسر الملك فهد إلى المعتقل، وقد استمر اعتقال الشيخ قرابة الأسبوع، وخلال مدة الاعتقال خرجت مظاهرة في مدينة العوامية عجلت بالافراج عنه، كما واعتقل الشيخ النمر عامي 2008 و 2009 تحت طائلة الاتهام بتحريك الشيعة للانفصال عن الحكومة.

كما واعتقلت السلطات السعودية آية الله الشيخ نمر باقر النمرعام 2012 واطلقت عليه النار اثناء عملية الاعتقال واصابته بجروح لتستمر في محاكمته وتوجيه التهم إلى أواخر عام 2014 حيث نطق القاضي السعودي ممثلاً في المحكمة الجزائية المتخصصة بحكم الإعدام تعزيزاً على الشيخ النمر.

وكان الشيخ النمر يتمتع بدور مميز في نشر الوعي وإحياء دور المساجد من خلال نشاطاته المختلفة ومقالاته ونشراته الدائمة مؤكداً على دور المرأة ومحاربة العرف الاجتماعي والديني الجاهلي والتقاليد البالية إلى جانب محاربته للفساد والظلم السياسي.

ومن المعلوم ان استشهاد هذا العالم الفاضل سوف لن يمر مرور الكرام بالنسبة للسلطات السعودية التي عمدت منذ اعلان نبأ اعدام الشيخ النمر الى ارسال المدرعات وقوات القمع الى منطقة العوامية في المنطقة الشرقية حيث يتوقع الجميع ان يبادر ابناء العوامية الاحرار الى الاقتصاص من مجرمي آل سعود.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق