عبد المهدي : إجراء حكم الإعدام على الشيخ النمر منفعل وقصير النظر وظالم
بغداد – سياسة – الرأي –
اكد القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي وزير النفط عادل عبد المهدي ان ” إجراء حكم الإعدام على الشيخ النمر منفعل وقصير النظر وظالم ” .
وقال عبد المهدي في كلمة نشرت له اليوم الأحد ” لن يساهم اعدام الشيخ النمر {رحمه الله} مع ثلاثة آخرين من اخوانه في تهدئة الاوضاع الداخلية في المملكة ، ابعد الله عن اهلها كل شر ، ولن يساعد في إطفاء نار الفتنة الطائفية في المنطقة والمملكة التي قيل انها كانت التهمة التي اعدم من اجلها ، اضافة لتهمة {الخروج على ولي الامر} ” .
واضاف ” فلم تنجح جهود الدول والمؤسسات والمنظمات والشخصيات لإيقاف التنفيذ ، بما في ذلك من قيادات كبيرة ، ومنها الشيخ مهدي الصميدعي رئيس هيأة افتاء اهل السنة والجماعة في العراق .. بل على العكس نُفذ الحكم مع مجموعة من ارهابي {القاعدة} ، او المتهمين بجرائم اخرى ؛ للتغطية وايهام الرأي العام بأن الشيخ النمر قام بأعمال قتل وعنف وتفجيرات .. فالشيخ النمر لم يرفع سلاحاً بوجه السلطات ، ولم يدعُ للعنف ولم يمارسه كوسيلة لانتقاد الاوضاع او للدعوة لحقوق مدنية وحريات عامة ” .
واكد بالقول ” لسنا من انصار التصعيد مع من نختلف معه .. على العكس نعتقد ان بلداننا وشعوبنا هي في اشد الحاجة الى التهدئة ومد الجسور والمصالحة ، وقبول الاخر بما هو عليه وليس بما نريده له ، ما دام الامر في اطار الشرعية العامة التي يقبلها الدين ، من دون تفسيرات مغالية كتفسيرات {البغدادي} ، و{داعش} ، وما يقبله ميثاق الامم المتحدة ومواثيق حقوق الانسان العالمية والاسلامية التي وقعتها الدول الاسلامية وصارت شرطاً عليها ، لكن اعمالاً كإعدام عالم جليل وشيخ كبير ؛ لأنه يطالب بحقوقه وحقوق الملايين من سكان المملكة ، محرومة تماماً من حقوقها السياسية والاجتماعية والعبادية والثقافية ، واعتبار ذلك خروجاً على النظام وتهديداً للامن ، هو ما سيهدد الامن ويخل بالنظام ويشجع أعمال العنف ، التي ستتخذ لاحقاً ذريعة للمزيد من اعمال القمع ، ثم المزيد من اعمال العنف ” .
وبين انه ” فلقد جربت أنظمة كثيرة هذا النهج ، ومنها الأنظمة العربية ، ومن بينها العراق فلم يسفر عن نتيجة .. بل قاد إلى نتائج عكسية تماماً بما في ذلك على من يستخدم هذه المناهج ، فهذه اجراء غير حكيم ومنفعل وقصير النظر وظالم لن ينفع في ايجاد حل للأوضاع في المملكة ، ولا للقضية البحرينية ، ولا اليمنية ، ولا في سوريا ، ولا في العراق ، ولا بين ايران والسعودية ، ولا في المنطقة عموماً ، ولا بين الشيعة والسنة ، وهو ابعد ما يجب ان نقوم به ونعمل عليه ” .
ولفت الى انه ” لا نجد كلاماً في هذا الموضوع ابلغ من الكلام الذي كتبه محمد النمر شقيق المرحوم النمر في اعدام اخيه في تغريدات حسابه في {التويتر} ، ننقلها كما هي وبالفاظها وتسلسلها ” مجلس عزاء الشهداء سيبدأ من الاحد ليلاً الساعة 7:30 الاثنين عصراً 3:30 وليالً 7:30.. الثلاثاء عصراً وليلاً.. الاربعاء عصراً وليلاً جامع الحسين ” ، وعاجل: اتصال من السلطات الامنية وأبلغونا ان جثث الشهداء قد دفنت في مقابر المسلمين ، ولن تسلم لذويهم .. لا حول ولا قوة الا بالله .. الشيخ النمر شهيداً ” .
وبين انه ” كما كُتب بيان عاجل من عائلة النمر بالعوامية بعد استشهاد الفقيه الشهيد الشيخ نمر : ببيان وزارة الداخلية السعودية إعدام 42 مواطناً سعودياً وصفهم البيان بالارهابيين ! وكان من بين من نُفذ بحقهم القتل سماحة الفقيه الشهيد الشيخ نمر باقر النمر {رحمه الله} الذي كان عالماً فقيها مجتهداً تفخر به الحوزات العلمية ، ومثالاً ونموذجاً للحركة المطلبية والسلمية ، ودعا الى تحمل المسؤولية ، وطالب بشجاعة بالحقوق المشروعة ، ورفض الطائفية لأكثر من اربعة عقود من الزمن ” .
وبين ” اننا اذ ندين ونستنكر هذا القتل الظالم ونعتبره مثالاً لقتل الحكمة والاعتدال ، واغتيال غادر لكل الطرق السلمية التي كان ينهجها الشيخ بإدانته ورفضه لاستخدام السلاح والعنف ، كما تشهد كلماته وبياناته ” الشيخ النمر شهيداً .. تبقى ايدينا ممدودة لمن يريد المصافحة والسلام ، حاملين باقات الورود للقاتل والسجان معاً ، هكذا تعلمنا وتربينا . القطيف ” الشيخ النمر شهيداً .. لاشك انه حدث عصيب ولكن من رحم الألم يشرق الأمل .. الشيخ النمر هذا اشراقة وشمعة تضيء درب الجميع للمطالبة السلمية بالحق ، و الشيخ النمر شهيداً .. فخورون به ولسنا منكسرين ، سنوزع الحلوى في مراسم العزاء .. الشيخ النمر فداء لحقوقنا المشروعة .. ذاك هو جوابي على الرسالة الغاشمة ، و يوماً سيلتقي الشيخ النمر شهيداً وسجانه وقاضيه وخصمه أمام الله الذي عنده تجتمع الخصوم ، ويومها سيكون عنوانا آخر انه يوم المظلوم على الظالم ، و الشيخ النمر شهيداً .. وقد جرى ما جرى وسيجري ما يجري ، ومن كانت لديه محبة وتعاطف فندائي بيّن مختصر واضح لا نُجر للعنف ، تلك وصية الشهيد الشيخ نمر ، والشيخ النمر شهيداً .. سنبقى راضين مقتنعين فخورين مسّلمين استسلاماً بما كتبه الله نعمة وكرامة خصنا الرحمن الرحيم بها وكل ذوي الشهيد في الكون ” . انتهى