الطيران يتصيد الدواعش في الرقة ودير الزور
سوريا ـ امن ـ الرأي ـ
استهدفت المقاتلات السورية عدة نقاط في مدينة الرقة بعد ظهر امس، كان أبرزها “مؤسسة المياه” في المدينة، والتي كان تنظيم داعش قد حولها إلى مقر أمني خلال المرحلة الماضية بعد أن زادت العمليات الجوية المستهدفة لنقاطه في المناطق الشرقية، كما استهدف الطيران عدد من المطاعم التي استولى عليها التنظيم في المنطقة الغربية من المدينة وحولها إلى مقرات لإيواء عناصره.
وأكدت مصادر خاصة إن سيارات الإسعاف نقلت عدد كبير من عناصر التنظيم الذين سقطوا بين قتيل وجريح إلى النقاط الطبية الواقعة في الريف الشرقي لمحافظة الرقة، إذ عمد التنظيم إلى تحويل المدارس وعدد من المزارع في تلك المنطقة إلى نقاط طبية، ومقرات ومستودعات أسلحة تجنبا لاستهدافها من قبل الطيران الحربي السوري والروسي بالتوزاي.
من جهة أخرى أكدت مصادر خاصة إن تنظيم داعش قام بنقل نحو 500 من عناصره الأجانب غالبيتهم من الاتراك إلى مدينة “الباب”، ويقود هذه المجموعة التي تعد أكبر دعم للباب في المرحلة الأخيرة، المدعو أبو المصطفى التركي، وذلك في محاولة للتحصين المناطق الشرقية من ريف حلب أمام تقدم الجيش الجاري في تلك المنطقة على محورين منطلقا من مطار كويرس العسكري.
المحور الأول الذي يركز فيه الجيش في تقدمه البري باتجاه معاقل التنظيم في شرق حلب وغرب الرقة، يركز على الوصول إلى مدينة الباب، فيما المحور الثاني يركز على مدينة “دير حافر” التي تعد البوابة الكبيرة لدخول الجيش فيما بعد ضمن الحدود الإدارية لمحافظة الرقة، والتي عمد التنظيم في المرحلة الاخيرة لزيادة عدد مجموعاته الانغامسية، والدفع بعدد كبير من السيارات والشاحنات المعدة للتفخيخ إليها، بعد تجهيزها في مدينة الرقة.
المعلومات تشير إلى أن التنظيم بات يواجه مشكلة حقيقية في المناطق الشمالية من ريف الرقة أيضا، فما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية والتي تستفيد من العمليات الجوية السورية والروسية، إضافة إلى الغطاء الجوي للتحالف الأمريكي وإن كان بنسبة أقل من سواه خلال المرحلة الماضية.
وتشير المصادر إلى أن هذه القوات تمكنت من السيطرة على عدة قرى جنوب غرب “عين عيسى” والتقدم مسافة 7كم ومن القرى المحررة هي “أبوشهمة ـ حبوسي”، فيما كانت قد سيطرت يوم أمس الأول على عدة قرى غرب سد تشرين من بينها “كاردوشان ـ قدرية الشيخ ـ علي الشيخ ـ أبوماجد”، إضافة لعدد من المزارع في المنطقة.
في دير الزور، نفذ الطيران الحربي عدة عمليات جوية في محيط المطار مستهدفا نقاط تجمع لتنظيم داعش في “حويجة صكر”، وفي قرية “الجفر”، مستبقا بذلك هجوم جديد كان يحضر له التنظيم على محيط المطار، كما استهدف الطيران الحربي نقاط أخرى للتنظيم على أطراف حي “الصناعة”، فيما بدا أنه عملية استباقية أيضا لهجوم جديد للتنظيم على هذا المحور.
المصادر الخاصة أفادت بسقوط عدد من عناصر التنظيم بين قتيل وجريح، وقدر العدد الكلي في كافة العمليات الجوية التي شهدتها المدينة اليوم بنحو 78 عنصراً على أطراف حي المطار، فيما لم يتبين إلى الآن حجم الخسائر البشرية التي مني بها التنظيم في محيط المطار”.
من جهتها، أصدرت المقاومة الشعبية في المنطقة الشرقية ليل أمس بيانا أكدت فيه على عزمها زيادة عملياتها المستهدفة لتنظيم داعش في مناطق الجزيرة السورية و”حوض الفرات”، الأمر الذي دفع ما يعرف بالأمير العسكري لتنظيم داعش المدعو “أبو عبد الله الكويتي” بتوجيه أوامره لزيادة عدد الحواجز والتشدد في تطبيق حظر التجوال الليلي في كافة المناطق.
كما أمر الكويتي الذي خلف المدعو “صدام الجمل” في مهامه بإغلاق كافة صالات الانترنت التي تخدم المناطق الشرقية، إضافة إلى رفع وتيرة اعتقال أي شاب يحاول الوصول إلى المناطق التي يمكن التقاط فيها إرسال شبكات الهاتف المحمول السورية، إضافة إلى قيام دوريات ما يعرف بـ “جهاز الحسبة” بتفكيك أطباق التقاط البث الفضائي، في خطوة يبدو من خلالها ان التنظيم قرر التعتيم الإعلامي وعزل دير الزور عن محيطها الخارجي، كما فعل التنظيم في وقت سابق داخل مدينة الرقة.انتهى