قُصّر و متخلفين عقلياً ضمن إعدامات السعودية
في معظم ردات الفعل التي استنكرت جريمة الاعدام السعودية غفل العالم أنه هناك 46 شخصاً بجانب الشيخ “النمر” طالهم هذا الحكم الجائر أيضاً، اذ لم يقتصر حكم الاعدام الذي نفذته السعودية على عدد من المدنيين و أصحاب الرأي الحر بل إن هذه الاعدامات طالت عدداً من الشباب القُصّر و المتخلفيين عقلياً في غياب و صمت تام من المتغنيين بديمقراطيتهم و محاربتهم لأجل حقوق الانسان حول العالم.
اطفال بين الذين أعدموا
افاد موقع “ميدل ايست اي ” و بحسب مصادر خاصة بيّنت أن من بين الاشخاص الذين تم حكم الاعدام بحقهم عدد من الاطفال القصر كالطفل “مصطفى اكبر” من تشاد الذي اتهم بأنه عضو في تنظيم ارهابي، و كان اكبر قد اعتقل في مكة المكرمة عام 2003 و كان يبلغ من العمر 13 عاماً انذاك و حكم عليه بالاعدام و نفذ هذا الحكم الاسبوع الماضي مع مجموعة الـ 47 و كان قد ظهر اكبر في احد الوثائقيات التي بثت العام الماضي، و قيل انذاك ان أكبر كان بصحبة ثلاثة اطفال اخرين اتوا من تشاد للانضمام لدورة تعليم القرآن الكريم في السعودية و بعد اعتقاله افادت بعض المصادر أن “اكبر” سيطلق سراحه و سيعود الى عائلته و لكن ذلك لم يحصل اضافة الى عدم معرفة مصير الصبية الاخرين الذين اعتقلوا برفقة “اكبر”.
“كان مؤلماً وضعه، لم يكن يملك محامياً، لم يستجوب، لم يسأل حتى عن عائلته” كان وصف احد المصادر الخاصة لميدل ايست اي عن وضع “اكبر”.
اضافة الى ان منظمة “ريبريف” التي تناضل ضد عقوبة الإعدام، دعت السلطات السعودية لوقف إعدام “علي النمر”ابن شقيق الشيخ “نمر”، ” داوود المرهون” ، و”عبد الله زاهر” وجميعهم اعتقلوا في المنطقة الشرقية عندما كانوا دون سن 18 عاما.
لم يكن “مصطفى اكبر” الوحيد الذي اعتقل و هو دون السن القانونية و حكم عليه بالاعدام فـ “مشعل الفراج” أيضاً اعتقل و كان يبلغ من العمر 17 عاماً انذاك و حكم عليه بالاعدام و يجدر الذكر ان القوات السعودية كانت قد قتلت والد “مشعل” “محمود الفراج ” اثناء مداهمة لها في المنطقة بحثاً عن اشخاص منتمين لخلية ارهابية بحسب وصف المصدر.
كما وصفت “ميدل ايست اي” أن العديد من الاشخاص الـ 47 قد تعرضوا للتعذيب و الابتزاز و لم يعرضوا على محكمة اصلاً، فضلاً عن منعهم من اي تمثيل قانوني، و انتزاع اعترافات منهم بعد التعذيب الشديد و من لا يعترف منهم كان يرسل مجدداً للتعذيب و يعاودون استجوابه مراراً.
اعدامات اول العام ضمت مرضى عقليين!
اضافة لاخذ الاعترافات تحت التعذيب و الابتزاز ذكرت المصادر ان من بين الذين تم اعدامهم في اول كانون الثاني للعام الحالي اناس كانوا يعانون من مشاكل نفسية و امراض عقلية.
و من بينهم كان “عبدالعزيز الطويلي” و هو بحسب السعوديين قائد في تنظيم القاعدة و كاتب في صحيفة الجهاد و كان قد اعتقل في 2005 بعد ان تم اطلاق النارعليه في وجهه من قبل القوات السعودية.
و كان قد اصبح “الطويلي” غير مستقر عقلياً بتاتاً بعد سجنه و كانت المرة الاولى التي عرفت فيها حالته عندما راسل ناشط سعودي يدعى “العسيري” المنظمات الحقوقية في الخارج و اطلعهم على وضعه المزري و التي بدورها لم تعير الموضوع اي اهتمام، فبحسب “الرشودي” البالغ من العمر 80 عاماً و هو كان زميل زنانة الطويلي ذكر انه كان يتكلم بأشياء غير مفهومة و طالما كان يتعرى و يركض صارخاً بأعلى صوته في السجن و يهاجمه و يضربه، كما كتب الاخير رسالة في 2012 لوزارة الداخلية السعودية لاطلق سراح “الطويلي” ليتمكن من الحصول على العناية الطبية المناسبة.
مشاهد الاعدام كانت دموية في العاصمة الرياض
لم یکشف المسؤولون السعودیون عن کیفیة اعدام المعتقلین الا ان مصادر ” ميدل ايست اي” قالت “أن الاعدامات التي جرت فی الیوم الاول من کانون الثاني الحالي کانت مجزرة بمعنی الکلمة اذ تناثرت جثث المعدومین وامتلأت الأرض بدمائهم وأعضاء من أجسادهم”، وقد أكد هذا المصدر علی أن الاعدامات لم تتم داخل زنزانة المعتقلین بل تمت فی مکان خاص فی العاصمة السعودیة الریاض.
ولم یؤکد المصدر المذکور عدد الذین أعدمهم النظام السعودي فی الریاض لکنه قال “ان عملیة الاعدام التي بدأت فی الصباح لم تنته حتی عصر ذلك اليوم.”
و يجدر الذكر أن النظام السعودي امتنع عن تسلیم جثث القتلى الی ذویهم وتم دفنهم فی مکان سري من قبل السلطات السعودیة.
المصدر / الوقت