التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, أكتوبر 6, 2024

بعد اعدام الشيخ النمر —امريكا تودع السعودية الوداع اﻻخير 

اجتماع وزراء خارجية العرب في مقر جامعة دول العربية في القاهرة يوم اﻻحد 10-1-2016 بناء على طلب السعودية كان اكثر اﻻيام سرورا في البيت اﻻبيض اﻻمريكي وفي تل ابيب ﻻنه جامعة دول العربية جمعت تحت قبتها من يعمل لصالحهم ونيابة عنهم في مواجهة ايران الشيعية التي استطاعت ان تهزم امريكا وتفتت قوة الجيش الذي ﻻ يقهر جاء هذا اﻻجتماع اثر التصعيد بين الرياض وطهران بعد اعدام الشيخ نمر باقر النمر الذي ثار دمه واشعل الشارع العالمي معلنا مظلومية هذا الشهيد مما اجبر كل القوى في العالم الوقوف الى جانبه ضد من سفك دمه ظلما وعدوانا

اذن اصبحت قضية شهادة الشيخ النمر ليست قضية سعودية بحته ولم تصبح شانا داخليا لها فحسب بل تخطت كل الحدود الجغرافية ووصلت الى ضمير كل انسان يعيش على كوكب اﻻرض يطال بمحاكمة قاتليه السؤال الذي يطرح نفسه لماذا هذا الفرح والسرور عند امريكا واسرائيل من هذا المؤتمر ؟ علما انه ليس كل من حضر هذا المؤتمر من وزراء خارجية العرب متفق مع المنهجية السعودية المطروحة في حل مشاكل المنطقة ولهم تحفظات كثيرة حولها للاجابة على هذا التساؤل

دعونا نرجع الى عام 2003 الميلادي وتحديدا في شهر مارس منه عندما ظهر الرئيس الامريكي جورج بوش اﻻبن على شاشة التلفاز ووعد العراقيين بالديموقراطية .. فكانت نتيجة هذا الوعد نشر الدواعش وتقسيم العراق الى طوائف مثل اﻻكراد -احزاب موالية للانظمة الخليجية آخرها خلافة داعش واحتلال الموصل ….. وبإحتلال العراق إنطلق الإستعمار الأمريكي الى محاصرة المقاومة العراقية و حماس والعمل على نزع سلاح حزب لله لإعلان مشروع شرق الاوسط الجديد ارادت امريكا ان تسحب سلاح حزب الله عبر سوريا اﻻ ان اﻻخيرة رفضت فكان اغتيال الرئيس رفيق الحريري فبراير عام 2005م من اجل خلخلة النظام السياسي هناك واشعال نار الفتنة ضد حزب الله في لبنان

هنا وجدت اسرائيل فرصة في ضرب حزب الله عام 2006 م عسكريا اعلنت وزيرة خارجية امريكا كونداليزا رايس حينها مخاض وﻻدة شرق اﻻوسط الجديد سقط هذا الجنين مشوها من رحم امه تحت ضربات حزب الله تحولت اسرائيل بعد تلك الهزيمة مع حزب الله الى غزة لتدمير دفاعات حركة حماس انهزمت اسرائيل في هذه الحرب فشلت امريكا خلال ثمان سنوات من وﻻية جورج بوش اﻻبن فشلا ذريعا ﻻنشاء شرق اﻻوسط الجديد انتقلت المهمة الى الرئيس الجديد باراك اوباما

تعلم اﻻخير من اسلافه فلم يظهر خطته علنا بل ضرب اﻻمة العربيةواﻻسلامية من الداخل بعنوان الربيع العربي واسقاط اﻻنظمة فلا مكان للخلافة وﻻ مكان للديموقراطية بل هناك ذبح وقتل ودمار وفتن طائفية وفوضى خلاقة في كل بلد لاضعاف الشعوب ومحو المقاومة من الداخل في سوريا و العراق واليمن وليبيا وتونس ومصر والبحرين والسعودية وكانت المفاجئة في سوريا ان اﻻسد زأر من عرينه عام 2014 م وبدأ يبسط سيطرته بمساعدة حلفائه والعراق تقدم بالحشد الشعبي واستعاد اكثر اراضيه وحزب الله امتلك اسلحة يستطيع ابادة نصف اسرائيل من على خارطة العالم والسعودية فشلت في محاصرة الشيعة في البحرين وفتحت لنفسها باب جنهم من الداخل واصوات تطالب باسقاط النظام السعودي والفتن الطائفية لم تاتي اؤكلها كما تريد امريكا واسرائيل من وكيلها السعودية

عرف اوباما انهم كانوا مخطئين في خططتهم لبناء شرق الاوسط الجديد لانهم لم يحاربوا الاصل وهو الاسلام بل جندوا الطاقات لتفتيت المنطقة من الداخل وان الذي جنى ثمارها هي ايران و ان الولي الفقيه بعمامته السوداء عرف من اين يؤكل الكتف و اصبحت ايران قوة اسلامية اقليمية فلا حل بدونها في المنطقة نجحت خلال ثلاثة عقود من الزمن احتضان الحركات التحررية في العالم فمواجهتها عسكريا يعني الموت المحقق خاصة بعد دخول روسيا وكوريا الشمالية والصين على الخط مع طهران فاذا كانت فكرة تفعيل الطائفية بين سنة وشيعة قد فشلت معهم في انهاك قوة ايران والشيعة في العالم فكيف ستنجح مع وكيلهم السعودية الذي فقد نصف قوته العسكرية في الحرب على اليمن

اذن امريكا واسرائيل يلعبون اﻻن في الوقت الضائع ﻻنه فترة وﻻية اوباما اوشكت على اﻻنتهاء خلال سنة 2016 م فلابد من ايجاد وسيلة اخرى ﻻنقاذ مشروع شرق اﻻوسط الجديد وذلك عن طريق اشعال حرب اﻻديان تحت شعار اﻻسلام ليس دين سلام بل هو دين ارهاب فاذا كانت بوكوحرام بايعت البغدادي و وصلت الى شمال افريقيا وعلى مشارف ايطاليا وداعش استطاع القيام بتفجيرات في فرنسا فالغرب مهدد من اسلام فوبيا

والخليج الفارسي وغيرها من بلدان الشرق اﻻوسط يجب دعشنة اﻻنظمة فيها والتي تعني تحويل اﻻنظمة لصالح داعش واﻻستيلاء على ابار النفط فيها فبناء تركيا قاعدة عسكرية في قطر خير دليل على ذلك اما لدعشنة نظام الحكم في قطر او اجراء عملية جراحية لتغير النظام فيها

فكان اعدام الشيخ نمر باقر النمر بداية ﻻشعال فتيل حرب اﻻديان والرئيس اﻻمريكي القادم هو من سيعلن الحرب على اﻻسلام والمرشح للرئاسة دونالد ترامب قدم الولاء لاسرائيل بقوله “ اﻻسلام هو اﻻرهاب ”

خلاصة القول ان ما يحدث من تحالفات عسكرية ( تحالف سعودي امريكي ضد اليمن – تحالف امريكي ضد داعش – تحالف اﻻسلامي لمواجهة اﻻرهاب ) كلها تصب في مصلحة مشروع الشرق اﻻوسط الجديد و السعودية التي تلعب دور الوكيل وللاسف الشديد انتهت صلاحيتها بعد فشلها الذربع في اكثر من موقع في المنطقة

ومع رحيل الرئيس الامربكي باراك اوباما يكون الوقت قد حان ليصيب السعودية ما اصاب ليبيا وتونس بذلك تكون امريكا قد ادخلت الفرحة الى العالم وودعت السعودية الوداع الاخير لتدخل المنطقة في صراع من نوع اخر و بشخصيات اخرى وقوى جديدة انتظروا لتروا تحقيق ذلك فان الموعد الصبح اليس الصبح بقريب

صادق حسن

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق