المتاجرة بالأزمات .. دوليا
عبدالرضا الساعدي
بعض السياسيين الدواعش الذين جاءت بهم الظروف غير الطبيعية في العراق وأعطتهم مناصب ومواقع هنا وهناك في الحكومة والبرلمان ، وبعد أن أفلسوا شعبيا في مناطقهم التي تحولت إلى ركام وخراب بفضل الإرهاب الداعشي ، والذين كانوا هم السبب في تأجيج وتأليب الحالة الطائفية المتطرفة هناك والسبب في دخول الدواعش إلى مناطقهم ، يعملون اليوم يائسين على مناطق جديدة ، عسى أن يحظوا بفرص شعبية وانتخابية قادمة لن يحصلوا عليها أبدا في مناطقهم القديمة بعد سقطت أقنعتهم وصاروا مفضوحين أمام الناس التي انتخبتهم في غفلة من الزمن.
اليوم يتاجرون ب(بالمقدادية ) وبإسم مكوّن معين ويحاولون تدويل القضية ، مع أنها شأن داخلي وقضية عراقية صرف ، كما أنهم يدّعون بأنهم وطنيون ومخلصون لهذا الشعب وهذا المكوّن ،بينما هم من يزرعون الفتن والتفرقة وقد أدخلوا مجاميع من الصداميين والوهابيين العائدين والمتخفين بغطاء النازحين إلى هذه المنطقة ، وفجّروا قتلوا وأرعبوا الناس في محاولة لتضليلهم أن المكوّن (س ) هو من فعل ذلك كي تكون مقابلها ردة فعل من المكون الآخر وتبدأ من هناك العودة إلى المربع الأول ، الحرب الطائفية تلك التي يعول عليها المفلسون من السياسيين المعتاشين على الأزمات والنكبات والحروب .
ويجمع المحللون وأصحاب الرأي والتقييم ، ‘‘أنه مخطط قائم تعمل عليه دول ووسائل إعلام كثيرة لزرع بذور فتنة طائفية جديدة في العراق، فهناك من يحاول أن يبرز تنظيم داعش الإرهابي والتنظيمات الإرهابية على أنها تمثل أهل السنة وهي التي تقتل الشيعة في العراق ، كما يسعى الكثيرون إلى إبراز الحشد الشعبي على أنه طائفي وشيعي يهدف لاستئصال أهل السنة، وهذا الكلام يداولونه منذ الأيام الأولى لنشأة الحشد الشعبي في العراق‘‘..واليوم يراد لهذا الحشد أن ينتهي دوره ، وكم حاولوا أن يشوهوا صورته بعد أن حقق انتصارات باهرة ، ولولاه لكنا اليوم في حال آخر لا يعلمه سوى الله الحكيم العليم..
المتاجرة بقضايانا الداخلية ومحاولة تصديرها وإيجاد الحل لها دوليا أو إقليميا ، من قبل بعض السياسيين اليائسين في الداخل هي ممارسة داعشية ولكن بشكل سياسي مبطّن وخبيث جدا وينبغي أن يقف عند حدّه ، ويحاسب هؤلاء من قبل الشعب والحكومة معا.