فوبيا الدوائر !
لماذا أصبحت العديد من دوائرنا الحكومية مصدر قلق وإرباك واستياء لدى المواطنين ؟، حيث أصبحت ظاهرة نفور المواطن المراجع من هذه الدوائر الحكومية وخشيته المسبقة من سوء التعامل معه ، تمثل قضية تستحق التقصي والبحث عن الأسباب والحلول.
لقد وردتنا الكثير من شكاوى الناس ، ومن بينها شكاوى لمتقاعدين وكبار سن ومراجعين آخرين ، كلها تكاد تشترك في أمر مهم وخطير يكاد يغيب عن دوائرنا هذه الأيام للأسف ، ألا وهو كرامة المواطن واحترامه من قبل الموظفين المعنيين بخدمة هؤلاء المراجعين .. لماذا وكيف؟
للأسف الشديد أيضا ، ومن خلال استطلاعنا الأولي لهذه الظاهرة ، وجدنا أن هناك العديد من الموظفين لا يصلحون للبقاء في دوائرهم من أجل خدمة الناس ، لأنهم يخلون من أبسط مبادئ الذوق العام في التعامل ، ولا يتسمون بالخلق والتواضع والسلوك الحسن ، وبعضهم وصلوا إلى مرحلة من الوهم والتسلط بحيث يعتقدون أن هذه الدوائر والوظائف هي ملكية خاصة يتصرفون بها مع الناس وفق أهوائهم وأمزجتهم الخاصة!
ولأن المواطن العراقي عموما ، كريم بطبعه وبدماثة خلقه وصبور في تحمله حد الجبال ، تمر الكثير من السلوكيات المحسوبة على هؤلاء الموظفين ، مرور الكرام ، ليبتلعها هذا المواطن الأبي على مضض وبمرارة ، لئلا يحدث ما لا يحمد عقباه ، وإلا فإن بعض الدوائر الحكومية متمثلة ببعض الموظفين أصبحت مصدر ( فوبيا ) للكثير من الناس ، فوبيا من حدوث الإهانة والإساءة وعدم الإنجاز ، ولهذا يضطر المواطن في بعض الأحيان إلى اللجوء للوساطة أو الرشوة ، وكلاهما مرفوضان شرعا وقانونا ، ولكن لو عرف السبب بطُل العجب _ كما يقال_ .. وهناك الكثير من هذه السلبيات تحتاج إلى المتابعة الحقيقية والحساب، فمن خلال متابعتنا لبعض المصارف الحكومية مثلا ، والتي تعنى بصرف رواتب المتقاعدين وغيرهم من الشرائح الأخرى ، يتجلى بوضوح سوء المعاملة والاهتمام والرعاية ، سببها موظفون متشنجون بوجوه عابسة وأمزجة متقلبة وبنفس ضيق لا يتسع لمهمة مثل هذه ، يتعاملون مع فئات أكبر سنا وأقل صحة وعافية، تعامل الأجلاف والعاقين لأهلهم ، ولا يمكن تعميم هذه الظاهرة على الجميع طبعا ، فهناك من النماذج الراقية ما يستحق أن نشير لها بتقدير واحترام في تأدية مهامه وسلوكها المهني والإنساني بأفضل ما يكون ، ولكن نشير أيضا أن بعض هذه الدوائر أصبحت بحاجة إلى تغيير و(تنظيف ) الكثير من مفاصلها ووجوهها غير الحضارية في التعامل والسلوك مع المواطن.
طباعة الخبر
ارسال الخبر الى صديق
للأسف الشديد أيضا ، ومن خلال استطلاعنا الأولي لهذه الظاهرة ، وجدنا أن هناك العديد من الموظفين لا يصلحون للبقاء في دوائرهم من أجل خدمة الناس ، لأنهم يخلون من أبسط مبادئ الذوق العام في التعامل ، ولا يتسمون بالخلق والتواضع والسلوك الحسن ، وبعضهم وصلوا إلى مرحلة من الوهم والتسلط بحيث يعتقدون أن هذه الدوائر والوظائف هي ملكية خاصة يتصرفون بها مع الناس وفق أهوائهم وأمزجتهم الخاصة!
ولأن المواطن العراقي عموما ، كريم بطبعه وبدماثة خلقه وصبور في تحمله حد الجبال ، تمر الكثير من السلوكيات المحسوبة على هؤلاء الموظفين ، مرور الكرام ، ليبتلعها هذا المواطن الأبي على مضض وبمرارة ، لئلا يحدث ما لا يحمد عقباه ، وإلا فإن بعض الدوائر الحكومية متمثلة ببعض الموظفين أصبحت مصدر ( فوبيا ) للكثير من الناس ، فوبيا من حدوث الإهانة والإساءة وعدم الإنجاز ، ولهذا يضطر المواطن في بعض الأحيان إلى اللجوء للوساطة أو الرشوة ، وكلاهما مرفوضان شرعا وقانونا ، ولكن لو عرف السبب بطُل العجب _ كما يقال_ .. وهناك الكثير من هذه السلبيات تحتاج إلى المتابعة الحقيقية والحساب، فمن خلال متابعتنا لبعض المصارف الحكومية مثلا ، والتي تعنى بصرف رواتب المتقاعدين وغيرهم من الشرائح الأخرى ، يتجلى بوضوح سوء المعاملة والاهتمام والرعاية ، سببها موظفون متشنجون بوجوه عابسة وأمزجة متقلبة وبنفس ضيق لا يتسع لمهمة مثل هذه ، يتعاملون مع فئات أكبر سنا وأقل صحة وعافية، تعامل الأجلاف والعاقين لأهلهم ، ولا يمكن تعميم هذه الظاهرة على الجميع طبعا ، فهناك من النماذج الراقية ما يستحق أن نشير لها بتقدير واحترام في تأدية مهامه وسلوكها المهني والإنساني بأفضل ما يكون ، ولكن نشير أيضا أن بعض هذه الدوائر أصبحت بحاجة إلى تغيير و(تنظيف ) الكثير من مفاصلها ووجوهها غير الحضارية في التعامل والسلوك مع المواطن.
في الافتتاحية