التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

المقدادية ترفض الفتنة باقامة صلاة موحدة للسنة و الشيعة 

يحاول الإعلام التابع للسياسة الأمريكية، الإضاءة على حادثة المقدادية، من باب أنها مثالٌ لضرورة حصر السلاح بيد الدولة، في محاولة للغمز من قناة الحشد الشعبي. فيما يُروِّج الإعلام نفسه الى أن ما جرى عبارةٌ عن محاولة إبادة أهل السنة في العراق. وهو الأمر الذي اعتادت هذه الأبواق الترويج له خدمةً للفتنة المذهبية، خصوصاً بعد أن فشلت كل المحاولات الأمريكية عسكرياً وسياسياً من النيل من الشعب العراقي ووحدته. كما أن ذلك يأتي في خضم الحرب المُعلنة على العراق، وفصائله العسكرية لا سيما اللجان الشعبية، التي استطاعت قلب موازين القوى في الميدان. فإلى ماذا تسعى الأجندة الأمريكية؟ وكيف استطاع العراقيون منع الفتنة؟

لم يبقَ طرفٌ سياسيٌ في العراق إلا وأدان الإعتداءات التي طالت الأبرياء في مدينة المقدادية بمحافظة ديالي بعد التفجير المزدوج فيها. وهو الأمر الذي لا بد من إدانته بشدة. فيما أكدت جميع الإدانات وبأغلبها، ضرورة التوحد لمواجهة الفتنة ومساعي التقسيم. كما دعت جميع الأطراف الأجهزة الأمنية لكشف الجرائم في حادثة المقدادية ومن يقف خلفها. في حين اتفق الجميع على أن هذه الأحداث لم تكن الأولى من نوعها، بل هي تأتي ضمن سياق الأحداث المتكررة. لكن وعلى الرغم من كل ذلك، تحاول قنوات السياسة الأمريكية والتي تنطق بالعربية، أن تُسلِّط الضوء على أحداث المقدادية بلسانٍ يحمل كلاماً باطلاً، لا يهدف إلا للفتنة والتقسيم. في وقتٍ لم تنجح المحاولات المتكررة لتحقيق ذلك. وهو الأمر الذي يدفعنا لقول الحقائق، ونختصرها فيما يلي:

لقد أكد العراقيون من خلال تعاطيهم مع الحادثة، بأن الهدف الذي يسعى له البعض أي الفتنة، هو أمر لا يمكن حصوله. فيما شجب أغلب العراقيين محاولات البعض التدخل في الشؤون الداخلية للعراق، لا سيما عبر الإعلام الخليجي الذي لم ينفك يوماً عن مهاجمة إنجازات الحشد الشعبي والذي يعتبر بحد ذاته نموذجاً لوحدة العراقيين. فيما تم شجب تصريحات السفير السعودي، والتي انصبت في نفس السياق، وذلك لخروجها عن المقبول به دبلوماسياً.
وهنا فإن الدلائل العملية يمكن أن تخدم ما نقول، ولا داعي للتحليل. فقد أقيمت في المقدادية بمحافظة ديالي العراقية صلاة موحّدة للسنّة والشيعة، وهو الأمر الذي قامت به قائممقامية القضاء، تأكيداً على صلابة الموقف الوطني في رفض الطائفية وتعزيز وحدة المجتمع. ولم يكتف رجال الدين بذلك، بل دعوا خلال الصلاة الموحّدة إلى حرمة الدم العراقيّ ونبذ الطائفية والتفرقة والعمل على تعزيز التعايش السلمي لاعتباره خياراً موحّدا لكل الطوائف. كما أن قائد شرطة ديالى اللواء الركن جاسم السعدي والذي حضر الصلاة، أشار الى أن الصلاة هي رسالة قوية لدعاة الفتن والتقسيم بأن أهالي المقدادية موحدين في مواجهة من يحاول بث الفتنة بينهم.
من جهةٍ أخرى، فإن الصلاة الموحدة، لم تكن الدليل الوحيد على وحدة العراقيين ونبذهم للفتنة. بل إن رئيس المجلس البلدي لقضاء المقدادية في ديالى عدنان حسين، أشار الثلاثاء المنصرم الى وجود العديد من المخابئ التابعة لتنظيم داعش الإرهابي في القضاء، لافتاً إلى القوات الأمنية ألقت القبض على ثلاث متهمين ينتمون لتنظيم داعش الإرهابي في القضاء واعترفوا بأنهم وراء تفجيرات الكازينو والمساجد في قضاء المقدادية لإثارة الفتنة.
إذن، تُطرح الكثير من الأسئلة حول ما يجري في العراق من محاولاتٍ للتقسيم. وهنا فإن إنجازات العراقيين عبر وحدتهم، يبدو أنها أمرٌ فاجئ الطرف الأمريكي وكل من يسبح في بحره من أتباع السياسية الأمريكية. في حين يؤكد سلوك الإعلام الغربي والعربي المتواطئ مع تلك السياسة، أن الأدوات العسكرية والسياسية لتركيع العراق لم تنجح. فيما أجاب العراقيون بسلاح الوحدة، على جميع المحاولين اللعب على الوتر الطائفي أو المذهبي.

ومرةً أخرى، لم تعد تنفع المحاولات البائسة لإيجاد شرخٍ بين العراقيين. ولعل بعض الأصوات الداخلية والتي تخالف الإجماع الوطني، مصيرها كمصير السيد الأمريكي، لذلك تتماشى معه. في وقتٍ لم يعد ضرورياً الحديث فيه عن إنجازات اللجان الشعبية وتحديداً الحشد الشعبي والذي يُمثل بحسب ما يقوله العراقييون أبناء العراق. لكن، لا بد من ضريبةٍ يدفعها المعارضون للسياسة الأمريكية، وللأسف فإنها تأتي دوماً عبر الأطراف العربية المتخاذلة. فيما يبدو واضحاً، أن الشعب العراقي لن يبيع إنجازاته الوحدوية بخيارات واشنطن التي يُدرك أنها المسؤولة عن خراب العراق. فالإرث الأمريكي أي تنظيم داعش الإرهابي، بات المرض الذي يسعى العراقيون جميعاً للقضاء عليه.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق