منتدى دافوس إنشغل بالقضايا الهامشية لولا وجود الصوت الايراني
رغم القضايا الهامة والعاجلة التي تعاني منها البشرية مثل قضية الجماعات المسلحة التكفيريية التي تعيث في الارض فسادا و قتلا واجراما وكذلك التحديات الامنية الاخرى والتحديات الاقتصادية، آثر منتدى دافوس العالمي الذي عقد في سويسرا التركيز على قضايا هامشية مثل “تغول التكنولوجيا” وما شابه ذلك.
ومن بين القضايا التي ركز عليه المنتدى “الحفاظ على انسانية العالم في مواجهة تداعيات الثورة الصناعية الرابعة” كما تصدرت قضايا أزمة اللاجئين، والإرهاب، والأزمة القبرصية، إضافة إلى تغيير المناخ، و أسعار النفط المنخفضة، جدول أعمال المنتدى.
وجاءت أزمة اللاجئين في أوروبا في مقدمة القضايا المهة التي تناولها الزعماء الأوروبيون في المنتدى، حيث أكدوا في الجلسات التي شاركوا فيها على ضرورة الوقوف إلى جانب تركيا ودعمها في سبيل حل هذه المعضلة، وتناسى الزعماء الاوروبيون ان تركيا التي تحاول اظهار نفسها كضحية في هذه القضية هي من اهم الجهات التي تدعم الارهاب والجماعات المسلحة في سوريا والتي تؤدي عملياتها الى تشريد الشعب السوري.
ومن القضايا الأخرى التي تصدرت جدول أعمال المنتدى، الأزمة القبرصية، حيث التقى رئيس جمهورية شمال قبرص التركية، “مصطفى أكينجي”، مع نظيره زعيم جنوب قبرص اليونانية، “نيكوس أناستاسيادس” على منصة واحدة، كما التقى الجانبان، الأمين العام للأمم المتحدة “بان كي مون”، في إطار قمة الزعيمين.
أما تغير المناخ، فكانت قضية أخرى ومحطة وقف عليها المشاركون في المنتدى، كما تطرق المشاركون إلى مصرع أكثر من 11 ألف شخص في أفريقيا الغربية بسبب فيروس إيبولا.
لكن وزير الخارجية الايراني “محمد جواد ظريف” الذي شارك في المنتدى حاول التركيز على القضايا الهامة التي تجري في العالم وقال في دافوس أن الحل العسكري للأزمة السورية غير ممكن وقال “ليس هناك حل عسكري، نحن نحتاج إلى حل سياسي، هناك إمكانات لانتخابات حرة ونزيهة، وأيضاً لإصلاحات دستورية”.
وذكر ظريف أمام المشاركين في المنتدى بالنقاط الأربع للخطة التي اقترحتها طهران من أجل سوريا وأضاف أنّ إيران عازمة على “وقف لإطلاق النار، وحكومة وحدة وطنية، وإصلاحات دستورية، وانتخابات انطلاقاً من هذا الدستور الجديد. نحن عازمون على تنفيذ هذه العملية”.
و وجه “ظريف” في كلمته رسالة ضمنية إلى السعودية قائلا “أعتقد أن على جيراننا السعوديين أن يفهموا أن المواجهة ليست في مصلحة أحد.
وقال وزير الخارجية الإيراني إن وفد المعارضة السورية ينبغي ألا يضم أعضاء ثلاث جماعات معترف بها دولياً باعتبارها جماعات إرهابية، وأشار الى أن تلك الجماعات هي تنظيم داعش وتنظيم القاعدة وجبهة النصرة، مضيفاً أن عشرة أعضاء مسجلين في القاعدة حضروا اجتماعا للمعارضة في العاصمة السعودية الرياض والذي عقد لتشكيل وفد المعارضة لمحادثات جنيف.
لكن “ظريف” قال إن تحديد من يشاركون في المحادثات أمر لا يخص إيران، مؤكداً ان تحديد من سيشارك أمر يعود للسيد “ستيفان” دي ميستورا” (مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا) وأنا واثق من أنه سيطبق هذه المعايير.
ورداً على سؤال عن مطالب غربية بضرورة رحيل “الأسد” عن السلطة في إطار أي تسوية في سوريا، أوضح الوزير الإيراني أن من غير المنطقي وضع شروط مسبقة قبل حتى أن تبدأ المحادثات، وأضاف “لا يمكننا تحديد نتيجة هذه العملية السياسية قبل أن تبدأ، لا يدخل المرء قاعة التفاوض والنتيجة محسومة بالفعل”.
وردا على سؤال عما إذا كان يخطط لمقابلة أي شخصيات سعودية على هامش المنتدى السنوي في دافوس، لمحاولة تحسين العلاقات بعدما قطعت الرياض العلاقات الديبلوماسية مع طهران هذا الشهر، قال “ظريف”: “لن يعقد اجتماع سري هنا”، وأضاف “أن طهران لم تقطع العلاقات ولم ترد على استفزازات السعودية، بما في ذلك انفاق ملايين الدولارات على حشد الكونغرس الأميركي ضد الاتفاق الذي أبرم في تموز الماضي بين القوى العالمية وطهران في شأن برنامج إيران النووي”.
وخاطب “ظريف” السعوديين قائلا : “ليس هناك سبب للقلق، أصدقائي. إيران هنا للعمل معكم. إيران لا تريد استبعاد أحد من هذه المنطقة”.
من جهة أخرى، ندّد “ظريف” بمشروع العقوبات الأميركية الجديدة التي تستهدف هذه المرة برنامج طهران للصواريخ طويلة المدى، واستغرب أن “تعرب الولايات المتحدة عن قلقها حيال برنامج الصواريخ الإيراني، الذي ينطوي على هدف دفاعي ولا ينتهك أي قانون دولي يجري تطبيقه”.
ويمكن القول ان منتدى دافوس في هذا العام قد ترك الامور والقضايا الرئيسية وانشغل بالقضايا الهامشية ولولا رفع ايران الصوت عاليا لاستطاعت الدول الغربية وحلفائها الاقليميين طمس الحقائق وقلبها.
المصدر / الوقت