التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

قانوني مصري: إيران بالمنظور السياسي صديق وجار مخلص لا يستحق عداء العرب 

القاهرة ـ سياسة ـ الرأي ـ

قال المستشار القانوني والكاتب المصري محمد أبو زيد عبد الله أن إيران هي التي رفعت منذ اليوم الأول من نجاحها شعار تحرير القدس كهدف استراتيجي ولها الكثير من المواقف التي تفوق الكثير من الأنظمة العربية في مواجهة الكيان الصهيوني وللأسف تختلف الأولويات لدى الخليجيين حيث أصبحت إيران العدو .

وأضاف أن إيران وعلى مر التاريخ أمة كبيرة وعريقة ولها في مضمار الحضارة باع طويل وكانت ومنذ قيام ثورتها صديقة مخلص للغاية لكل البلدان العربية ولم يحدث في يوم من الأيام أن اعتدت على أحد أو هددت أي بلد عربي , فالأمر المحزن والمخجل أن كل الدول التي تعاديها اليوم لا تملك سببا محددا أو واضحا لهذا العداء فالذي يقطع علاقته بها يتحدث عن التمدد والتوسع الإيراني فأين هو هذا التوسع !.
وتابع أبو زيد أن نظام حكم البشير ينتمي إلى التنظيم الدولي للإخوان المسلمين ومعروف عندما قام بانقلابه في 30 حزيران 1989 كان البشير يمثل الجناح العسكري لجماعة الإخوان التي كان يقودها آنذاك الدكتور حسن الترابي وبتولي الملك سلمان السلطة في السعودية حدث تقارب كبير بين النظام السعودي وحركة الإخوان وربما تجلى هذا التقارب في التحالف الوطيد بينهم في ضرب اليمن , هذا التقارب تلاه تقارب مع النظام السوداني باعتبار أنه نظام براغاماتي يقمع شعبه بشكل غير مسبوق , الأمر الذي أوعز لأحد الكتّاب السودانيين الكبار أن يسميه “نظام الأمنقراطية” .
وأضاف أن للبشير مصطلحات غريبة في عالم السياسة فهو عندما يتحدث مع شعبه يقول لهم “من يريد حقّا فليأخذه بالسلاح” وهو معروف بقيادته حربا غريبة وغير مألوفة في منطقتنا على جنوب السودان وللأسف الشديد أدارها هو وحسن الترابي بشعارات دينية كالحرب على الكفار ,الأمر الذي أوجد لإسرائيل موطئ قدم في الجنوب في حين أن الشعب الجنوبي يتعرض لإبادة منظمة على أيدي نظام البشير ,الأمر الذي اضطره إلى أن يجد يد إسرائيل وأمريكا ممدودة والذي أثمر عن “اتفاقية نيفاشا” التي وقِّعَت في 2005 في كينيا والذي ترتب عليها بعد ذلك انفصال جنوب السودان.
وأكمل المستشار أبو زيد أن البشير أباد في دارفور حوالي نصف مليون سوداني من القبائل الإفريقية الأصيلة كقبيلة الفور والزغاوى والداغو في هذا الإقليم الذي يتربع منفردا في غرب السودان , وعندما حدث التقارب مع السعودية والإخوان تلاه تقارب مع النظام السوداني باعتباره نظام براغاماتي والترابي يحسبها بحسابات الفائدة الاقتصادية وليس حسابات مبادئ فلو كانت كذلك لاستوجب عليه أن يظل قابعا في المعسكر الإيراني لان إيران وقفت إلى جانب البشير مواقف محترمة جدا.
وأردف أن لولا إيران لانهار نظام البشير منذ زمن طويل وهي التي جمّلت هذا النظام بأن جعلته أحد الأيدي التي تمتد عبر أرضها الأسلحة التي كانت تصل إلى المقاومة الإسلامية في غزة ,كما ونذكر أن الطائرات الإسرائيلية أغارت أكثر من مرة على بعض مناطق السودان بحجج ضرب قوافل أسلحة وما شابه ذلك , فالبشير أراد ونظرا لما يتعرض له مؤخرا وخصوصا عند زيارته لجنوب أفريقيا حيث أقيمت ضده دعوى قضائية لتسلميه للمحكمة الجنائية الدولية لمحاكمته لأن هناك مذكرة في حقه بتهمة ارتكابه جرائم إبادة بحق المدنيين السودانيين في إقليم دارفور.
وأوضح الكاتب أبو زيد أن ما يحدث الآن في منطقتنا هو كاشف لما كان موجودا من قبل وهو عملية تعرية لأوضاع كانت أصلا موجودة ومنذ زمن ليس بالقصير فالتحالف الإسرائيلي السعودي على أشده والنظام السعودي يقوم بعملية تخريب للمنطقة ومع تبدل أولويات السعودية أصبح العدو الرئيسي لها إيران وهذا معروف عبر التاريخ أن أي دولة تحاول أن تسترد إرادتها فهي عدوة كنظام دولة محمد علي في مصر سابقا وجمال عبد الناصر فكل من يعادي الكيان الصهيوني هو عدو لهذه الأنظمة العربية.
ورأى أن إيران تساعد سوريا فهذا بطلب من الحكومة الشرعية السورية , وعبد ربه منصور ألم يتم الاستناد إلى شرعيته ليتم الاعتداء على اليمن وإبادة الشعب اليمني منذ أكثر من 10 شهور , أما إيران هي التي حافظت على جزوة القضية الفلسطينية مشتعلة بفضل مساعدتها للمقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله ,ولا أعتقد أن وجود إسرائيل في يوم من الأيام كان مهددا بالقدر الذي أحدثه حزب الله بانتصارته سنة 2000 و2006 هذه القوة التي تمثل هاجس رعب لإسرائيل ليل نهار وهذا ما يعبر عنه قادة الكيان الصهيوني . انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق