الجماعات الإرهابية في سوريا في اسوء حالها ماديا وعسكريا وسياسيا
إنجازات ثمينة تحققها القوات السورية هذه الايام بالتعاون مع الحلفاء في حلب شمالا وفي درعا جنوبا و النبل و الزهراء و الغوطة الغربية و مناطق متفرقة اخری في مختلف الجبهات. وتأتي هذه الإنتصارات العسكرية بالتوازي مع إنتصارات سياسية تمثلت في حضور الوفد السوري المفاوض في جنيف للمشاركة في محادثات جنيف3، وذلك بالرغم من عدم بدء هذه المفاوضات، بعد ماقرر وفد الرياض، ترك المفاوضات بسبب إفلاسه سياسيا وعسكريا، وفقدانه لأي ورقة رابحة يمكن المناورة من خلالها. وياتي هذا التراجع الميداني بالنسبة للجماعات الإرهابية السورية بعد ما كانت هذه الجماعات تَعد بدخول القصر الرئاسي في دمشق خلال أسابيع قليلة، بعد أيام من بدء الأزمة السورية، وصارت هذه الجماعات تستنجد النصرة من داعميها الإقليميين و الدوليين، بعد ما إنهارت سياسيا وعسكريا وماديا. إذن هل ستتدخل تركيا والسعودية عسكريا فی سوريا أم لا؟
وفي هذه الاثناء ينوي الجيش السوري فتح عمليات جديدة في محافظة “درعا” جنوب البلاد وبالقرب من الحدود الإردنية لتحرير حي “النعيمة” ومناطق اخری، بعد تحريره مدينة “الشيخ مسكين” الإستراتيجية في هذه المحافظة، مما يعني ذلك أن العمليات العسكرية للجيش السوري لم تعد محدودة في مناطق خاصة، بل باتت تستهدف معظم المناطق التي تنشط فيها الجماعات الإرهابية. وفي مقابل هذه الإنتصارات باتت تعرف السعودية وتركيا بان الجماعات الارهابیة في سوريا أصبحت اضعف من أي زمن مضی، ولم يعد بامكانها الصمود أمام ضربات الجيش السوري وحلفائه، مما أدی ذلك باعتقاد الكثير من المحللين بالتلويح من قبل أنقرة والرياض للتدخل عسكريا مباشرة في سوريا بذريعة محاربة تنظيم داعش الإرهابي.
وفي ما تستمر روسيا بدعمها العسكري المباشر للجيش السوري لضرب الإرهاب، تؤكد إيران ايضا علی أنها مستمرة بدعمها لصمود الشعب والجيش السوري حتی خروج سوريا من أزمتها الراهنة، و في هذا السياق أكد اللواء “محمد علی جعفري” قائد الحرس الثورة في إيران، وكما نقلت عنه “وكالة فارس” الیوم (السبت) خلال مشاركة في تشيع كوكبة جديدة من الشهداء الإيرانيين الذين سقطوا في معارك مختلفة ضد الإرهاب في سوريا، أكد أن محاربة الإرهاب في المنطقة أدی الی مزيدا من الوحدة وتقريب القلوب بين شعوب المنطقة ومن بينها الشعب الإيراني والسوري واللبناني.
وفي سياق استمرار مسلسل هزائم الجماعات الإرهابية في سوريا، سمعنا الإسبوع الماضي وزير الخارجية السعودي “عادل الجبير” والمتحدث بمايسمی بـ “الائتلاف السعودي”، “أحمد عسيري”، بأن الرياض مستعدة لإرسال قوات برية لمحاربة داعش في سوريا. الجميع يعرف جيدا أن الرياض لا تهدف محاربة داعش من خلال إرسالها مثل هذه القوات لسوريا، بل أن الهدف من ذلك هو دعم القوات الإرهابية المتواجدة في ذلك البلد، بعد إنهيار معنوياتها الی أبعد الحدود.
وفي ما أعتبر “اللواء جعفري”، ارسال اي قوات من قبل النظام السعودي الی سوريا سيكون بمثابة “إطلاق رصاصة الرحمة على نفسه”، و أكد أمين مجمع تشخصيص مصلحة النظام في إيران، “محسن رضائي” أن إرسال أي قوات من قبل السعودية الی سوريا سيؤدي الی إشعال المنطقة برمتها ومنها السعودية نفسها، مؤكدا أن الهزائم التي منيت بها جماعة داعش والنصرة في سوريا والعراق، جعلت أمريكا والسعودية تفكران بارسال قوات الی سوريا لإنقاذ “البقية الباقية من الإرهابيين التكفيريين”.
ومن الواضح جدا حتی في حال زجت السعودية او أي دولة اخری كتركيا بقوات برية الی سوريا فان ذلك لا يمكن أن يغيير شيء علی أرض الواقع. حيث ماذا يمكن للجيش السعودي أن يقدم للجماعات الإرهابية في سوريا، بعد ما ثبت فشل القوات السعودية في الیمن بعد مرور أكثر من 10 أشهر علی بدء العدوان السعودي ضد الیمنيين. وبالنسبة الی تركيا أيضا باعتبارها أحد أكبر الداعميين للجماعات الإرهابية في سوريا، فانها ليست مستعدة لارتكاب مغامرة غير معلومة النتائج، تتمثل بارسال قوات عسكرية لدعم الجماعات الإرهابية في سوريا، بسبب المعارك الجارية بين الجیش والمعارضة التركية.
إذن فان الجماعات الإرهابية السورية باتت أكثر من أي وقت مضی تشعر بالانهيار والضعف والتشرذم سياسيا وعسكريا. وتاتي هذه الظروف السيئة بالنسبة للجماعات الإرهابية في سوريا، في ما باتت تواجه قطر والسعودية عجزاً ماليا كبيرا، بسبب تراجع أسعار النفط خلال الشهور الماضية، مما القی ذلك بظلاله سلبيا علی الدعم التي كانتا هاتين الدولتين تمنحه الی الجماعات الإرهابية في سوريا. إذن إنه الإفلاس بعينه ماديا وسياسيا وعسكريا الذي أصاب جماعات الإرهابیة و التكفير في سوريا.
المصدر / الوقت