التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

تركيا تصعد وتقصف مواقع الاكراد ، هدف الجيش في حلب واللاذقية واحد 

استهدفت مدفعية الجيش التركي مساء الأحد مواقع قوات الدفاع الشعبية الكردية التي تتقدم باتجاه مدينة اعزاز أهم معاقل المسلحين على الحدود التركية، حيث استهدف الجيش التركي مطار منغ العسكري بأكثر من 40 قذيفة صاروخية، بالإضافة إلى قصفه أيضاً كلاً من مرعناز وقرية المالكية ودير جمال التي سيطرت عليها قوات الدفاع الشعبية منذ عدة أيام.

يأتي استهداف الجيش التركي للمدن والقرى السورية في سياق دفاع أنقرة عن آخر البيادق المنهارة التابعة لها في ريف حلب الشمالي، ويعتبر تصعيداً خطيراً من قبل تركيا واعتداءً سافراً على دولة ذات سيادة، وفي سياق متصل دانت جماعة “جيش الثوار” القصف المدفعي التركي وذلك في بيانٍ أصدرته بالأمس حيث وصفته على حد تعبيرها بـ “الإعتداء على الأرض والشعب والثورة في سوريا”.

وعلى الصعيد الدولي طالبت الخارجية الأمريكية تركيا بالتوقف عن قصف مواقع الأكراد والجيش السوري في سوريا، وبنفس الوقت دعت الأكراد إلى عدم استغلال الفوضى من أجل السيطرة على المزيد من المناطق.

وادعت تركيا بأن اقتراب وحدات الحماية الشعبية من مدينة اعزاز يهدد أمنها مبررةً القصف المدفعي بمعالجة التهديد للدولة التركية وذلك حسب التصريحات التي بثها التلفزيون التركي “سنرد ضد أي خطوة من جانب “وحدات حماية الشعب”، وعلى الوحدات الانسحاب فوراً من اعزاز ومحيطها وعدم الاقتراب مرة ثانية”.

وفي وقت سابق من السبت أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بأن السعودية كانت قد أرسلت طائرات حربية إلى قاعدة أنجرليك التركية القريبة من الحدود السورية، حيث تأتي هذه الخطوة في سياق التحضير الذي تقوم به السعودية وتركيا للتدخل البري في سوريا من أجل ما سموه مقاتلة تنظيم داعش الإرهابي المدعوم من طرفهم.

وقال أوغلو إن أنقرة والرياض قد تطلقان عملية بريّة ضد تنظيم داعش في سورياً مشيراً إلى أن السعودية أرسلت مختصيها إلى القاعدة الجوية لاستكشاف المكان ودراسة ما يمكن فعله. ورداً على قرار تركيا والسعودية قال النائب السابق عن حزب الشعب الجمهوري التركي رفيق آر يلماز: “إن الحديث عن التدخل التركي والسعودي البري في سوريا يوضح نظرة هذه الدول إلى التنظيمات الإرهابية في سوريا كعسكر تملكهم”، ورأى يلماز في حوار خاص مع الفضائية السورية منذ يومين: “إن خسارة هذه التنظيمات تعني خسارة السعودية وتركيا لذلك أطلقوا الحديث عن التدخل البري بأوامر من الدول الإمبريالية لتعزيز معنويات إرهابييهم” مشيراً إلى أنه ليس من مصلحة الجيش التركي دخول الأراضي السورية.

لکنّ الكلمة الأولى والأخيرة هي للميدان السوري، حيث يتقدم الجيش السوري وحلفاؤه في جميع الجبهات من حلب التي احتلت المركز الأول في نشرات الأخبار إلى حماة وصولاً إلى اللاذقية التي استطاع الجيش السوري البارحة بأن يحقق تقدماً هاماً فيها من ناحية سيطرته على كامل سلسلة جبال الروس الاستراتيجية التي تشرف على منطقة كنسبا بريف اللاذقية الشمالي الشرقي.

وتمكنت وحدات الجيش السوري باللأمس السبت من استعادة خمس تلال مرتفعة تسمى سلسلة جبال الروس ما يعني اقتراب الجيش من ناحية كنسبا الاستراتيجية والتي اذا تمت السيطرة عليها سيكون الجيش السوري قد سيطر نارياً على الطريق الدولي بين حلب واللاذقية وأصبح مطلاً على جسر الشغور وريف محافظة إدلب.

وبالعودة إلى مدينة حلب التي تتصدر الأحداث على الساحتين السورية والعالمية، فمايزال التقدم السريع للجيش السوري وحلفائه في ريف حلب الشمالي مستمراً في مقابل انهيار الجماعات الإرهابية المسلحة وارتباكها، وفي سياق تقدم الجيش في منطقة الطامورة جنوب غرب مدينة نبل سيطرت قوات الجيش السوري مساء البارحة على قرية الطامورة الاستراتيجية بعد أن كانوا قد سيطروا في وقت سابق على مقالع الطامورة و”ضهرة القرعة” و”ضهرة قنديلة”، هذا واستمر قصف الطائرات الروسية بالأمس عدة ساعات مستهدفاً تجمعات الإرهابيين في تل رفعت وبيانون وعندان واعزاز، وتأتي أهمية قرية الطامورة التي سيطر عليها الجيش السوري في كونها تطل على بلدة حيان والأجزاء الشمالية من بلدة عندان المعقلين الهامين والاستراتيجيين للجماعات الإرهابية المسلحة.

وفي سياق الحل السياسي والتوافق على وقف إطلاق النار الذي أقر في ميونخ، وبعد ساعات من بيان مجموعة الدعم الدولية في ميونيخ بشأن إمداد المناطق المحاصرة في سوريا، سيّر الهلال الأحمر السوري قافلة معدات طبية نحو الغوطة الشرقية.

تتسارع اليوم المبادرات والنداءات من أجل احتواء الصدمة التي يعاني منها المسلحون والسعي إلى تشكيل إئتلاف موحد يضم جميع الفصائل المسلحة تحت رئاسة واحدة وقيادة واحدة تستطيع أن توقف زحف الجيش السوري في ريف حلب الشمالي، وتلبيةً لهذه النداءات وافقت عدة فصائل مسلحة على تشكيل جسم مسلح تنضوي تحته قوة متشكلة من عشرة بالمائة من قوة كل فصيل ليبلغ تعداد هذه القوة مايقارب الـ خمسة آلاف، ويعتقد البعض بأن أبا جابر الشيخ، القائد السابق لما يسمى “حركة أحرار الشام” “يحظى بإجماع ليكون قائداً للتشكيل” المزمع الإعلان عنه قريباً. وتتجه الآراء لإطلاق اسم “فيلق حلب” على القوة التي ستولد بعد أيام قريبة.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق