محلل سياسي: استهداف الجيش السوري والاكراد يضع أنقرة تحت الفصل السابع لمجلس الأمن
وكالات – سياسة – الرأي –
قال المحلل السياسي الكردي السوري جمال محمود إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يجر بلاده نحو الهاوية عبر إسقاط اتفاق التهدئة مع حزب العمال الكردستاني وقصف وحدات الحماية الكردية التي تقاتل الميليشيات الإرهابية شمال حلب.
محمود وفي حديث خاص لوكالة انباء فارس أوضح إن النظام التركي قرر على مايبدو أن يظهر بصورة المدافع عن الإرهاب بشكل مباشر بعد أن فشل في جعل التسليح وفتح الأراضي التركية امام النصرة و داعش كافيا في إسقاط الدولة السورية وتحويل سوريا إلى مجموعة من الكونتونات الطائفية التي تقاتل من أجل فرض نظام إخواني ووهابي على الشعب السوري المعتاد على الحياة التشاركية ما بين جميع الطوائف.
ولفت السياسي الكردي إلى أن التدخل التركي العسكري من خلال استهداف الوحدات الكردية ومواقع الجيش السوري في مناطق شمال حلب وشمال اللاذقية من قبل القوات الأردوغانية، يؤكد على إن أنقرة اليوم تدخل تحت الفصل السابع تبعا لقوانين مجلس الأمن، فأنقرة لم تكتف بالتسليح والتمويل، وإنما وصلت حد الاشتباك المباشر لدعم جبهة النصرة وحلفائها، وهذا دليل إضافي على إن الإسلام السياسي الذي يحاول اعداء سوريا فرضه على السوريين كنظام حكم، هو المطلب الأساسي لأردوغان وسواه من الأنظمة الإقليمية التي تشاركه العدوان على سورية.
وأوضح محمود إن هذا العدوان يأتي نتيجة للخسارات الميدانية التي تعرضت لها الميليشيات على يد الجيش السوري والوحدات الكردية، الأمر الذي أفقد أنقرة والرياض القدرة على التأثير على مسار الحدث السياسي، وﻷنهم فقدوا القدرة على الضغط على الدولة السورية ميدانيا لتحصيل تنازلات سياسية على طاولة الحوار، وبالتالي كان لابد من العودة إلى تصعيد ميداني يفي بغرض التصعيد السياسي لخدمة أهداف المشروع الأمريكي المتمثل بإسقاط الحوار السوري السوري والحد من النفوذ الروسي في المنطقة.
ولفت المحلل الكردي إلى أن الهدف من ضرب الوحدات الكردية هو محاولة أردوغان لتجريد الأكراد من القوة العسكرية التي يقاتلون من خلالها الإرهاب الذي يهدد وجودهم، وكان للنظام التركي الدور الداعم لداعش حينما هاجم التنظيم عين العرب، وسيبقى نظام أنقرة على مساره التصعيدي، ولكن الأمم المتحدة مطالبة بأخذ موقف حازم من التصعيد الأردوغاني الخطير.
وأكد محمود إن معظم الأكراد السوريين مع خيار وحدة الأراضي السوري ولا يفكرون بالانفصال لصالح إقامة دولة بالتشارك مع حكومة كردستان العراق، والمطالبة بإقامة مناطق حكم ذاتي لا تعني الانفصال عن الدولة السورية، وللأكراد حقوقهم التي طالبوا بها وكان تجاوب الدولة السورية مع هذه المطالب فاعلا وبناءً.
وختم محمود حديثه بالتأكيد على إن القادم من الأيام سيشهد رد فعل عنيف على استهداف الأكراد من قبل أكراد تركيا قبل غيرهم، فضرب القوى الكردية التي تواجه الإرهاب من شأنه أن يشعل الملف الكردي في المنطقة كاملة، وعلى أردوغان التحسب من اللعب بالنار الكردية. انتهى