التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

ازدواجية” الناتو ” في التعامل عن الأزمة السورية … الخلفيات والاهداف 

أزمة “الهوية” هي من السمات البارزة التي لازمت حلف شمال المحيط الأطلسي (الناتو) خلال السنوات الأخيرة بسبب مواقفه المزدوجة من التطورات السياسية والأمنية التي يشهدها العالم لاسيما منطقة الشرق الأوسط وخصوصاً فيما يتعلق بالأزمة السورية.

ويعود سبب تخبط الناتو في مواقفه حيال هذه الأزمة إلى عدّة أمور يمكن إجمالها على النحو التالي :

1- عدم إمتلاكه لإستراتيجية واضحة المعالم تجاه الملف السوري. فمن جانب يدعو بعض أعضاء الناتو إلى ضرورة التوصل إلى تسوية سلمية لهذا الملف، في حين تدعو دول أخرى في الحلف إلى مواصلة العمليات العسكرية في سوريا في إطار ما يسمى “التحالف الدولي” الذي تقوده أمريكا بحجة محاربة الجماعات الإرهابية.

2-تطالب بعض دول الناتو خصوصاً التي تواجه أزمة تدفق الآلاف من المهاجرين السوريين إلى أراضيها بضرورة إتخاذ خطوات عاجلة لمعالجة هذه الأزمة، في حين لاذت دول أخرى داخل الحلف بالصمت بعد أن نأت بنفسها عن تحمل أعباء هذه الأزمة من الناحيتين القانونية والإنسانية.

3- تعاني بعض دول الناتو من تسلل الإرهابيين وتنفيذ عمليات إرهابية في أراضيها، ولهذا تطالب بضرورة إتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لهذه الظاهرة، في حين غضّت الطرف دول أخرى في الحلف عن هذه الأزمة، وذلك بعد أن ثبت تورطها بتسهيل عملية إنتقال هؤلاء الإرهابيين إلى سوريا عبر الأراضي التركية.

4- ساهمت الكثير من دول الناتو في عملية سرقة وبيع النفط السوري عبر الأراضي التركية من خلال تقديم الدعم المالي واللوجستي للجماعات الإرهابية التي تنشط في سوريا لاسيما تنظيم “داعش” رغم إدعاء هذه الدول بأنها تسعى لمحاربة الإرهاب.

5- سعى الأمين العام لحلف الناتو “ينس ستولتنبرغ” في الآونة الأخيرة إلى التنصل من مسؤولية الحلف إزاء الأزمة السورية، زاعماً أن المساهمة في تسوية هذه الأزمة ليس من إختصاص و وظائف الناتو، في حين يعلم الجميع مدى تدخل الكثير من دول الحلف في الشأن السوري.

6- بادرت بعض دول الناتو لمباركة التدخل العسكري السعودي في الأزمة السورية، في حين دانت نفس هذه الدول الإنتصارات الكبيرة التي حققها الجيش السوري على الجماعات الإرهابية خصوصاً في شمال غرب البلاد أو سعت إلى التقليل من أهمية هذه الانتصارات رغم زعمها بأنها تسعى للقضاء على الإرهاب.

7- وافق الناتو على إرسال طائرات إنذار مبكر” أواكس” لتشديد المراقبة على الأجواء السورية القريبة من الحدود التركية، في حين رفض الحلف مشاركة روسيا في ضرب الجماعات الإرهابية في هذا البلد، زاعماً بأنها تمثل تدخلاً في الشأن السوري، متجاهلاً بأن هذه المشاركة حصلت بطلب وموافقة من الجانب السوري.

هذه الأمور وغيرها جعلت المراقبين يصفون موقف الناتو إزاء الأزمة السورية بالمتذبذب والمتناقض، معربين في الوقت ذاته عن إعتقادهم بأن الإجتماعات التي يعقدها الحلف بين الحين والاخر في بروكسل أو غيرها من العواصم الغربية لمناقشة هذه الأزمة ليست سوى محاولات لإيهام الرأي العام بأنه يسعى لحل هذه الأزمة، في حين أثبتت الوقائع أن الحلف غير جاد على الاطلاق في هذا المجال. ليس هذا فحسب؛ بل يتهمه الكثير من المتابعين لشؤون المنطقة بأنه يعمل على إطالة أمد هذه الأزمة لتحقيق مكاسب سياسية على حساب دماء الشعب السوري ومستقبل أبنائه وسيادة وإستقرار بلاده.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق