التحديث الاخير بتاريخ|السبت, سبتمبر 28, 2024

وزير النفط : مصلحة الكرد والعراقيين تكمن في استثمار مصادر قوتهم في وحدة العراق لا في تفككها 

بغداد – سياسة – الرأي –
رأى القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عادل عبد المهدي ،اليوم السبت، ان مصلحة الكرد والعراقيين تكمن في استثمار مصادر قوتهم في وحدة العراق لا في تفككها، مبينا ان المكاسب والمنافع المعنوية والمادية ما زالت اكثر مردوداً في اطار الوحدة غير القسرية والدستورية، من اية مشاريع أخرى.
وقال عبد المهدي في بيان تلقت ( الرأي ) الدولية نسخة منه اليوم، “تبنينا دائماً وجهة نظر تؤمن باننا مجبرون، وغير مخيرين ببناء علاقات عضوية ومصالح متبادلة من جهة، واعتراف بالخصوصيات والهويات في اطار مؤسساتي من جهة أخرى”.

وأضاف “سنفترض حصول الاستفتاء { استفتاء إقليم كردستان } الذي سيحظى، يقيناً، بتأييد كبير، فالكرد جميعهم يشعرون بمظلومية تاريخية، وان الحلفاء المنتصرين بالحرب قد نكلوا بوعودهم، عند تأسيس الدولة العراقية، وانهم تعرضوا لمآسي قاسية كالانفال والحملات العسكرية واستباحة مدنهم وقراهم وتهجيرهم وتغيير هويتهم وصولاً لضربهم بالكيمياوي، وان الاحاسيس والعواطف مهيئة باتجاه الكيان الخاص، فحلم الدولة الكردية، كحلم الدولة العربية الواحدة”.

وتابع ” صحيح ان للعرب دولهم، والكرد لا تمثلهم دولة ؛ لكن الصحيح ايضاً ان الاحلام والنوايا، إن عبرت عن شيء حقيقي، لكنهما لا يتحققان خارج شروط وظروف التلاقح والاخصاب ، فلو كان اي من الحلمين يحملان متطلباتهما وزخميهما الداخليين الحقيقيين والتاريخيين، لما منعت قوة عسكرية او ارادة دولية او محلية تنفيذهما، ولاستقرت محاولات جرت هنا وهناك، ولما اجهضت بقوى من داخلها قبل ان تجهض بقوى من خارجها”.

واستطرد قائلا” ولن تكون المشكلة في التصويت، بل بعده ، فسنصبح جميعاً امام خيارين، التنفيذ، او التأجيل ، فالحد الادنى لانعكاسات التنفيذ، هو تصاعد الحالات السلبية، فجماهير واسعة من الكرد وغيرهم سيضطرون لاختيار كيانهم، مع كل النتائج المترتبة، وان حركة البضائع، وسلسلة هائلة من الاعمال والمصالح ستتوقف بالضرورة بكل اضرارها، وسيصعب منع الصدامات بين السكان انفسهم، قبل الجهات الرسمية”.

وزاد” فعندما طرح الاستفتاء لاستقلال اسكتلندا، فان الجانبين وضعا الترتيبات لكل التفاصيل، لو كان التصويت بالإيجاب، صحيح ان المفاهيم والسلوكيات تختلف هنا عما هو هناك، لكن الصحيح ايضاً ان فرض الاستفتاء ونتائجه، سيفرض اجراءات مضادة، وباضافة موقف دول الاقليم والعالم، والمعركة ضد “داعش”، فان التداعيات لا تبدو لمصلحة احد”.
وقال “بخصوص التأجيل، يقول الاخوة ان الاستفتاء لا يعني بالضرورة ترتيبات تنفيذية وميدانية لاحقة، وهنا سنكون كمن وضع قنابل موقوتة لا يُعرف مواعيد انفجارها، وهنا سيعيد الجميع حساباتهم، وسنذهب كلنا لاجراءات استباقية تنفيذية وميدانية، رسمية وشعبية، وسنقف امام اسئلة كثيرة، حساسة ومحرجة، وستهتز المتبنيات المعمول بها، ولو المرتبكة، كالهوية الوطنية والسيادة، والحقوق والمسؤوليات، والمناصب الحساسة، والنفط، والموازنات، وهوية المواطنين خارج كياناتهم، والمناطق المتنازع عليها”.

وأشار ال انه ” هكذا يترسخ منطق جديد سيستحيل احتوائه، او التراجع عنه. نعم، لعل طرح فكرة الاستفتاء سيحرك بحثاً اكثر صدقاً وعمقاً بين اطراف المعادلة، لكن عدم التوقف عن طرح الفكرة سيرتب اضراراً اكبر، واذكّر الاخوة بعشرات المواقف التي تم التراجع فيها، من قبلنا او قبلهم عن مشاريع اكتشفنا قبل التنفيذ اضرارها، فمشاكل مع اتفاق خير من مشاكل بدون اتفاق”.
واستطرد قائلا” ففي اوائل السبعينات كتبت بحثاً حول المسألة الكردية بعنوان {دولتان في دولة واحدة}، واخر بعنوان {حقوق الاغلبية الشيعية المظلوم} فلقد امنت دائماً بحقوق الشعب العراقي بمكوناته وحاربت مظلومياته وعلى اي طرف وقعت، وتعرضت لظروف صعبة وهجمات شرسة بسبب ذلك، بالمقابل كتبت وحاضرت ان لا مستقبل لشعوب ودول المنطقة دون بناء فضاء اقليمي واحد، فحل قضايا الهويات وخصوصيات الدول والشعوب يعتمد مرتكزين، احترام الخاص، ووحدة شعوب ودول المنطقة”.

وقال ” انني اعتقد ان ما توصلنا اليه في الدستور من حل فيدرالي هو الانسب في ظرفنا الراهن، وارى ان مصلحة الاخوة الكرد والعراقيين عموماً تكمن في تسكين ما استُفتينا عليه –لعقد او عقدين- وفي استثمار مصادر قوتهم في وحدة العراق لا في تفككها، وان المكاسب والمنافع المعنوية والمادية ما زالت اكثر مردوداً في اطار الوحدة غير القسرية والدستورية، من اية مشاريع أخرى، وان بغداد {بشرطها وشروطها} كانت وستبقى المحور الاهم للكرد ولغيرهم لتحقيق الحقوق والمطالب، وعندما اقول لعقد او عقدين، فللامر دلالاته، فكثير من الدول الاوروبية اعيد توزيع خصوصياتها في اطار الوحدة الأوروبية، وشيئا من ذلك قد تشهده منطقتنا الحبلى بالمفاجئات واعادة بناء توازناتها الجديدة. فلقد علمتنا دروس التاريخ انه كلما واجهنا، كبلد ومنطقة وشعوب، مصيرنا بشكل مشترك –مع كل الصعوبات والخلافات- كلما خرجنا بنتائج افضل”.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق