التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

مفاوضات المصالحة بين فتح وحماس وانتفاضة القدس ثالثهما 

يقوم الفلسطينيون هذه الأيام بتسطير أجمل ملاحم النضال ضد كيان محتل لأرضهم منذ عقود. حيث احتل أرضهم وارتكب أبشع المجازر بحق أطفالهم ونسائهم وشيوخهم وعراهم من أبسط حقوق الانسان وكل ذلك على مرأى ومسمع العالم أجمع الذي أدرك الفلسطينيون وبكل أطيافهم بأنه عالم لا يحترم حقا ولا يعير القانون اهتماما. بل لا يعرف الا لغة القوة. قوة وشجاعة أثبتها الفلسطينيون بصدورهم العارية في مواجهة الموت الحتمي فاختاروه بعزة على الموت بصمت وذلة.

وأمام هذا الواقع المستجد بدأ منذ أشهر حراك داخلي فلسطيني للأطياف الفاعلة على الساحة وخاصة الطرفين الأساسيين حركتي فتح وحماس بهدف تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة وقد مرت بضعة أشهر على مفاوضات يجريها الطرفين وتشير بعض التصريحات الى قرب تحقيق هذا الاتفاق خلال الأيام القليلة المقبلة.

وقد نقلت وكالة (شينهوا) الرسمية الصينية عن مسؤولين فلسطينيين أن العاصمة القطرية الدوحة ستستضيف لقاء مفاوضات يجمع حركتي فتح وحماس للوصول الى اتفاق حول النقاط الخلافية فيما بينهما وتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية تكون بحجم المرحلة. وقد صرح “امل حمد” عضو اللجنة المركزية لحركة فتح في غزة للوكالة بان المرحلة الثانية من المفاوضات مع قيادات حماس ستتناول آليات تنفيذ الاتفاق المزمع عقده بين الطرفين والذي تم الاتفاق عليه مبدأيا في المرحلة الأولى من المفاوضات التي عقدت في 7 شباط فبراير الحالي.

وقد أضاف “حمد” خلال الأيام القليلة الماضية قامت قيادة حركة فتح بمشاورات واسعة ومكثفة حول ملفات التفاوض مع حماس للوصول إلى الصيغة النهائية التي تقبلها فتح. وقد أشار الأخير أن فتح تتعهد بالالتزام بما يمليه الاتفاق بين الطرفين والذي أعاد احياء تفاهم حل الخلاف الذي توصل إليه الطرفين سابقا في القاهرة عام 2011 ووقع عام 2012 في الدوحة أيضا.

ومن جهة أخرى فقد أعلن “اسماعيل رمضان” أحد قيادي حركة حماس ومن خلال بيان أن الطرفين سيضعان يوم الاثنين في الدوحة جدولا زمنيا لتنفيذ الاتفاقات والتفاهمات السابقة. وأضاف موضوع الجلسات التالية سيتمحور حول الضمانات التي سيقدمها الطرفين لانهاء الانقسام الداخلي وإجراء الاتفاقات متمنيا أن تسلك الأمور مسارها المفترض والمرسوم له للوصول إلى المصالحة الوطنية الشاملة التي تنهي الخلافات الداخلية بين كافة أطياف الشعب الفلسطيني.

وبالعوجة إلى الانتفاضة الثالثة التي تقض مضجع الكيان الاسرائيلي فلا بد أن المصالحة الوطنية بين حركة حماس وفتح ستكون لها الاثار الايجابية المطلوبة من أجل تحقيق أهداف الانتفاضة التي تسعى اسرائيل من خلال بث الخلافات فيما بين النسيج الوطني الفلسطيني الى اخمادها والهاء الفلسطينيين في مشاكلهم الداخلية. انتفاضة القدس اليوم وعلى خلاف الانتفاضات السابقة قد تمكنت من تحقيق أهدافها وتحويل الكيان الاسرائيلي الى محيط يفقد الأمن والاستقرار وأربكت الداخل السياسي ووضعت المجتمع الاسرائيلي في مواجهة حكومته من خلال المظاهرات التي تشهدها مدن الكيان ضد الحكومة التي لم تعد قادرة على توفير الأمن والاستقرار للصهاينة. وقد وصلت المظاهرات إلى مرحلة الشغب والاعتقالات من قبل الشرطة الاسرائيلية. وهذا مؤشر يؤكد مدى عمق الأزمة التي يعيشها الكيان. وليس من المبالغة القول أن اسرائيل اليوم تعيش أصعب أيام تاريخها حيث تتهددها الأخطار من الداخل والخارج. فداخليا لم تعد اسرائيل آمنة لسكانها وخارجيا مهددة جديا بأعداء عازمون على إزالتها من الوجود كليا.

ختاما نقول للفلسطينيين لقد حان الوقت لأن يجتمع الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه حول كلمة واحدة موحدة وهدف واحد ولطالما أن القضية والعدو واحد فمن المفترض أن المصالحة سهلة. خاصة أن الشعب الفلسطيني اليوم وأكثر من أي يوم مضى مصمم على النهوض ومواجهة العدو الاسرائيلي وقد سئم الخلافات الداخلية فيما بينه وأدرك بشكل لا يقبل الشك أن كل خلافاته انما اسرائيلية المنشأ لا غير. فعلى الأطراف الفلسطينية كافة وعلى رأسها حركتي فتح وحماس اتخاذ القرارات الكفيلة بتوحيد الصف واتمام المصالحة الوطنية الشاملة. واعادة تحديد الهدف الحقيقي وهو دحر الاحتلال من جمیع الاراضي الفلسطینیة.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق