أسباب انتصارات الجيش السوري اندحار الإرهابيين
بعد ان شكل الدعم التركي للجماعات الارهابية المسلحة اهم سبب لتحويل الازمة السورية الى حرب استنزاف مع احتفاظ الارهابيين بقوتهم، جاء التدخل العسكري الروسي المباشر في الازمة الى جانب محور المقاومة لاعادة توازن القوى على الساحة السورية.
ويأتي هذا بعد ان كانت الاجهزة الاستخباراتية والامنية للدول الغربية والعربية تتوقع انهيار الجيش والقوات المسلحة السورية بعد 4 اشهر من اندلاع الازمة وكان هؤلاء ينتظرون سقوط النظام لكن هناك اسباب ادت الى صمود سوريا وجيشه امام الارهاب والارهابيين وحماتهم وتسجيل انتصارات كبيرة وان هذه الاسباب هي التالية:
– تنفيذ تكتيكات ميدانية تناسب كل جبهة وكل عملية
– وجود تخطيط عملياتي وعسكري دقيق ومتكامل
– تكوين المعرفة الدقيقة عن اوضاع الجبهات وآخر المستجدات الميدانية
– التنسيق العملاني بين القوى العسكرية (القوات الجوية والبرية)
– اشاعة ثقافة التضحية في سبيل الوطن
– الالتفاف حور محور النظام
– وجود فهم وادراك كامل عن حقيقة الازمة السورية
وقد تسببت هذه العوامل بعدم غفلة المؤسسة العسكرية السورية عن محاربة ومواجهة الجماعات الارهابية طوال 5 سنوات من الازمة المفروضة على سوريا ورغم ذلك من الطبيعي ان تشهد الجبهات بعض التراجع والانتكاسات والانسحابات وما شابه ذلك.
اما الدخول الروسي في الحرب فقد اعاد التوازن الى سوريا وحافظ على الاستقرار في الشرق الاوسط، وقد اراد الروس منع انتشار الارهاب ومنع تغلغل الغرب في الشرق الاوسط والحؤول دون تكرار التجربة الليبية والحفاظ على علاقاتهم الوثيقة مع سوريا وحفظ مصالحهم السياسية والاقتصادية والعسكرية في سوريا (خاصة حفظ قاعدة طرطوس) من وراء تدخلهم العسكري.
ان نتيجة العمليات الروسية قد ظهرت سريعا في جبهات القتال وخاصة في ريف حلب الشمالي وريف اللاذقية الشمالي ليضاعف القلق الغربي، ان هذه العمليات الروسية فضحت الغرب وعملياته المعلنة ضد داعش وزاد غضب اعداء سوريا ونظامها ورئيسها ولذلك اعلنت الدول الغربية وخاصة امريكا ان الحضور الروسي في الحرب السورية هو تدخل خارجي استفزازي.
اما الدول العربية الرجعية في المنطقة وخاصة السعودية فقد زادت من مساعداتها العسكرية والمالية للارهابيين من اجل افشال عمليات الروس كما زادت امريكا والدول الغربية ضغوطاتها على موسكو لايقاف الغارات الجوية الروسية وانهاء التواجد العسكري الروسي المباشر في سوريا.
ان دراسة التغييرات الميدانية في أهم الجبهات في سوريا قبل بدء العمليات الروسية وبعده تؤدي الى فهم اسباب قلق الدول الغربية والانظمة العربية الرجعية ازاء التدخل الروسي فجبهة حلب تعتبر اهم جبهات القتال حسب رأي كافة الخبراء العسكريين والاستراتيجيين حيث يمكن القول ان اي تغيير ميداني صغير في جبهة حلب يؤثر على كافة جبهات القتال في سوريا وقد ادركت القوات المسلحة السورية هذا الامر وركزت القسم الاكبر من عملياتها في هذه الجبهة وتقدمت في ريف حلب الشمالي والجنوبي والشرقي وحررت مناطق هامة مثل مطار كويرس في الريف الشرقي وفكت الحصار عن بلدتي نبل والزهراء في الريف الشمالي وهو تطور ميداني استراتيجي، والآن يحاصر الجيش السوري ريف حلب الشمالي بدعم من القوات الجوية الروسية وقطع طرق امدادات الجماعات الارهابية المتواجدة في شرق مدينة حلب وسيطر على الطرق التي توصل هذه المناطق بالحدود التركية.
المصدر / الوقت