حليف الصين الاستراتيجي في غرب آسيا .. ايران أم السعودية؟
في تقرير لمجلة فورين افيرز الامريكية تناول موضوع الجولة الاخيرة للرئيس الصيني في المنطقة وزيارته لكل من ايران والسعودية ضمن هذه الجولة، اشار التقرير إلى ان نقاط ضعف السعودية في ايجاد علاقة استراتيجية مع الصين تعتبر بالضبط نقاط قوة ايران واذا ارادت الصين اختيار حليف رئيسي لها في المنطقة فذلك الحليف سيكون ايران.
ويضيف التقرير: ان الرئيس الصيني الذي زار ايران قبل شهر من الان وقع 17 وثيقة ومذكرة تعاون مع الايرانيين وقد اعلن الرئيس الايراني حسن روحاني ايضا ارتفاع حجم التجارة بين البلدين خلال الاعوام العشرة المقبلة الى 600 مليار دولار وتم التوقيع على وثيقة تعاون استراتيجي بين البلدين للاعوام الـ 25 الآتية ما يدل على ان البلدين يخططان لعلاقات استراتيجية للعقود المقبلة.
وقد زار الرئيس الصيني السعودية قبل ايران وتحدثت وسائل الاعلام ان الطرفين اتفقا على تعاون استراتيجي شامل في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والامنية وايضا في مجال الطاقة.
وبعد هذه الجولة للرئيس الصيني في المنطقة والتي شملت مصر ايضا يتبادر الى الاذهان سؤال حول ما تريده الصين في منطقة غرب آسيا وهنا يتفق كل الخبراء ان هناك هاجساً لدى الصين بشأن الطاقة وأمن امدادات الطاقة فالصين هي الان اكبر مستورد للنفط في العالم وان وارداتها من النفط سترتفع من 6 ملايين برميل في اليوم في عام 2014 الى 13 مليون برميل في اليوم في عام 2035 وان معظم هذا النفط ياتي من غرب آسيا وان ايران والسعودية هما اكبر مصدري النفط للصين.
ان الحاجة المبرمة للصين الى النفط وامن امداداته جعلت الصينيين يبحثون عن الاستقرار والامن في غرب آسيا ويسعون الى ازالة التوترات بين ايران والسعودية ولذلك تسعى بكين الى بناء علاقات وثيقة مع كل من ايران والسعودية.
ان الصين تريد تحويل تعاظم قوتها الاقتصادية الى قوة سياسية وعسكرية والتواجد في المناطق الحساسة من العالم ومنها غرب آسيا والخليج الفارسي وان زيارة الرئيس الصيني الاخيرة للمنطقة تمحورت حول هذا الموضوع فالصين التي تريد التخلص من الاحادية الامريكية مجبرة على التواجد في هذه المنطقة.
ومن القضايا الاخرى التي تشكل هاجسا عند بكين مسألة المسلمين الايغور في محافظة سينكيانغ غربي الصين وخوف بكين من ظهور داعش صيني ولذلك نجد ان الرئيس الصيني ركز خلال جولته في المنطقة على ضرورة واهمية محاربة داعش.
ايران أم السعودية؟
هناك دلائل عديدة تظهر ان الصين اذا خيرت ما بين انتخاب ايران أو السعودية لبناء حلف استراتيجي فإنها ستختار ايران وان هذه الدلائل هي:
يعتقد المحللون ان ما يجمع الصين والسعودية هو النفط فقط واذا توقفت صادرات النفط السعودي الى الصين فبكين قادرة على التعويض عن ذلك بالنفط الايراني او الروسي.
ان السعودية ونهجها الوهابي هو الداعم الرئيسي للارهاب من سوريا الى اليمن ومن العراق الى سينكيانغ الصينية وان الكثير من المدارس الوهابية في سينكيانغ ممولة من السعودية ولذلك قال محلل صيني لصحيفة آسيا تايمز “ان هاجسنا في غرب آسيا ليس النفط بل السعودية”.
ان السياسة السعودية في غرب آسيا على النقيض تماما من السياسة الصينية فبكين تريد بقاء النظام السوري واجتثاث الارهاب والحال كذلك في العراق واليمن، والصين تريد الاستقرار والسعودية تزعزعه.
تعارض الصين سياسة الاحادية الامريكية والهيمنة الامريكية لكن السعودية حليفة لامريكا ودولة تابعة لسياسات واشنطن، ويعتقد الساسة الصينيون ان السعودية تلعب فقط بالورقة الصينية امام امريكا وليس اكثر.
ان النظام السياسي السعودي القائم على السلطة الفردية واستبداد الشخص الواحد ووجود صراع على السلطة في داخل البلاط السعودي يجعل الصينيين يحتاطون كثيرا في علاقاتهم مع السعودية.
لكن نقاط الضعف السعودية التي ذكرناها هي نقاط قوة بالنسبة الى ايران فالصين وايران لديهما حضارة عريقة وتاريخية كما ان الصين تنظر الى ايران كحليف يقف امام النفوذ والاحادية الامريكية في غرب آسيا على عكس السعودية.
ولدى بكين وطهران ايضا نظرة مشتركة حول القضايا الرئيسة في المنطقة مثل مكافحة الارهاب وضرورة محاربة داعش ووجوب الحل السلمي في اليمن وحفظ وحدة العراق وحفظ النظام السوري، اما من ناحية الاهمية الاقتصادية لايران فان ايران لديها موقع استراتيجي في غرب آسيا وتحد آسيا الوسطى واوروبا وفيها سوق لـ 80 مليون شخص وهذا ما يميزها عن السعودية.
ان الصين وعلى عكس السعودية تعتبر ايران دولة مستقلة ومستقرة لا تتغير مواقفها مع تغيير الحكومات ولذلك ترى الصين في ايران حليفا اقليميا مناسبا يمكن الوثوق به.
المصدر / الوقت