قيادي فلسطيني: القضية الفلسطينية من صلب اهتمامات القيادة الايرانية
فلسطين ـ سياسة ـ الرأي ـ
أكّد المسؤول الإعلامي المركزي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة أنور رجا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية متمسكة بفلسطين وأي تطورات في الملف الفلسطيني وحول القضية الفلسطينية هي من صلب اهتمامات القيادة الإيرانية.
وأشار إلى أن هذا الاهتمام ينبع في الأساس من مبادئ وثوابت الثورة الإسلامية الإيرانية منذ أن انطلقت وانتصرت على يد الإمام “الخميني” رضوان الله عليه وكل من سار على نهج هذه الثورة إلى اليوم.
وأكّد رجا.أن التزام إيران ينبع من إيمان ثابت بحق وعدالة القضية الفلسطينية وهذا الأمر كما يعلم الجميع تكليف إلهي وبالتالي من الطبيعي أن تحظى الانتفاضة والثورات الفلسطينية على تعاقبها منذ الانتفاضة الأولى وحتى انتفاضة السكاكين بكل اهتمام وعناية ودعم .
وتابع أنه تم الإعلان في مؤتمر صحافي في بيروت وبرعاية السفارة الإيرانية تقديم 7000دولار لكل شهيد فلسطيني و30 ألف دولار لكل عائلة هُدِمَ منزلها , فإيران ترى أن دعم الشعب الفلسطيني ليس مرهوناً بوقائع وأحداث أو حتى انتفاضات بل هو دعم للقضية في مجالاتها السياسية والمادّية والذي أسهم في انتصارات شعبنا في غزّة من خلال إفشاله للعدوان الصهيوني.
وأشاد المسؤول الإعلامي بأن أي دعم لأي مقاومة ضمن تحالفها هو دعم لفلسطين لأن انتصارات “حزب الله” في جنوب لبنان كانت حافزاً مؤثّراً في هذه التكاملية التي انعكست إيجاباً على الحل معنوياً لشعب فلسطين ,كذلك صمود سوريا وانتصاراتها التي بدأت تتّضح في الميدان , هذا من شأنه أن يشكّل ظهيراً لشعبنا ,ونحن كجسد واحد نرى أنّ انتصارات المقاومة أينما كانت تشدّ من عضدنا .
ورأى رجا أن هذه الانتفاضة التي تميّزت بأن كل عملية فيها هي عملية استشهادية نوعية ومن يذهب إلى عمليات الطعن يدرك أنه ذاهب نحو الشهادة ,ونحن عندما التقينا القيادات الإيرانية بمختلف مستوياتها كانوا يشددّون على أهمية تصعيد هذه الانتفاضة ورعايتها وضرورة توفير كل مقوّمات دعمها ,خاصّة أننا ندرك جميعاً كما القيادة الإيرانية أن هذه الانتفاضة تكالبت عليها قِوى الشّر والعدوان وللأسف من أطراف “عربية خليجية” ,هذه الأطراف عملت على إطفاء هذه الانتفاضة من خلال محاولة تهميشها وعدم تسليط الضوء عليها إعلامياً وسياسيّاً.
واستطرد أن الإمارات مدّت جسوراً نحو فتح ممثلية للكيان الصهيوني , فهنالك من يطبّع مع العدوّ الصهيوني في الوقت الذي شعبنا يدفع ضريبة دم وكبرياء هذه الضريبة هي خط الدفاع الأول عن هذه الأمّة, حتى على المستوى المالي فإن قدّموا المال فهو لشراء الذمم واحتواء بعض الأطراف داخل الساحة الفلسطينية والتأثير عليها وتشجيعها من أجل أن تسير مع التسوية والمفاوضات.
ورأى رجا أن الدعم الإيراني هو دعم استراتيجي ونحن نلمس آثاره عملياً ونرى أنّ تأثيراته ستكون مباشرة وغير مباشرة وذات أثر هام تجاه هذه الانتفاضة والتي هي ضمن مسار الدعم الجوهري للقضية الفلسطينية.
واعتبر القيادي رجا أن حركة الأسرى داخل فلسطين تعبّر عن ذاتها بأشكال مختلفة وعن إرادتها وصمودها وقدرتها على قهر هذا الليل الصهيوني الطويل وتجاوز محنة الأسر من خلال إرادة الصمود وعدم الانكسار أمام الجلّاد والتلاشي وراء القضبان وهذا يأخذ تارةً إضرابات شاملة في كل المعتقلات وتارةً تأخذ طابَع فردي ومن حيث المبدأ إرادة الصمود هي سلاح الأسرى وهي عنوان يمتد من الانتفاضة التي تجري داخل فلسطين بالسكاكين أو بالثبات على الموقف من خلال التمسك بثقافة المقاومة وخيَار استراتيجي للدفاع عن حقوقنا داخل قضبان الاحتلال.
وأضاف أن الإضراب عن الطعام صرخة في وجه الاحتلال حيث يحاول المعتقلون من خلال ذلك استنهاض الضمير العالمي والإنسانية بغّض النظر عن ضمير الحكومات المنافقة وإثارة هذه القضايا من أجل إظهار الظلم وحتى لا يتلاشى الصوت خلف القضبان ,وعملياً أثمر ذلك إن كان الإضراب عن الطعام أو الصدام المباشر مع السجّانين على أن يكون ضمن برنامج متكامل بين من هم داخل السجن الصغير ومن هم داخل السجن الكبير ومن يعملون على دعم هذه الطُرق الجِهادية في أي مكان داخل فلسطين أو خارجها.
وأكّد رجا أن الإضراب عن الطعام ليس غايته الذهاب نحو الشهادة لمجرد الشهادة بل هو صرخة ضمير وشكل من أشكال النضال الذي ينتهجه كل من يُعاني من الاحتلال ومن محاولات كسر الإرادة , حيث نجح الأسير الصحافي “محمد القيق” في إضرابه ,ولكن العدو يحاول أن يحتال دائماً على هذه الأساليب النضالية ,المهم التنسيق بين فعاليات الانتفاضة وذلك فعل مقاوم إيجابي يبرز مدى صلابة وعنفوان وإرادة المعتقلين من شباب ورجال ونساء وأطفال.
ومن باب التذكير قال القيادي رجا : ان عدد الذين دخلوا إلى سجون الاحتلال وخرجوا منذ بدء احتلال الضفّة الغربية تجاوز 600 ألف معتقل وهناك داخل فلسطين من أصل كل ثلاثة أشخاص ,شخص معتقل دخلوا السجن وخرجوا ومنهم من قضى داخله وبالتأكيد نقول أن تحرير الأسرى لا يتم من خلال المفاوضات البائسة بل من خلال الموقف السياسي ومن خلال عمليات خطف الجنود الصهاينة وأسرهم التي يجب أن تكون دائماً نصْب أعيُن المقاومة.انتهى