دبلوماسي مصري سابق: الجامعة العربية لابد أن تتغير سياستها بتغيير أمينها
القاهرة ـ سياسة ـ الرأي ـ
قال السفير أحمد الغمراوي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق إن احتكار مصر لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية ليس “حقا” وإنما هو “عرف” غير مثبت أو مكتوب في ميثاق الجامعة فرضته أسباب تاريخية وتوافقات بين مصر والسعودية.
وقال الغمراوي : من الطبيعي أن يتولى مصري منصب الأمين العام للجامعة العربية لأن مصر هي من بادرت بتأسيس الجامعة وكانت تتميز وقتها بنظام سياسي قوي، بينما كانت بقية الدول العربية إما ترزح تحت الاستعمار أو أنها ضعيفة، وأشار إلى أن توافقا مصريا سعوديا حصل بعد تجربة أول أمين عام عزام باشا الذي أعطى للمنصب أكثر مما كانت تطلبه الأنظمة العربية.
كما أوضح أن الجزائر وقطر أثارتا موضوع تدوير منصب الأمين العام في السنوات الأخيرة، لكن التوافق حصل بين قطر والسعودية ثم وافقت الجزائر على أن يكون العربي هو المرشح للمنصب.
وبشأن أسباب تراجع دور الجامعة العربية، قال الغمراوي إن ما يحصل هو استمرارية في ضعف وعدم فاعلية هذه الجامعة في حل القضايا العربية، فلا مشروع تنمويا عربيا ولا سياسة دفاع مشتركة، ولا مواقف موحدة في ظل التهديدات التي تطلقها قوى إقليمية ودولية ضد كيان الأمة العربية، إضافة إلى ما يتعرض له الجسم العربي من تمزيق وتقسيم على غرار العراق وسوريا.
واعتبر الغمراوي أن الجامعة العربية هي مرآة الأنظمة السياسية العربية ولا تمثل طموحات الشعوب، وما دامت كذلك فلا ننتظر منها التغيير بمعزل عن التغيير في هذه الأنظمة نفسها.
وقال إن الجامعة العربية مغيبة عن القضايا العربية لأن هذه القضايا أبعد من أن تحل عربيا مثل العراق وسوريا واليمن، وأضاف أن الجامعة العربية تنقصها قوة عسكرية تمكنها من التدخل في أي دولة عربية تكون فيها مشاكل.
ورأى الغمراوي أن تطوير الجامعة يكون عبر تخلي القادة عن التدخل في قراراتها على غرار مايحدث في الإتحاد الأوربي وأشار إلى أن ضعف دور جامعة الدول العربية في القضايا التي تشهدها المنطقة بسبب تراجع الدور العربي بشكل عام، وخضوعها لتأثير الأنظمة الحاكمة في الدول العربية.
وأكد الغمراوي أن دور الجامعة العربية في الوقت الراهن يقتصر على “توفير غطاء سياسي للتدخلات الخارجية في بلدان المنطقة التي تشهد أزمات”، مشيرا إلى أنها “مشلولة عن اتخاذ أي قرار في القضايا العربية الخالصة كما في فلسطين وسوريا وليبيا”.
وقال إن الجامعة ومؤسساتها ليست بمعزل عن الأنظمة العربية خاصة في الدول الكبرى، مضيفا أن ضعف النظام السياسي العربي انعكس على أداء الجامعة وأفقدها حساسيتها تجاه التدخل الخارجي في دول المنطقة.
وتساءل الغمراوي “لماذا يتفرق العرب في قضاياهم الخاصة ويتوحدون من أجل تحقيق مصالح القوى الخارجية؟”
وأشار الغمراوي إلى أن المشهد العربي يسير بوتيرتين: الأولى على مستوى الشعوب التي تملك حلما بالوحدة والعمل المشترك، والثانية على مستوى الأنظمة التي تفتقد الرؤية المشتركة والمشروع الموحد.
وأوضح أن التحدي الذي يواجه المنطقة يتمثل في كيفية المواءمة بين المصالح الغربية والمصالح العربية العامة، كما استطاعت أوروبا التغلب على التناقضات وشكلت الاتحاد الأوروبي.
وأكد أن التناقض العربي بين المصالح الداخلية والمصالح العربية العامة مصطنع لأنه “لا يمكن لأي دولة عربية ألا تتأثر بالأوضاع في دول محيطها الأوسع”.
وخلال حديثه قال الغمراوي إن جامعة الدول العربية تمثل الأنظمة، وميثاقها الداخلي لا يعطي الأمين العام أي صلاحيات مستقلة عن هذه الأنظمة وتتحدث عن إنجازات وهمية لا يلمسها الشارع العربي، مؤكدا أن سيرتها حافلة بـ”الإخفاقات والإحباطات”.
وشدد على أن “ميثاق الجامعة يعمل ضد كيان الجامعة لأنه يعطي الصلاحيات للأنظمة ويحولها أداة في أيديها، لذلك تجدها فاقدة القدرة على المبادرة في أي قضية، حتى على صعيد المشاكل بين قطرين عربيين لا تستطيع الجامعة القيام بأي دور”.
وختم حديثه قائلا لابد من ضرورة تغيير ميثاق الجامعة بحيث تكون لها صلاحيات السعي للتوحيد بين الدول العربية، وأن يكون لها مجلس عسكري للتنسيق في القضايا الأمنية. والأمين العام الجديد للجامعة العربية لابد أن يحمل خطة جديدة تلمسها الشعوب العربية على الأرض ويلمسها المواطن البسيط . ومعالجة أوجه الخلل في الجامعة العربية خاصة بعد تناني نفوذ دول الخليج ” الفارسي ” وتدخلها في أداء الجامعة العربية.انتهى